أطلق الرومان اسم «موريتانيا» على منطقة شمال أفريقيا كلها، لكن عندما برز المشروع الاستعمارى الفرنسى في نهاية القرن التاسع عشر بعث هذا الاسم من جديد، ويعود أول آثار السكن البشرى بالمنطقة إلى العصر الحجرى الوسيط. وقد استقرت بها قبائل من السود قادمة من الجنوب ومن الشرق، وشكلت أول سكان لـ«موريتانيا»،في حين يرى آخرون أن العناصر البربرية البيضاء كانت هي الأسبق لسكن المنطقة.
وفي الألفية الأولى بعد الميلاد حل أمازيغ صنهاجة بالمنطقة، وسيطروا على الطرق التجارية الصحراوية إلى أن دخل الإسلام إليها في القرن الثانى الهجرى -الثامن الميلادى، ولم يكتمل انتشاره إلا بقيام دولة المرابطين التي نشأت فيها في القرن الحادى عشر بقيادة قبائل لمتونة الذين واصلوا الجهاد ضد إمبراطورية غانا ١٠٧٦،وتوسعت مملكة المرابطين التي اجتاحت المغرب وأنشأت مدينة مراكش، ثم عبروا إلى الأندلس وانتصروا على الإسبان في معركة «الزلاقة».
وفي بداية القرن الخامس الهجرى دخلت قبائل عربية إلى «موريتانيا»، ثم في القرن السادس الهجرى استقرت قبائل «بنو المعقل» العربية فيها، وقد جاءت من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلالية الشهيرة إلى بلدان المغرب العربى لكنها واجهت معارضة شديدة من القبائل الأمازيغية، التي ما لبثت أن دانت للسلطان العربى، مما بدد المعارضة بسبب وحدة الدين ،واختلطت المجموعتان في عرق منسجم من الأمازيغ والعرب، وتشكلت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا من الأمازيغ والعرب، وهم سكان «موريتانيا» الحاليون.
وفي عام ١٩٠٢ بدأ دخول الفرنسيين لـ«موريتانيا» كقوة استعمارية مع بداية القرن العشرين وواجهوا مقاومة من القبائل الموريتانية، وفي ١٩٣٢ انتهى الكفاح المسلح ضد المستعمر، وفي ١٩٥٦حصلت «موريتانيا» على الحكم الذاتى وأصبحت نواكشوط عاصمة لها، وفي ١٩٥٨ أعلنت الجمهورية الإسلامية الموريتانية وأنشئ الجيش الموريتانى، واختير المختار ولد داداه رئيسا للوزراء.
و«زي النهاردة» في٢٦ نوفمبر١٩٦٠ منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة موريتانيا الاستقلال، وفي الثامن والعشرين من نفس الشهر ونفس العام تم إعلان استقلال موريتانيا عن فرنسا، واختير المختار ولد داداه أول رئيس جمهورية لـ«موريتانيا»، وفي عام ١٩٦١ انضمت إلى الأمم المتحدة، وفي ١٩٧٣ انضمت إلى جامعة الدول العربية، وقد تأخر هذا الانضمام لأن الحسن الثانى كان يعارض هذا، حيث اعتبر «موريتانيا» جزءا لايتجزأ من المغرب.
