الموت «26»
■ ذكر الله فى سورة القمر أنه أرسل الريح الصرصر على قوم عاد فى (يوم نحس مستمر) وأنها كانت (تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)، ويقول الله فى سورة الحاقة إن تلك الريح (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم صرعى كأعجاز نخل خاوية).
■ كما قيل كان هؤلاء القوم يتميزون بطول فارع، وقوة جسمانية كبيرة، لذلك شبهوا فى الآيات بالنخيل.. وللعلم يلائم المناخ الصحراوى الجاف زراعة أشجار النخيل، وهؤلاء القوم كانوا يعيشون فى منطقة صحراوية!!
■ أما (النخل المنقعر) فهو النخل المنزوع من جذوره، والملقى به على الأرض.. فمع بداية وصول الريح إليهم هرولوا إلى منازلهم وإلى حفر بالأرض يحتمون فيها.. فكانت الريح تنتزعهم من مخابئهم، وتلقى بهم على الأرض، ومع طولهم وضخامتهم كانوا كأنهم نخل منقعر.
■ ذكر الله فى سورة القمر أن الريح أرسلت فى يوم نحس «مستمر» وفصل استمراره فى سورة الحاقة بسبع ليال وثمانية أيام حسوما..
■ أيضا فى سورة القمر ذكر أن الريح «تنزع الناس» فهم حينذاك مازالوا أحياء تتقاذفهم الرياح، ويستمر عذابهم الشديد طوال الوقت.. وفى سورة الحاقة يقول تعالى إن القوم أصبحوا «صرعى» أى ماتوا بنهاية المدة الزمنية.. تشاهدهم بعد توقف الريح «كأعجاز نخل خاوية» والنخل الخاوى هو النخل البالى تماما الفارغ، وهكذا كانت جثثهم بالية ممزقة ومشوهة!!
■ يقول الله عن الرياح فى سورة الأحقاف 25 (تدمر كل شىء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين).. مات قوم عاد بعد عذاب شديد عند الموت، وبقيت آثار من مساكنهم، ودفنت تدريجيا، واختفت.. فهل لنا أن ننقب بجد لعلنا نجد الكثير؟! وإلى الغد.