يبدو أن الشعور بالتوتر والضغط الذي تصادفه النساء في المناصب التنفيذية في مكان العمل يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة البدنية والعقلية.
وكشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة الصحة والسلوك الاجتماعي عن تعرض النساء في الأدوار القيادية للإصابة بالاكتئاب بنسبة 47% مقارنة بالرجال في وظائف مماثلة، حسبما نشر موقع «سي. إن. إن».
ويعتبر الشعور بالاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال، فلماذا تشعر النساء بالاكتئاب مقارنة بزملائهن الرجال؟
قالت تيتيانا بودروفسكا، البروفيسورة المساعدة في مادة علم الاجتماع في جامعة تكساس في مدينة أوستن، مؤلفة الدراسة، إن الأمر يرتبط بكيفية نظر النساء إلى القيادة، إذ لا تنظر النساء أحياناً إلى أنفسهن كقائدات أعمال رائدات، حسبما أظهرت نتائج الدراسة وعدة سنوات من أبحاث العلوم الاجتماعية.
وأضافت بودروفسكا أن «النساء يتم تقييمهن بأسلوب أكثر صرامة، وقد يفتقرن إلى الدعم من الرؤساء، ويواجهن التمييز بين الجنسين والتحرش»، موضحة أن هذه الظروف قد تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للكثير من النساء، ويمكن أن يواجهن مأزقا مزدوجا، فمن ناحية يجب أن يتسمن بالخصائص الأنثوية مثل غريزة الاهتمام والرعاية، ومن ناحية أخرى يجب أن يكن حازمات ويتمتعن بحس المنافسة والثقة بالنفس.
وأشارت بودروفسكا إلى أن النساء عندما تستعرضن الصفات القيادية الأكثر صرامة، يُحكم عليهن بطريقة سلبية، كما لو أنهن لا يتصرفن بأنثوية، ما يسبب التوتر المزمن وحالة من الاكتئاب.
وأوضحت كريستي جلاس، البروفيسورة المساعدة في العلوم الاجتماعية في جامعة ولاية يوتا الأمريكية، أن كيفية وضع هيكلية المؤسسات يؤثر على الصحة النفسية للنساء، خصوصاً أن النساء تشكلن نسبة 4.8 فقط من إجمالي 500 مدير تنفيذي، ما يؤدي إلى شعورهن بالعزلة خلال الاجتماعات على مستوى المدراء التنفيذيين.
ولفتت جلاس إلى أن النساء تواجهن عدداً لا يحصى من العقبات والحواجز، التي أعتقد أنها ستمثل تحدياً على صحتهن النفسية، مشددة على الدراسات التي تظهر ضرورة الاستفادة من وجود النساء في المناصب القيادية.
وأكدت جلاس أن التنوع أو الاختلاف في الرأي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الإبداع في حل المشاكل.