x

وفاة مذيع التليفزيون والتر كرونكايت صاحب أشمل حوار مع الرئيس السادات

الثلاثاء 21-07-2009 00:00 |

توفى يوم السبت الماضى مذيع التليفزيون الأمريكى العالمى والتر كرونكايت عن 92 عامًا، ونعاه الرئيس أوباما قائلاً إنه استطاع أن يكون المقياس لتقييم المحاورات التليفزيونية، وأقول المذيع، وليس الإعلامى كما اعتدنا فى مصر هذه الأيام، وكأن كلمة إعلامى «رتبة» أعلى من مذيع، وأقول العالمى لأن كرونكايت أجرى العديد من المحاورات مع شخصيات من دول كثيرة من دول العالم، وكانت محاوراته تباع للعديد من قنوات التليفزيون فى كل القارات.

وقد تذكرت حواره مع الرئيس الراحل أنور السادات، الذى شاهدته فى شركة الفنان الراحل يوسف شاهين عام 1987 أو 1979، وفى حضور كرونكايت وعدد من مساعديه، كانت شركة شاهين تقدم الخدمات الإنتاجية للحوار، وكان كرونكايت ومساعدوه يشاهدون النسخة الأولى، ودعانى شاهين لمشاهدة النسخة معه حيث جلسنا فى زاوية من الصالة الصغيرة بعيدًا عن المجموعة الأمريكية، ولكن بعلمهم طبعًا، وكنت مثل يوسف شاهين وألوف من المثقفين فى مصر ودول عربية أخرى لا نصدق ما يفعله السادات منذ أن قرر زيارة إسرائيل فى نوفمبر 1977، ولا نتصور أنه سوف يحقق أى شىء على أرض الواقع، ولذلك سخرنا من بعض ما جاء فى الحوار وضحكنا، ولم يفهم الأمريكيون ما الذى يدعو إلى الضحك.

كان كرونكايت يتصور أنه سوف يجرى الحوار مع السادات فى يومين، فقضى معه أسبوعين، أدرك الرئيس أهمية المذيع، فجعل الحوار معه «تاريخيًا» بكل معنى الكلمة، وهو على الأرجح أطول وأشمل حوارات السادات التليفزيونية، جعل الرئيس مواقع إجراء الحوار كل مصر، من الإسكندرية إلى أسوان، ومن سيناء إلى برج العرب، وفى الدلتا وسط الفلاحين، وفى الصعيد وسط الآثار الفرعونية، فأصبح البرنامج عن مصر البحر والنهر والصحراء والحقول والتاريخ والحاضر، وتحدث السادات بحرية كاملة، وأطلق العنان لكل ما يعتمل فى نفسه، وأذكر أنه قال مصر بلد الزراعة منذ آلاف السنين، ولكن الشيوعيين خدعوا عبدالناصر، وأقنعوه بشعار لينين «أهم شىء كهربة البلاد» من أجل الصناعة.

وأذكر أيضًا المشهد الأخير فى الحديقة الخلفية لمنزل قريته «ميت أبوالكوم»، حيث قال لكرونكايت هذه مقبرتى إلى جوار مقبرة شقيقى عاطف، الطيار العسكرى الذى استشهد فى حرب أكتوبر، وتصور الكاميرا المقبرتين المتجاورتين وشاهد القبر الخالى وقتها محفورًا عليه اسم «محمد أنورالسادات»، وقد شاهد العالم هذا الحوار، ولكنه لم يعرض فى مصر حتى اليوم.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية