طالب سامح شكرى، وزير الخارجية، دولة قطر باتخاذ مواقف تبرهن على قبول ما تم الاتفاق عليه في العاصمة السعودية الرياض.
وقال شكرى، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، الخميس، خلال وجوده في العاصمة الفرنسية باريس، ضمن الوفد المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسى: «الكرة ليست في الملعب المصرى في موضوع تطبيع العلاقات مع قطر»، والذى حثها على إبداء الحرص على مصلحة مصر وأمنها القومى.
ودعا وزير الخارجية الدوحة إلى «الابتعاد عن أي عمل من شأنه زعزعة الاستقرار» في مصر، وأن تساهم سياساتها في تدعيم الأمن القومى المصرى، و«أن تتصرف بما يساعد على تحقيق هذا الهدف».
وفى رده على سؤال حول العلاقات المصرية- الأمريكية، قال شكرى: «إنها وثيقة، وهناك قدر كبير من الحوار والمصالح المشتركة وسعى من قِبَل الطرفين للتواصل وتقريب وجهات النظر حول الموضوعات التي ليس هناك تطابق حولها».
وحول إمكانية تخلص مصر من ظاهرة الإرهاب في الأمد المنظور، أجاب: «عندما ترتكز السياسات الأوروبية على مقاومة الإرهاب والعمل على القضاء على هذه الظاهرة، ونحن ننتظر أن توفر أوروبا لنا الدعم سواء كان سياسيا أو ماديا أو عسكريا وما تحتاج مصر إليه في حربها على الإرهاب وحماية جنودنا حتى لا يتم استهدافهم وتمكينهم من تعقب العناصر الإرهابية، أما بالنسبة للفترة الزمنية، فنحن نبذل كل جهد ونأمل التخلص من هذه الظاهرة قريبا».
وحول الملف النووى الإيرانى، قال: «نحن ندعم مبدأ عدم انتشار الأسلحة النووية، ونطالب بمنطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل، كما نتابع عن قرب مفاوضات النووى الإيرانى، ونطالب بأن يؤدى الاتفاق إلى وثوق المجتمع الإقليمى والدولى بأن برنامج إيران سلمى، ونحن في نفس الوقت نؤيد حق الدول في برامج نووية سلمية للاستفادة من الطاقة النووية مادامت التزمت بالشرعية الدولية ونظام الضمانات المطلوب من الوكالة الدولية للطاقة النووية لتبرهن للعالم سلمية برنامجها».
وبشأن العلاقات المصرية الإيرانية، قال: «لم يتغير الوضع كثيرا خلال الـ25 سنة الماضية، فالعلاقة مجمدة، والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة، ولم تسفر بعض المحاولات من الجانبين عن أي تطور، وفى هذه المرحلة نتعامل مع طهران في الإطار المتعدد. لدينا عضوية مشتركة في الكثير من المنظمات الإقليمية والدولية، لكن العلاقات الثنائية ليست فيما يجب أن تكون عليه بين بلدين بحجم القاهرة وطهران، نأمل للمستقبل سياسات وفرصة لاستعادة علاقة طبيعية عندما تكون للجانب الإيرانى رغبة وانتهاج سياسات مشجعة على التفاعل المشترك».
وعن الأفكار التي طرحها ستيفان دى ميستورا، المبعوث الدولى، حول سوريا، وتحديدا تجميد القتال في بعض الجبهات، خصوصا في حلب، قال: «للمبعوث الدولى أفكار طيبة تتناول تجميد الوضع العسكرى في حلب كمقدمة لتفعيل السعى لمنع سفك مزيد من الدماء ومحاولة الخروج من دائرة العنف، وهو قد طرح أفكاره علينا، وشرح لنا أبعادها، وأكد أن وضع الآليات المناسبة جارٍ لتحقيق هذا الهدف، وهو يحظى بدعمنا، لأننا نؤيد وقف النار في أي جزء في سوريا».