حال تكليفى برئاسة الدورة 36 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى «9-18 نوفمبر 2014» دون كتابة «صوت وصورة» طوال نوفمبر، ومتابعة أهم الأحداث الثقافية، خاصة فى مجال السينما، فالحدث السينمائى الأهم كان مهرجان القاهرة، وليس من الأصول المهنية أن أعلق عليه بينما أتولى رئاسته بالسلب أو الإيجاب، كما لم يكن هناك وقت لكتابة هذا العمود اليومى لمتابعة استضافة أكثر من 300 ضيف، وعرض 155 فيلماً من 50 دولة من كل قارات العالم فى مواعيدها حسب البرنامج، وإعادة نسخ جميع هذه الأفلام إلى مصادرها قبل 30 نوفمبر، حسب لائحة المهرجان المعتمدة من الاتحاد الدولى.
أحمد الله سبحانه وتعالى وأشكر فريق العمل، لأن كل الأفلام التى أعلن عنها فى البرنامج عرضت، وكانت العروض فى مواعيدها، باستثناء ثلاثة أفلام تغيرت مواعيدها لأسباب تتعلق بتقنية DCP الحديثة، التى أدت إلى تغيير بعض المواعيد حتى فى مهرجان فينسيا فى أغسطس الماضى، وأن جميع النسخ عادت إلى مصادرها يوم 27 نوفمبر، أما تقييم الدورة، فلكلٍ الحق فى تقييمها حسب معاييره للنجاح أو الفشل ومدى معرفته بالمعايير المتعارف عليها فى العالم، وليس من حق إدارة أى مهرجان أن تعلق على أى رأى مهما كان، ولكن واجبها تصحيح أو استكمال المعلومات عن طريق المركز الصحفى.
الخبر الأهم الذى حالت رئاستى لمهرجان القاهرة دون التعليق عليه فى حينه كان حكم القضاء بإتاحة عرض الفيلم المصرى «حلاوة روح» إخراج سامح عبدالعزيز، بعد أن أوقف رئيس مجلس الوزراء عرضه، ورفع منتجه محمد السبكى دعوى قضائية ضد ذلك القرار، ومن المؤسف حقاً أن ينسب فى العديد من الصحف إلى ممثلة الدور الأول هيفاء وهبى، بينما تنسب الأفلام إلى مخرجيها.
حكم القضاء بعرض الفيلم انتصار جديد لحرية التعبير فى مصر، وتأكيد جديد على استقلال القضاء المصرى، وأنه الحصن الكبير للشعب المصرى، حتى ضد قرار رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، ورغم أنه من أعظم من تولوا هذا المنصب فى تاريخنا المعاصر، ورجل فى مكانه الصحيح، بعد ثورتين قام بهما الشعب من أجل الحرية والعدل وسيادة القانون، وانتخب الرئيس السيسى لينقذ مصر من مصير الدول المجاورة، ويصنع مستقبلاً جديداً يحقق مطالب شعب الثورتين ضد كل أشكال الديكتاتورية - أزال حكم القضاء العار، ولم يعد هناك فيلم مصرى ممنوع فى مصر.