x

الخبراء يؤكدون : أبطال أفريقيا في خطر

تصوير : حسام فضل

كشفت مباراة المنتخب الوطني الأول مع سيراليون في افتتاح التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة الأمم، التي انتهت بالتعادل 1/1، عن تراجع مخيف في أداء اللاعبين، ودقت ناقوس الخطر بعد أن ظهر بطل القارة لثلاث دورات متتالية، عاجزاً عن مجاراة شباب سيراليون لدرجة أن «وائل جمعة»، أفضل مدافع بالقارة في السنوات الأخيرة، المتخصص في رقابة أشهر لاعبي المنتخبات الأفريقية، فشل في رقابة مهاجم الفريق المنافس، وظهر «محمد أبوتريكة» بعيداً عن مستواه، وكذلك «أحمد حسن»، كما لم يقدم الجدد «أحمد حسن مكي» و«أحمد علي» و«عمرو السولية» و«أحمد عبدالظاهر»، أوراق اعتمادهم.


وأثبتت المباراة حاجة الفريق لتجديد شبابه والدفع بعناصر موهوبة وقادرة على الحفاظ على مكانته، خصوصاً في الدفاع الذي كان سبباً رئيسياً في الخروج بتلك النتيجة المخيبة للآمال.


«المصرى اليوم» استطلعت آراء مجموعة من الخبراء الذين أجمعوا على حاجة الفريق لتجديد دمائه واستبعاد بعض النجوم الكبار الذين تقدم بهم العمر، وباتوا غير قادرين على تنفيذ تعليمات الجهاز، فضلاً عن طريقة اللعب التي وضح عدم قدرة اللاعبين على تطبيقها، سواء في مباريات المنتخب أو منافسات الأندية المصرية في البطولات الأفريقية.


قال محمد عبدالمنعم «شطة»، المدير الفني للاتحاد الأفريقي، إن المنتخب المصري «شاخ» بسبب كبر أعمار عدد كبير من لاعبيه، فضلاً عن السياسة الخاطئة للمسؤولين عن اتحاد الكرة لإبقائهم على الجهاز الفني للمنتخب كل هذه الفترة الطويلة ودون خطوات مدروسة.


وقال إن بقاء الجهاز الفني كل هذه الفترة أفقده القدرة على اتخاذ القرارات السليمة بسبب ارتباطه الوطيد بمجموعة اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق الانتصارات طوال الفترة الماضية، وهذا لا يقلل من كفاءة حسن شحاتة وجهازه المعاون، لكنه بات من الصعب عليهم استبعاد هؤلاء اللاعبين الذين يرتبط معهم بصلات وثيقة مما جعلهم عبئاً ثقيلاً على المنتخب في الفترة الحالية.


وحمل شطة، الجهاز الفني للمنتخب المسؤولية كاملة فى عدم إحلال وتجديد الفريق منذ فترة طويلة وعدم النظر إلى المستقبل، لدرجة أن معظم عناصر المنتخب الحالى لن يستطيع اللعب في بطولة الأمم الأفريقية 2012 لأن أعمار خمسة منهم ستتراوح فى هذا الوقت ما بين 35 و40 عاماً وهى السن التى يصعب معها العطاء.


وأضاف «شطة» أن المباراة أفادت حسن شحاتة في كشف مشاكل الفريق، حيث إن دوافع الفوز أصبحت مختلفة لدى اللاعبين، وعليه أن يبحث عن كيفية تحقيق الفوز في المباريات المتبقية بالمجموعة إذا أراد التأهل للبطولة الأفريقية. كما أن اللاعبين عليهم الدور الأكبر وضرب شطة مثلاً بالمنتخبين السودانى والسيراليونى، حيث إن الأول نجح في الفوز على الكونغو رغم عدم وجود اتحاد للكرة وعدم وجود مدير فنى مع الفريق منذ فترة، وأيضاً المنتخب السيراليونى أحرج نظيره المصرى رغم المشاكل التى واجهها قبل الحضور للقاهرة بإصرار لاعبيه على التفوق وتحقيق نتيجة إيجابية.


أما «حسن الشاذلي» المدير الفنى لفريق الترسانة فأكد أن استهتار المنتخب بنظيره السيراليوني وراء التعادل المخيب، فانشغلنا بترديد بعض الأقاويل مثل أن المنتخب السيراليونى يعانى من أزمة مالية، وأن اتحاد الكرة هناك لا يجد ثمن تذاكر الطيران.. وغيرها، في الوقت الذي كان على الجهاز الفني معرفة سيراليون جيداً قبل المواجهة، لكنهم للأسف تهاونوا بالمنافس واعتقدوا أنهم في نزهة، وسيحققون الفوز عليه بنصف دستة أهداف على الأقل مثلما حدث في مباراة الكونغو الودية.


وأضاف الشاذلي: "أن عدم تقدير المنافس جعل حسن شحاتة لا يهتم باختياراته لاعتقاده بأنه سيجد فريسة سهلة وأى 11 لاعباً بمقدورهم تحقيق فوز كبير، وقام باستبعاد عمرو زكى وشيكابالا وأحمد عيد عبدالملك رغم أنهم عناصر مؤثرة". وتابع "كما أن عدم انضمام أحمد سمير فرج أمر مثير للدهشة، خصوصاً أنه يؤدى بصورة مميزة مع الإسماعيلي".


فيما أكد الخبير الكروي «علي أبوجريشة»، لاعب المنتخب الوطني والنادي الإسماعيلى السابق، أن التعادل مع سيراليون كان متوقعاً بعدما حدث مع منتخبات عربية كبيرة مثل الجزائر والمغرب وتونس وليبيا، التي تعادلت كلها في الجولة الأولى، ولكن المشكلة الكبرى التي وقع فيها المنتخب والجهاز الفنى تتمثل فى التقييم الخاطئ للمنافس.


وقال إن منتخب سيراليون يأتى في التصنيف الرابع قارياً، وهذا أحدث لدى اللاعبين قبل المباراة حالة من الاسترخاء، ولكن اليوم لم يعد هناك فريق ضعيف فى أفريقيا، بالإضافة إلى أننا لم نكن نملك معلومات كافية عن هذا الفريق وعناصره المحترفة المتميزة.


وتابع أبوجريشة: «حسن شحاتة معذور لأن لديه العديد من اللاعبين لديهم مشاكل مع أنديتهم، وبالتالي يفتقدون التركيز ولن يفيدوا الفريق، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نؤكد أن الوجوه الجديدة التي ضمها شحاتة للفريق تعتبر خامات جيدة، ويجب استمرارهم والصبر عليهم وليس شنقهم بعد أول مباراة ، فهم مجموعة متميزة ويجب أن نساندهم بدلاً من الجرى وراء (اللعيبة اللى مش مركزة واللى مش فاضية)».


بينما طالب «فاروق جعفر»، المدير الفني لطلائع الجيش، بتجديد دماء المنتخب الوطني حتى يسترد عافيته مرة أخرى ، وأكد أن الجيل الحالي تم استهلاكه على مدار ست سنوات وحان وقت التغيير حتى يتمكن الفريق من استعادة قوته مرة أخرى.


وأوضح جعفر أن دفاع المنتخب هو الأسوأ بين مراكز الفريق، ولابد من تعديله قبل المباريات المقبلة، وقال إن التشكيل الأساسى أمام سيراليون لم يشهد سوى لاعبين جديدين هما أحمد حسن مكي وأحمد علي، وقد دفع الجهاز الفني بأحمد عبدالظاهر ووليد سليمان في الشوط الثانى بعد أن تعقدت الأمور داخل الملعب، وكان الفريق بحاجة للتعادل ثم الفوز الذي لم يتحقق.


وأرجع جعفر هبوط مستوى اللاعبين الدوليين إلى تراجع مستوى الأهلي والزمالك باعتبار أن لاعبيهما القوام الرئيسى للمنتخب الوطني، ولفت إلى أن عدم استقرار اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة أثر سلباً على معنويات اللاعبين فى الملعب، وقال: «عندما يعلم اللاعب قبل ساعات من لقاء سيراليون برفع الحصانة عن رئيس اتحاد الكرة فإن ذلك من شأنه التأثير سلباً على أداء اللاعبين» لكنه عاد وأكد أن اتحاد الكرة لا يتحمل بمفرده المسؤولية بل يتحملها الجميع من جهاز فنى ولاعبين واتحاد. واستبعد جعفر أن يؤثر التعادل على مسيرة المنتخب فى التأهل لأمم أفريقا، وقال:"المشوار لايزال طويلاً.. وبإمكان المنتخب التعويض".

 

فيما أرجع «أسامة خليل»، نجم النادي الإسماعيلي الأسبق، التعادل مع سيراليون إلى نقاط الضعف الخطيرة في المنتخب، التى ظهرت قبلها مع ناديى الأهلى والزمالك، والمتمثلة فى ضعف مركزى قلب الدفاع ومحور الارتكاز، لرغبة جميع اللاعبين فى الظهور هجومياً فقط دون أداء الواجب الدفاعى. وقال: لاعبونا اتسموا بالبطء الشديد خصوصاً فى الجانب الدفاعى وتحديداً الثنائى وائل جمعة ومحمود فتح الله بالإضافة إلى أحمد حسن الذى ابتعد كثيراً عن مستواه".


وأضاف خليل:"المرحلة المقبلة لن تقبل تبريرات شوقى غريب غير الواقعية، خصوصاً أن الجماهير لن تقبل بمشاركة العناصر التي فازت بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، وستطالبه بضخ دماء جديدة في وسط الملعب والدفاع، بالإضافة إلى مهاجم موهوب، لأن الهدف الحقيقى هو الوصول لكأس العالم 2014، والإعداد له من الآن بدلاً من السعى وراء كأس الأمم الأفريقية".


وطالب خليل الأندية الكبرى بضرورة العمل بأسلوب يتماشى مع المتطلبات الواقعية للاعب المصري المتمثلة فى عدم قدرته على اللعب بطريقة 4/4/2، ورغبتهم فى العودة إلى طريقة 3/5/2، ويجب على حسن شحاتة الاجتماع مع مدربى الأندية الكبرى لإقناعهم بالعودة لطريقة 3/5/2 التى يجيدها اللاعب المصرى.

 

وأرجع «حلمي طولان»، المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادى بتروجيت، تراجع مستوى المنتخب الوطنى إلى ثلاثة أسباب رئيسية، أولها سوء التعامل مع تصفيات «الذهاب والإياب»، بعد أن أثبتت التجربة إجادة المنتخب فى التجمعات فقط، ويجب علاج هذه المشكلة بتوفير وقت كافٍ للمنتخب قبل المباريات.


السبب الثانى تغيير طريقة اللعب من 3/5/2 التى حقق بها البطولات السابقة إلى 4/4/2 بعد أن صارت طريقة لعب كل الأندية فى الدوري، لكن اللاعبين لم يهضموا الطريقة الجديدة حتى الآن، وأخيراً المتغيرات التى يمر بها الفريق على مستوى اللاعبين، فالفريق ظهر به عدد من اللاعبين الجدد أصحاب الخبرة القليلة والذين لا يملكون حساسية المباريات الدولية والتوقيت مناسب حالياً للتغيير والتجديد، بإضافة عناصر مميزة مثل أحمد على وأحمد مكى ووليد سليمان وعمرو السولية وأحمد عبدالظاهر، وأرى أن حسن شحاتة دقيق فى إجراء التغيير فى هذا الوقت.


وأضاف طولان: «فرصة المنتخب مازالت كبيرة وقائمة بقوة ولدينا ثقة كبيرة فى حسن شحاتة وجهازه المعاون ، وأرفض نغمة الاستهانة بالخصم التي يرددها البعض لأن الجهاز الفني تعلم الدرس جيداً من زامبيا فى تصفيات كأس العالم، وقد حذر شحاتة اللاعبين من المباراة، ولكن منتخب سيراليون ظهر كفريق محترم .

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية