x

هكذا تكلم مبارك في القفص

الجمعة 28-11-2014 19:28 | كتب: عمر عبدالعزيز |
جلسة النطق بالحكم في محاكمة مبارك جلسة النطق بالحكم في محاكمة مبارك تصوير : other

بنظرة مترقبة، أُدخِل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قفص الاتهام الذي أعد خصيصا لمحاكمته بأكاديمية الشرطة، محمولا على ناقلة طبية، وقتها اتجهت الأنظار جميعها في تمام العاشرة من صباح الأربعاء 3 أغسطس 2011، لجسد الرجل الذي كان قبل أشهر قليلة يلوح بأصبعه منذرا ومهددا، وقد ارتدى ملابس الحبس الاحتياطى، بعد أربعة أشهر قضاها في جناح فاخر بالمركز الطبى العالمى بالقرب من محافظة الإسماعيلية. منذ ذلك التاريخ مرت ثلاث سنوات وأربعة أشهر هي عمر ما سمى إعلاميًا «محاكمة القرن»، حيث خضع الرجل الذي حكم مصر ثلاثين عاما مع نجليه ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من كبار مساعديه للمحاكمة.

نادى المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة على المتهم محمد حسنى السيد مبارك، وبينما يجاهد نجلاه لإخفاء جسده المسترخى فوق الناقلة الطبية عن عدسات التلفزيون تردد مبارك لثوان قبل أن يجيب: «أفندم أنا موجود» فطلب منه المستشار رفعت الرد على ما سمعه من اتهامات قائلا: «سمعت الاتهام التي أسندتها إليك النيابة العامة»، فقال الرئيس السابق: «كل هذه الاتهامات أنا أنكرها كاملة».

وفى ثانى حديث له منذ بدء محاكمته يوم 13 أغسطس 2014، ووسط إنصات من هيئة المحاكمة التي تغيرت بعد إعادة تشكيلها، بعد قبول طعن النيابة والدفاع، ألقى مبارك خطابا، بدا خلاله مقبلا على الحياة، وبصحة جيدة.. تخلى عن السرير الذي لازمه طوال فترة محاكمته الأولى، وتحدث بصوت لم تختلف نبرته عن صوته إبان حكمه لمصر على مدى ثلاثة عقود، وقال في بداية كلمته: إنه يتقدم بالتحية للمحكمة، احتراما وتقديرا لقضاء مصر ورجاله، وتوجه بالشكر للمحكمة على إتاحتها فرصة التحدث دفاعا عن نفسه بعدما قاربت على حسم القضية التي سيصدر حكمها النهائى بعد غد السبت. وكرر الرئيس الأسبق ما ردده محاميه فريد الديب، ووزير داخليته حبيب العادلى من وصف ثورة يناير بـ«المؤامرة»، بل ذهب للقول إنه أدرك منذ اللحظة الأولى «ما يحاك ضد مصر بعد أن سعى تجار الدين لتحويل التظاهرات السلمية إلى فوضى»، وفق ما جاء في كلمته.

«أتحدث باقتناع أن عجلة التاريخ لا ترجع للوراء، ولا أحد يستطيع أن يزيف التاريخ فهو يعطى كل ذى حق حقه مهما كانت محاولات الطمس والتزييف، فلا يصح عند الله وعند التاريخ إلا الصحيح»، ويضيف: «منذ تركت موقعى، تعرضت وأسرتى لحملات ظالمة من الإساءة والتشهير، كما تعرضت سنوات حكمى لحملات مماثلة تنتقص من إنجازاتها، وأنا اليوم أمثل أمام المحكمة بعد 62 عاماً في خدمة الوطن والإيمان به سنوات طويلة.

واختتم مبارك كلمته: «أحمد الله أنى قضيته أحمى الوطن حرباً وسلماً، وأننى بخبرة السنين أقول للمصريين حافظوا على وحدة الوطن والتفوا حول قيادته، وانتبهوا لما يحاك من مخططات ومؤامرات، فمصر أمانة احموها وامضوا بها للأمام، حمى الله مصر ورعاها وحمى شعبها الأصيل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية