في محاولة لتهدئة الأزمة في لبنان، يستعد حزب الله اللبناني، الكتلة الرئيسية في معسكر «8 آذار»، القريب من سوريا، وتيار المستقبل، الذي يقود معسكر «14 آذار»، المطالب بإسقاط النظام في دمشق، لعقد جلسات حوار، من المرتقب أن تنطلق في منتصف ديسمبر الجاري، بحسب نائب لبناني.
وفي تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، بالعاصمة اللبنانية، بيروت، قال الوزير السابق، والنائب عن كتلة حركة أمل النيابية، ياسين جابر، إن الحوار سيهتم بالقضايا اللبنانية الداخلية مع استبعاد القضايا الإقليمية، في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي تهدد لبنان بفتنة سنية- شيعية.
وأوضح جابر في تصريحاته لـ«المصري اليوم» أن «الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل هو ثمرة عمل قام به رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، خلال الأسابيع الماضية»، وقال نبيه بري رئيس البرلمان «عمل في صمت وخلف الستار والأبواب المغلقة خلال الأسابيع الماضية، وأسفر هذا المسعى اليوم عن قبول الفريقين الجلوس على الطاولة».
وقال مصدر قيادي في قوى «8 آذار» إلى أن «حزب الله يطالب بإدراج بند الإرهاب ومواجهته على جدول الأعمال من باب تنفيس الاحتقان المذهبي في
البلاد»، إلا أن مصدراً آخر في قوى «14 آذار» اعتبر ان «إقحام التجاذبات الإقليمية على طاولة الحوار تُهدّد بإضعافه وتحويله إلى حوار طرشان».
من جانبه، قال النائب ياسين جابر إن «الأمور تجري لإعداد جدول أعمال مع تحييد الأمور التي لا يمكن حلها في خلال فترة قصيرة، ستوضع أجندة للأمور
الداخلية وسيتم تحييد القضايا الإقليمية»، مضيفًا: «ذا طرح مثلا سلاح المقاومة لن يصل الحوار إلى شيء لأنه أمر متعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي، ويتطلب حل هذا الصراع أولًا، كيف تطلب من مقاوم مستهدف من قبل إسرائيل أن يسلم سلاحه، وأيضًا الموضوع السوري هو موضوع شائك، التكفيريين اليوم على حدود لبنان».
وأكد جابر على أن «ما تم إعداده هو تحضير جدول أعمال يتناول كثير من القضايا الداخلية، حول تخفيف الاحتقان الداخلي والتعاون المشترك والعيش سويًا،
وهذه أمور مهمة جدًا».
وعما إذا كان الحوار بين الطرفين سيشمل مناقشة ترشح زعيم التيار الوطني الحر، ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، للرئاسة، قال ياسين جابر
لـ«المصري اليوم»: «ليست قضية الجنرال عون تحديدًا، ولكن الأكيد أنه سيتم التطرق لموضوع الانتخابات الرئاسية»، وتابع جابر: «ولكن السؤال هل هم
الوحيدون المعنيون بالتأكيد لا».
وأوضح ياسين جابر أن الحوار بين حزب الله والمستقبل «سيتركز في البداية على تطبيع العلاقات بين الفريقين وتخفيف الاحتقان ومنع الفتنة، لأن
التحدي القائم اليوم في البلد هو التهديد بفتنة سنية- شيعية، هذا الحوار يهدف إلى منع هذه الفتنة والتعاون، ونحن جميعًا معنيون بمد اليد إلى تيار
المستقبل كونه تيار اعتدال، وفي هذا الوقت الذي يُستهدف فيه لبنان من قبل متطرفين يجب أن يكون هناك توحيد للصفوف لمواجهة التكفيريين، بعد ذلك من
الضروري أن تشمل المحادثات الآخرين».
وعلمت «المصري اليوم» أن وفد حزب الله في الحوار سيضم نائب الأمين العام للحزب، حسين الخليل، والنائب حسن فضل الله، فيما سيضم وفد تيار المستقبل، نادر الحريري، مدير مكتب سعد الحريري، والنائب جمال الجراح.