x

ياسر أيوب الألتراس بين البراءة والإدانة ياسر أيوب الخميس 04-12-2014 21:23


لم تكن صادمة لأحد أو سبباً فى أى إحساس بالاستياء والغضب تلك الصورة التى نشرتها أكثر من صحيفة إسبانية لأفراد من الألتراس.. سواء ألتراس أتلتيكو مدريد أو ديبورتيفو لا كورونيا.. وهم يخرجون من قسم الشرطة بعد أن أمرت القاضية بذلك ورفضت طلب الشرطة الإسبانية بإحتجازهم.. وكانت الحكاية قد بدأت يوم الأحد الماضى بمشاجرات عنيفة شهدتها مدريد قبل لقاء بين أتلتيكو وديبورتيفو.. وانتهت المشاجرات بقيام ألتراس أتلتيكو بإلقاء أحد مشجعى ديبورتيفو فى أحد الأنهار قريباً من استاد كالديرون الخاص بأتلتيكو.. ومات المشجع بأزمة قلبية غير الإصابات والجروح التى لحقت بكثيرين، مما أدى إلى حزن وغضب جماعى ساد كل الأوساط السياسية والإعلامية والكروية الإسبانية.. وقامت الشرطة الإسبانية بإلقاء القبض على واحد وعشرين شاباً ينتمون لألتراس أتلتيكو وديبورتيفو تمهيداً لمحاكمتهم.. إلا أن القاضية التى تولت هذا الأمر قررت أمس الأول الإفراج عن شباب الألتراس المحتجزين، لأنها لم تقتنع أن هؤلاء المقبوض عليهم هم الذين قاموا بإلقاء المشجع فى النهر ليموت، وأحدثوا تلك الإصابات التى لحقت بالكثيرين هنا وهناك.. والتقطت عدسات الصحف صورا قامت بنشرها لهؤلاء وهم يخرجون من قسم الشرطة بأمر القضاء.. ولم يغضب أى أحد أو يتهم تلك القاضية بالفساد، لأنها أطلقت سراح كل شباب الألتراس رافضة ادعاء الشرطة بأنهم هم الذين قاموا بالقتل.. فالجميع هناك يعرفون كلهم أن هناك من مات وهناك من تمت إصابته دون أن يعنى ذلك توجيه الإتهام ثم إدانة أى أحد دون تحقق وإثباتات.. هناك موت ودم.. وحزن وغضب.. لكن ليس معنى ذلك أن هؤلاء الذين فى القفص هم الذين قتلوا وجرحوا وإنما قد يكونون بالفعل أبرياء.. كما أن الغضب الجماعى الحقيقى والسخط الشعبى والإعلامى على الألتراس الإسبانى كله، منذ يوم الأحد الماضى، لم يدفع بأى أحد ليرى أى شاب ينتمى للألتراس باعتباره قاتلاً أو مجرماً.. لأن هناك فارقاً كبيراً أن تغضب على الألتراس وأن تخاف منهم متوقعا ما سيؤدى إليه سلوكهم إن لم تتم مواجهته بحسم.. وأن تلصق بأى شاب فى الألتراس كل ما تشاء من اتهامات جنائية دون أى دليل أو تحقيق.. وإسبانيا لا تزال غاضبة وخائفة.. ولكن أحكام القضاء هناك هى الحق والدليل والإثبات وليست برامج التليفزيون وأوراق الصحف والصرخات الغاضبة فى أى شارع أو ميدان.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية