أكد وزير الخارجية سامح شكري، على الاهتمام الكبير الذي توليه مصر لقضايا التعاون العربى الروسى المشترك، ولعل هذا ما يفسر حرص الدول العربية ممثلة في جامعة الدول العربية على تعزيز التعاون مع روسيا الاتحادية، وهو ما تجسد في توقيع مذكرة تفاهم في عام 2003، ثم مذكرة تعاون في عام 2009، قبل أن تتوج هذه الجهود جميعها بانعقاد الدورة الأولى للمنتدى في موسكو عام 2013.
وقال الوزير، في كلمته في افتتاح منتدى التعاون العربي الروسي بالخرطوم، الأربعاء: «في الوقت الذي تنعقد فيه الدورة الثانية للمنتدى العربى الروسى، تتسارع المتغيرات السياسية والاقتصادية من حولنا بشكل أبرز التحديات والتهديدات الرابضة تحت السطح، والتي باتت تمثل خطراً محدقاً بأمن وسلامة العديد من الدول العربية، ما يجعل ذلك الظرف مدعاة لتوثيق التعاون بين بلداننا العربية وروسيا الاتحادية، ذلك التعاون المؤسس على قاعدة من المصالح المشتركة واحترام قواعد القانون الدولي».
وأشار الوزير سامح شكري إلى المواقف الروسية المساندة على الدوام للقضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية، ونوه في كلمته إلى خطر الإرهاب مؤكدا أن أنه بات خطراً محدقاً يتهدد الجميع، وهو ما يستدعي تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين بلداننا.
وأشار وزير الخارجية في كلمته إلى الوضع في ليبيا، لافتا إلى أنها تشهد ومؤسساتها الشرعية المنتخبة هجمة شرسة تستهدف النيل من وحدة التراب الليبي.
وعن الأوضاع في سوريا، قال الوزير: «تمر الأيام ولا يزال الدم السورى المهدر عبثاً هو الحقيقة الوحيدة الثابتة بلا تغيير، مما يجعل من اقتناعنا بوجوب الحل السياسي لهذه الأزمة أكثر ترسخاً».
وفيما يتعلق باليمن، قال إننا نؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف السياسية باتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وذلك باعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد المتجذرة، ومن أجل تجنيب الشعب اليمنى مخاطر الانزلاق إلى صراعات مسلحة ستكون تداعياتها خطيرة.
وأشار إلى أن في تجربة روسيا الاقتصادية في التنمية ما يستحق الوقوف والتأمل، فقد استطاعت روسيا النهوض من عثرتها الاقتصادية لتحقق معدلات نمو مرتفعة ساهمت في تدشين وضعية روسيا على خارطة الاقتصاد العالمي، ولذا فإن المنتدى يعد جسراً حقيقياً يمكن من خلاله لروسيا أن تعيد استكشاف البعد التنموي في علاقاتها بالدول العربية، بحيث تصبح روسيا شريكا لدولنا العربية في التنمية، كما كانت سنداً لنا في قضايانا العربية، لذا نأمل في أن ينجح اجتماعنا اليوم في فتح آفاق جديدة ترتقي بهذا التعاون إلى مستوى طموحات الطرفين العربى والروسي على حد سواء.
وتابع «شكري»: «إننا إذ نؤكد على أهمية التعاون الاقتصادي مع الشريك الروسى، إلا أنه ما زال أقل بكثير مما نطمح إليه، حيث تعد الفرصة سانحة أمامنا لتعزيز هذا التعاون، والبناء على ما تم إنجازه من برامج التعاون التي تم اعتمادها خلال الدورة الأولى للمنتدى التي عُقدت بموسكو في فبراير 2013، وذلك من خلال الإسراع بتنفيذ خطط العمل المشتركة للفترة من 2015 -2017 والعمل على إزالة أي قيود أو معوقات من أجل تفعيل وتشجيع هذا التعاون في كافة المجالات، وكذلك الاستفادة من التجربة الروسية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي».