أكثر من مليار شخص حول العالم أو ما يقرب من 15% من سكان العالم يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة غير أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد وإنما هي موت شعلة التحدي لهذه الإعاقة وموت الطموح وانطفاء شمعة الأمل، والعيش بمنغصات وألم، فكم حولنا من معاقين بالرغم من جمال مظهرهم وقوة أجسادهم ونمو عضلاتهم إلا أنهم يعانون من السذاجة وعمى البصيرة وقصور المنطق والعجز الفكري، وهذه هي الإعاقة الحقيقية وكم من معاق استطاع أن يعيش حياة عادية جدا ويحقق الكثير من أحلامه وأهدافه.
وقد شهد القرن العشرين والقرن الحالي تطورا كبيرا في الإهتمام بالمعوقين علىالمستوى العالمي، تمثل في العديد من المواثيق التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة كان من أبرزها إعلان عام 1981، وقد نشطت الدول إبان ذلك العام في تطوير برامجها في مجال المعوقين.
وفي الوقت الذي يلاحظ فيه تطورا هائلا إزاء المعوقين في الدول المتقدمة يلاحظ عدم اهتمام بهم في الكثير من البلدان العربية وكمثال على ذلك موضوع وسائط النقل كالباصات والسيارات الخاصة بهم وظاهرة انتشار مترو الأنفاق وعدم التفكير في شريحة المعاقين كمصر والجزائر والسودان وغيرها، وفي غيبة وقصور دور الدولة في هذه البلدان بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة يضطر كثير منهم إلى القعود في البيت أو الاستعانة بأفراد من العائلة لحملهم أثناء التنقل.
وهناك إتجاهات تربوية حديثة لإستخدام مسمى ذوي الإحتياجات الخاصة بدلا من مصطلح «معاقين»، لأن المصطلح الثاني يعبر عن الوصم بالإعاقة وما لها من آثار نفسية سلبية على الفرد، كما أن هناك دلائل مستمدة من علم النفس والإجتماع والتربية، أن المسميات قد تكون ذات أثر معوق، لذا يتوجب الحذر عند استخدام المصطلحات.
وللأمم المتحدة تاريخ طويل في تعزيز حقوق ورفاه الناس جميعا، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة، فلقد دأبت المنظمة، في سبيل تحقيق مجتمع للجميع، على أن تكفل لهم، على قدم المساواة مع غيرهم، المشاركة الكاملة والفعالة في المجالات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. والتزام المنظمة بتمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوق الإنسان كافة ذو جذور عميقة في سعيها لإحقاق العدالة والمساواة الاجتماعية في التنمية الاجتماعية في جميع جوانبها.
هذا وقد جاء برنامج العمل العالمي المتعلق بالمعوقين وكذلك القواعد الموحدة المتعلقة بتكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة ترجمة لالتزام المنظمة بإطار دولي للسياسات، عززته اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي صك قانوني دولي، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من أن يحيوا، هم ومجتمعاتهم في شتى أرجاء العالم حياة أفضل.
وظلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعملان على تعميم مراعاة منظور الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع والتنمية من جميع جوانبهما وعلى الرغم من أنه تم قطع العديد من التعهدات بإدماج قضايا الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة في التنمية فإن الفجوة ما بين السياسة المعلنة والممارسة المتبعة ما زالت قائمة في حين إن كفالة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في أنشطة التنمية كافة أمر لا غنى عنه إذا ما أريد بلوغ الأهداف الإنمائية المتفق عليها، والتي لا سبيل إلى بلوغها إلا إذا أدمج الأشخاص ذوو الإعاقة وأفراد أسرهم في شتى أنشطة التنمية.
ويكفل هذا بدوره أن يفيد الأشخاص ذوو الإعاقة وأفراد أسرهم من المبادرات والجهود الإنمائية الدولية باتجاه إعــادة التأهيل المجتمعي جسر يصل بين السياسة المعلنة والممارسة المتبعةلإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في التنمية والمطبقة ممارسة في أكثر من 90 بلدا في أرجاء العالم إعادة التأهيل المجتمعي.
وتعد إعادة التأهيل المجتمعي جزء من استراتيجية التنمية المجتمعية، لتحقيق تكافؤ الفرص وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع ويتم هذا سنويا بأشكال عدة منها عقد المنتديات والمناقشات العامة والحملات الإعلامية الداعمة لهذا اليوم، والتي تركز على القضايا والاتجاهات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة وعلى السبل والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق زيادة إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في تنمية مجتمعاتهم وتنظيم حفلات الأداء، حيثما تيسر، لإظهار – وتمجيد – إسهامات الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمعات التي يعيشون فيه، وعقد لقاءات لتبادل الآراء وإجراء الحوارات التي تسلط الضوء على ثراء وتنوع مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة واهتماماتهم وتطلعاتهم والقيام بإجراءات عملية لزيادة تطبيق القواعد والمعايير الدولية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
ولزيادة مشاركتهم في الحياة والتنمية الاجتماعية على أساس المساواة. ولوسائط الإعلام إسهامات مهمة على نحو خاص تقدمها دعما للاحتفال بهذا اليوم ويصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة «زي النهاردة» في 3ديسمبر 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة والتعاطي معها ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.