x

علماء نفس واجتماع: المسلسلات والضغوط وتطلعات الثراء والإحساس بالضياع وراء جريمة «المقاولون العرب»

السبت 10-07-2010 00:00 |

قدم عدد من علماء النفس والاجتماع عدة تفسيرات للدوافع التى أدت إلى إقدام المتهم محمود طه سويلم، سائق أتوبيس شركة المقاولون العرب، على قتل 6 وأصاب 6 من زملائه بالشركة، وأرجعوا الجريمة إلى الضغوط النفسية والاقتصادية التى يتعرض لها المواطن فى مصر، فضلا عن تغذية الإعلام لثورة التطلعات والجشع لدى الأفراد من خلال ما يتم تقديمه من مسلسلات وأفلام تثير نفوس المواطنين ضد الأغنياء والطبقات الثرية.

وأرجع الدكتور هاشم بحرى، أستاذ واستشارى الطب النفسى بجامعة الأزهر، قتل السائق زملائه إلى الضغوط النفسية والعصبية التى من الوارد أن يتعرض لها أى إنسان، خاصة أن استمرار الضغوط يدفع الفرد إلى الانهيار التام وفقدان القدرة على التفكير إذ لم تكن قدراته الشخصية أو أصدقاؤه قادرين على تخفيف الضغوط عليه.

وقال «بحرى» إن القدرة على التفكير مرتبطة بالمشاعر والأحاسيس التى يملكها الفرد، لذا فعندما يتعرض لانهيار يفقده القدرة على التفكير ويتجه إلى الاعتماد على مشاعره التى تدفعه إلى القيام بأى تصرف.

وأضاف أنه عندما تؤدى الضغوط النفسية إلى وقف التفكير، يتجه الفرد إلى الاعتماد على غرائزه وسلوكياته وعاداته فى حل مشاكله، وفى حالة سائق الأتوبيس الذى يعد من أصل صعيدى، برزت غرائزه المتمثلة فى القتل والأخذ فى الثأر بدلا من عقله فى تعامله مع الأحداث حينها، ما دفعه لارتكاب الجريمة.

وشدد أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، على أنه وفقا لهذه النظرية، فإن السائق فقد القدرة على التحكم فى الأمور بعد أن وقف عقله عن التفكير، وعندما قتل أول اثنين افتقد أيضا القدرة على السيطرة على نفسه، ولم يشعر بما يفعله وسط حالة الانهيار العصبى، التى أصابته.

من جهتها، حملت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وسائل الإعلام مسؤولية حادثة أتوبيس المقاولون العرب، موضحة أن الإعلام زاد من جشع الأفراد وثورة التطلعات لديهم بما يقدمه لهم من مواد تكشف ما تملكه الطبقات الغنية والأثرياء فى المجتمع، ما خلق لديهم إحساساً بعدم الرضا بما لديهم.

ونفت «سامية» أن يكون دافع السائق للقتل أزمة اقتصادية ، قائلة إن السبب الرئيسى وراء الحادثة هو رغبته فى تلبية ثورة تطلعاته بطريق غير مشروع، خاصة أن راتب سائق فى شركة المقاولون العرب كافيا لأن يوفر له حياة كريمة.

وأضافت أن وسائل الإعلام صارت تعتمد على «الفرقعة» الإعلامية والتركيز على أن كل المشاكل التى يواجهها المواطن المصرى ما هى إلا مشاكل مادية متعلقة بالمال والنواحى الاقتصادية وليس للمواطن يد فيها، ما حول الإنسان المصرى إلى «إنسان شره» بسبب تزايد المطالب الاقتصادية، وأصبح لا يسعى إلا وراء جنى المال.

فى حين، رأى الدكتور ممدوح عقل، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن السائق أقدم على القتل بدافع انتقامى مدعوم باستعداده للعنف ورغبته فى تفريغه، لافتا إلى إنه إذا كان سبب القتل موضوع التنقيب عن الآثار فالدافع هو إحساسه بضياع أمانيه وأمواله، أما إذا كان السبب هو نقله من الإدارة فيبدو أنه شعر بالظلم وقرر أن يعاقب العمال دون محاسبة الإدارة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية