■ كيف تقيم الوضع الداخلى الآن فى إطار دعوات النزول المسلح إلى الشارع يوم 28 نوفمبر؟
- أعتقد أنه لن يكون هناك نزول وإذا حدث لن يكون مسلحا، وأنا أؤكد للناس أنه لا يوجد أحد منهم لديه القدرة على التظاهر، وأرى أن النزول فى هذه المظاهرات سيكشف العدد الحقيقى لأعضاء الجبهة السلفية، وأنا لا أعتقد أنها تتعدى 2000 «ألفى» فرد، والشعب لن يشارك ومن سينزل عدد بسيط لا يذكر، وقد رأيت مظاهرات للإخوان الرجال بها يحضرون زوجاتهم وأبناءهم، فهل هذا معقول، إنهم يحاولون الظهور أو الإحساس بالتواجد فيجب ألا نفزع من هذه الدعوات الفارغة.
■ ما تحليلك لظهور تلك الدعوات؟
- هدفها الرئيسى رغبة فى الظهور بمظهر الأسد، ويحكى أن فأر أراد أن يستأسد على إخوانه فلبس فروا كبيرا ثم مطر المطر فابتل الفرو فوضحت الرؤية، وهذا ملخص لهذه الدعوات.
■ من وراء تلك الدعوات؟ وهل هناك دافع فى اختيار هذا التوقيت تحديدا؟
- إن الفكر التكفيرى كله واحد وأصحابه ينتمون لنفس المدرسة، فعندما تحدث عملية محاصرة لكل هؤلاء وفجأة لا يكون لهم أى وجود فإن هذا يصيبهم بالجنون، وحالة إحباط ويحاولون الظهور بشتى الطرق، أما التوقيت فإنه يأتى بعد نجاح كبير حققه السيسى فى الداخل والخارج، وهدوء الأوضاع وأصبح الخلاف الموجود هو خلاف عرض وطلب أو مطالب شعبية من الحكومة لإصلاح الحال، وليس خلاف اتجاهات سياسية مثلما كان فى عهد مرسى، ثم لماذا لا تقتنع الناس بالمظاهرات، لأن الذين يتحدثون فى القضية فاشلين.
■ هل هناك رابط بين تصريحات البغدادى زعيم داعش الإرهابية بدخول مصر وبين الدعوات المفاجئة لتلك التظاهرات؟
- بالطبع.. فالإخوان مسؤولون الآن عن تمهيد المناخ أمام داعش، عن طريق وصف الآخرين بالكفر والانتماء إلى داعش، فإن الإخوان المسلمين مرتبطة بداعش، وتقسيم الناس لمؤمن وغير مؤمن هو تمهيد حقيقى لفكر داعش.
■ ربط دعوات النزول بكلمة «الإسلام».. بمعنى الثورة أو الانتفاضة الإسلامية هل هو محاولة لاستقطاب شرائح مختلفة وإكساب قدسية على تلك الدعوات؟
- جميعهم كذاب، والذين يزعمون أنهم ينتفضون من أجل الحرية هم كذابون جميعا وكانوا عبيدا لمبارك، واللحية كانت تتساقط أمام أى مخبر لأمن الدولة، وكانوا يعتبرون مبارك أبا لهم، والسلفيون كانوا جزءا من النظام، والجماعة الإسلامية فضلت العمليات الإرهابية فى الخفاء، وجماعة التبليغ والدعوة هى الوحيدة التى التزمت بالبعد عن السياسة، والباقى خدم مبارك جميعا، لأقصى درجة بل لدرجة أن كمال السنانيرى قتل وهو عضو مجلس شورى الجماعة ولم تتحدث عنه نهائيا.
■ بم تفسر موقف الدعوة السلفية المرتبك تجاه تلك التظاهرات؟ وماذا سيكون موقف حزب النور من وجهة نظرك؟
- حزب النور لا يستطيع أن يعادى الدولة وقد تعلم الدرس الإخوانى جيدا، وأعتقد أن بعض السلفيين الذين سيقبض عليهم فى هذه المظاهرات سيترك حتى السلفية نفسها بعد خروجه.
■ هل يمكن أن نعتبر تلك الدعوات محاولة لجر قوات الأمن للاشتباك وإنهاك قواهم مرة أخرى؟
- قوات الأمن لن تجر للاشتباك، بل ستشتبك فعلا، وإذا لم تشتبك سيتم لومها من الشعب نفسه، لأن الموضوع لا يحتمل أى تهاون.
■ هل تتوقع تكرار تلك الدعوات خلال الأسابيع المقبلة؟
- إن الميت عندما يحتضر ويريد أن يقول إنه حى فإنه يحاول التنفس بصوت مرتفع، هذا تفسيرى للأمر كله.