x

عبد المنعم سعيد «داعش» فى مصر؟! عبد المنعم سعيد السبت 29-11-2014 21:57


أعلنت منظمة أنصار بيت المقدس مبايعتها لدولة «الخلافة» الإسلامية، وأعلنت هذه الأخيرة قبولها البيعة، وطلبت من الأولى إعلان الإمارة فى سيناء. كان كل ذلك نوعاً من تحصيل الحاصل، فكما كان يقال إن الطائر إذا ما سار مثل البطة، وأصدر أصواتا مثل البطة، وعام فى الماء مثل البطة، وأكل مثلما تأكل البطة، فلابد أن يكون «بطة». فإذا كنت تنظيما للقتل، وتقتل الناس وتذبحهم بعقل بارد، ولا تهتز بك شعرة إذا ما احترقت مدينة أو انهارت مكتبة، ولا تكف عن الحديث عن النصر القادم بعون اختصك الله به دون سائر المؤمنين، فلابد أنك تنتمى إلى تنظيم «داعش»، سواء تمت البيعة أم لم تتم، وقُبلت البيعة أم لم تقبل، فالنتيجة فى النهاية واحدة، وهى أننا أمام ماكينة قتل هائلة لا تعرف قانونا إنسانيا، أو رحمة سماوية. المحزن فى هذه الحالة أنها والموت قرينان، فهى ليست مجرد طرف وطنى تخاصم بالقتال مع أطراف وطنية أخرى، ويمكن فى هذه الحالة الحديث والتفاوض والمساومة وحتى المصالحة، وإنما هى طرف مصمم على قتل الناس حتى يعطوه البيعة أو يقتلوا، وإذا كانوا من دين آخر فإن جزاءهم القتل وبأشد أنواع القسوة وأكثر أشكال التشهير.

الحل مع مثل هذه الحالة هو أنه لابد من التصفية قبل تكاثر عدد القتلى، والتدمير قبل السقوط الكلى للدولة، الذى هو الهدف الأسمى للجماعة. الواضح أن «داعش» المصرية لها استراتيجية للحركة أهم ما فيها المركزية الشديدة فى التخطيط وإصدار الأوامر، واللامركزية الشديدة فى التنفيذ. الجماعة بشكل عام تقوم بتدريب مقاتلين تم غسل عقولهم حتى بات لديهم من الشيطان مس، وبعدها يتم تفريقهم فى مجموعات، كل منها مشغول بهدف (الفرافرة، العريش، بحر دمياط، مديرية أمن القاهرة أو المنصورة، وهكذا)، عليها أن تجمع المعلومات عنه بدأب ومكر، وبعد ذلك تضع خطة التدمير بحيث تسقط نتيجتها أكبر عدد من الضحايا. تنفيذ هذه الخطة رهن بالاستراتيجية العليا للقيادة التى تطلق العنان بالأوامر لتنفيذ خطة وراء الأخرى، بحيث يختل أداء الدولة فى مناطق متعددة. وأحيانا حينما تكون المعلومات مفرطة، فإنه يجرى ضرب نفس الموقع مرتين أو أكثر، لأن الجماعة التى ضربته فى المرة الأولى لم تنفض، وإنما راحت تراقب وتنتظر الفرصة للهجوم مرة أخرى. التكرار هنا يلعب دورا نفسيا، كما يعطى السفاحين شعورا بقدرة القيادة على التنظيم وتوجيه الضربات.

إزاء ذلك فلابد من ضرب رأس الأفعى حيث القيادة والسيطرة وإصدار الأوامر وتوزيع النقود والتدريب، وهى مسألة استخبارية ومعلوماتية من الطراز الأول، يجرى التعامل معها بوسائل متنوعة من الطائرات بدون طيار وحتى العناصر البشرية المباشرة. أما الجماعات المبعثرة للقيام بالعمليات الإرهابية فهذه مهمة شعبية نحتاج تبصير الشعب بها. فالعناصر الإرهابية ليست جماعات من الأشباح، بل هى تحتاج للشراب والطعام والمأوى، وثبت أنها لا تتحرك إلا ومعها أسلحة وذخائر، وما علينا إلا أن نفتح العيون على عناصر غريبة، أو عناصر محلية، ولكن هناك تغيرات ملحوظة فى سلوكها فى اتجاهات متعصبة أو ملابس غريبة. المعركة ببساطة ليست معركة الدولة وحدها، ولكنها معركة الشعب كله، والمعضلة هى كيف نهدى الشعب للقيام بهذه المهمة، وبدون ذلك فإن الثمن سيكون فادحاً، والخسارة سوف تكون كبيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية