x

ياسر أيوب إسبانيا.. ونهاية الألتراس ياسر أيوب الثلاثاء 02-12-2014 21:57


كانت وفاة مشجع واحد فقط كافية جداً لأن تقرر الحكومة الإسبانية إعلان الحرب الحقيقية على كل روابط الألتراس لديها.. فقبل مباراة الأحد الماضى بين أتلتيكو مدريد وديبورتيفو لاكورونيا.. وقعت المصادمات بين ألتراس الناديين وانتهت بقيام ألتراس أتلتيكو مدريد بإلقاء روميرو تابوادا، أحد المشجعين القادمين من مدينة لاكورونيا، فى نهر مانثانارس بالقرب من استاد كالديرون فى مدريد.. ولم يتحمل قلب المشجع التوتر والخوف عقب إلقائه فى النهر فمات بنوبة قلبية، وغير وفاة هذا الرجل الذى هو أب لطفل فى الرابعة من العمر كان هناك أيضا أحد عشر مصابا آخرون.. وبمجرد إعلان الوفاة قرر ماريانو راخوى، رئيس الحكومة الإسبانية، إعلان الحرب على الألتراس..

وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة كان فى باريس إلا أن ذلك لم يمنعه من الاهتمام والحديث والتأكيد لكل الإسبان بأن حكومته لن تسمح لمتطرفى كرة القدم بأن يحيلوها إلى لعبة للموت وليس الحياة.. وفى اجتماع شارك فيه أمس الأول كل من فرانسيسكو مارتينيز، وزير الداخلية، وإجناسيو موسيدو، قائد عام الشرطة، وميجيل كاردينال، رئيس المجلس الأعلى للرياضة.. تم الإعلان عن تدابير أمنية جديدة سيجرى تطبيقها وستلتزم بها كل الأندية حتى لا يتكرر هذا الحادث الذى من أجله أصر الحزب الاشتراكى المعارض على مثول وزير الداخلية للاستجواب أمام البرلمان..

وأعلنت الشرطة الإسبانية أنها ألقت القبض على واحد وعشرين شابا من جماعات الألتراس سيجرى التحقيق معهم استنادا إلى أفلام تم تصويرها للأحداث.. بينما أعلن رئيس المجلس الأعلى للرياضة أنه سيلزم الأندية الإسبانية بإبعاد جماعات الألتراس عن ملاعبها، مؤكدا أنها باتت جماعات تقودها أفكار أيديولوجية وسياسية لا علاقة لها بكرة القدم.. وسيعقد رئيس المجلس الأعلى غدا الخميس اجتماعا ثانيا مع اتحاد الكرة الإسبانى ورابطة الأندية للبدء فورا فى برنامج إبعاد الألتراس عن ملاعب الكرة فى إسبانيا حتى لو أدى الأمر إلى إلزام كل الأندية بغلق المدرجات التى تجلس فيها روابط الألتراس.. ودعا أنشيلوتى، المدير الفنى لريال مدريد، الجميع للاقتداء سواء بتجربة الريال وبرشلونة للتخلص من الألتراس أو قيام الحكومة الإسبانية بدراسة كل الإجراءات التى قامت بها الحكومة البريطانية ضد جماعات الهوليجانز، ونجحت فى ذلك إلى حد إقامة مباريات الدورى الإنجليزى بدون أى رجل شرطة فى الملعب.. ولابد من التوقف هنا أمام عدة ملاحظات، أهمها أنها الوفاة الثانية لمشجع كروى فى إسبانيا والحالة الأولى كانت منذ أحد عشر عاما وأيضا لمشجع لديبورتيفو.. ورغم ذلك كان القلق والخوف والاهتمام والتدابير الجديدة المشددة.. الملاحظة الثانية كانت أنه رغم الرفض الجماعى الحالى لكل جماعات الألتراس إلا أن أى عضو بها ليس متهماً تلقائياً بقتل ذلك المشجع.. ولم يقل الإعلام الإسبانى إن الألتراس مثلا قتلوا روميرو.. فالاتهامات الجنائية هناك ينبغى أن تكون محددة وليست عامة أو مطلقة.. والملاحظة الثالثة أنه فى مواسم مواجهة الخطر والخوف والدم والموت.. ليست هناك وجهات نظر أو حسابات ومصالح خاصة أو حتى ألوان لأندية بعينها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية