x

الإسكندرية تحتفي بـالشاعر اللبناني جودت حيدر «شكسبير العرب»

الأحد 30-11-2014 13:11 | كتب: بوابة الاخبار |
جودت حيدر جودت حيدر تصوير : آخرون

تحتفى مكتبة الإسكندرية، ومركز دراسات الإسكندرية وحضارات البحر المتوسط، بالتعاون مع جمعية أصدقاء جودت حيدر، بالذكرى الثامنة لرحيله في 4 ديسمبر المقبل.

يشارك في الفعاليات الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، والشاعر دكتور حسن طلب، أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، ومديرة مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط الدكتورة سحر حمودة، ومحافظ البقاع السابق دياب يونس، وسفير لبنان في مصر د. خالد زيادة، إضافة إلى فيلم وثائقي عن حياة الشاعر يقدمه الدكتور جوزيف الشمالي.

يُعد الراحل الكبير جودت حيد شاعر الفصول الأربعة لتنوع أدبه بين الوجداني والوطني والروحاني والاجتماعي، إضافة إلى أنه كتب باللغة الإنجليزية كأهم الشعراء الإنجليز، فهو الشاعر المثقف، والتربوي المتمرس، وقد تجلت قيمه الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية في شعره، حيث كتب قصيدة باللغة الإنجليزية بطريقة مبدعة ما جعل صحيفة «نيويورك تايمز» تصفه بالمميز.

و«حيدر» من مواليد بعلبك 1905، مدينة الشمس والحرف والفنون، بدأت رحلة عذابه منذ طفولته عندما قام الأتراك بإبعاد والده وإخوته إلى الأناضول، وبعد دراسته الابتدائية الثانوية في لبنان تحقّق حلمه بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ودرس مادة التربية والتعليم لأربع سنوات في جامعة نورث تكساس، وأمضى بعدها قسماً من حياته متنقلاً في عدد من بلاد الاغتراب، عاد على إثرها ليمضي أفضل أيام حياته بين لبنان وفلسطين والعراق، قبل الاستقرار في مسقط رأسه بعلبك، وانكب على الزراعة والكتابة والتأليف، واضعًا العديد من دواوينه الشعرية باللغتين العربية والإنجليزية، وقد أطلق عليه النقّاد العديد
من الألقاب منها «شكسبير العرب».

درس جودت حيدر في الجامعة الأمريكية في بيروت 1924، وفي ليون فرنسا 1925، وتكساس بالولايات المتحدة 1927، متخصصا في التربية والتعليم.

أدار «الجامعة الوطنية» 1928، وكلية النجاح بنابلس 1930، ثم التحق بشركة النفط العراقية 1932 ـ 1960، وبلغ منصب مستشار الصناعة للشرق الأوسط.

بعد تقاعده انصرف إلى التأليف فأصدر ثلاث مجموعات شعرية بالإنجليزية: «أصوات» (1980)، «أصداء» (1988)، «ظلال» (1998)، وتصدر قريبا مجموعته الرابعة «زمن».

وفي العربية صدر عنه «جودت حيدر: مشوار العمر» وفي عام 2006 نشر بديوانه الأخير الذي جاء تحت عنوان «مئة قصيدة وقصيدة مختارة»، على عدد سنين عمره.

يحمل وسام الاستحقاق اللبناني المذهب 1951، ووسام ألكسندر الثالث بطريرك سوريا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس 1954، ووسام كرياكوس السادس بابا الأقباط 1955، ووسام الصليب برتبة ضابط أكبر من الدولة الفرنسية 1957، ووسام البابا يوحنا الثالث والعشرين 1959، ووسام الكرسي الأورشليمي 1959، ووسام الكرسي الأسقفي في القدس 1959، وليوم تكريمه منحه الرئيس السابق وسام الاستحقاق من رتبة ضابط.

اهتم بالقضايا العربية كالقضية الفلسطينية التي كانت تؤرقه دوما، فعبّر في بعض قصائده عن ألَمِه حيال ما كان يجري على الأرض الفلسطينية من انتهاكات لحقوق الإنسان. كما آلمته الحرب اللبنانية فعبّر عن أسفه وحزنه العميقين وكتب قصيدة للمقاومة اللبنانية. كما كتب في موضوعي الموت والاغتراب. فالموت كان هاجسه. فكانت الوجدانيات تحتل المساحة الأكبر والأهم في شعره.

لقب حيدر بشكسبير العرب، لتميز شعره واعتباره من الشعر العالمي، حيث يتقاطع إرثه الثقافي اللبناني مع الإرث الثقافي الأمريكي، في شعر غير عادي، فقد كان شاعراً أصيلاً في دنيا الشعر الإنجليزي، ومفكّراً كبيراً، ونموذجاً فذاً من نماذج العبقرية اللبنانية.

ترك ديوانه الأول الذي تشعر عندما تقرأه، وكأنه يروي لك قصة حياته «أصوات»، ومن ثم «أصداء» عنوان ديوانه الثاني، و«والظلال» عنوان ديوانه الثالث، ما يشد المرء عند قراءة العناوين الثلاثة لتمحصها والبحث عن مكنوناتها واكتشاف أسرارها «قصة حياته جمعها في الدواوين الثلاثة»، ومن ثم وداعه أرض الوطن بديوانه الأخير الذي جاء تحت عنوان «مائة قصيدة وقصيدة مختارة».

ودعنا بقصيدة لا تشبهها قصائد، قصيدة وضع فيها فلسفة الحياة والكون كلها، قائلاً: «هنا تنشّق يا صاحبي رياح الشّباب، وانس الكهولة والعذاب، واذكر صهيل الخيل وهمس العذارى وحنين الأحباب، وعند الوداع قف بشجاعة قبل الغروب، واستغفر الله عند الغياب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية