x

«زي النهاردة».. وفاة المؤرخ والشاعر السوري خير الدين الزركلي 25 نوفمبر 1976

الثلاثاء 25-11-2014 09:00 | كتب: ماهر حسن |
خير الدين الزركلي خير الدين الزركلي تصوير : آخرون

في بيروت بلبنان وفي 25 يونيو 1893 ولد الكاتب القومي والشاعر والموسوعي والمؤرخ السوري خير الدين الزِّرِكْلي (بكسر الزاي والراء) وكان والده تاجرا دمشقيا معروفا وقد تنقل الزِّرِكْلي في عدد من البلاد العربية بين دمشق ومكة المكرّمة والرياض والمدينة المنورة وعمّان وبيروت، وغيرها وكان شاعراً يهاجم الاستعمار الفرنسي بشعره ويتعاون مع المجاهدين في مقاومة الفرنسيين، فما كان من الفرنسيين المستعمرين إلا أن حكموا عليه بالإعدام أكثر من مرّة، وكان يفلت من أيديهم في كل مرة، ويهجوهم هجاءً مرّاً في شعره أما اسمه كاملا فهو خير الدين بن محمود بن محمد بن على بن فارس الزِرِكْلِيّ وهو من أصل كردي.

وقد نشأ في دمشق وتعلم في مدارسها الأهلية وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها وكان مولعا منذ صغره بكتب الأدب وأتم دراسته (القسم العلمي) في المدرسة الهاشمية بدمشق، ثم عمل فيها مدرساً بعد التخرج، كما أصدر مجلة الأصمعي الأسبوعية فصادرتها الحكومة العثمانية ثم انتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية (اللاييك)، بعد التخرج عين في نفس الكلية أستاذاً للتاريخ والأدب العربي.

وبعد الحرب العالمية الأولى، أصدرفي دمشق جريدةيومية أسماها (لسان العرب) إلاّ أنها أُقفلت، ثم شارك في إصدارجريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثيرمن المقالات الأدبية والاجتماعية وعلى أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابياً وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادراً دمشق إلى فلسطين، فمصر فالحجاز.

وقد انتدبه الملك حسين بن على لمساعدة ابنه الأمير عبدالله بانشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف مفتشاً عاماً لوزارة المعارف ثم رئيساً لديوان الحكومة من1921 إلى 1923 ثم ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى بلده سورية، ثم أنشأ المطبعة العربية في مصر حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى.

وقد أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في يافا، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930 ثم عينه الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود سنة 1934 مستشاراًللوكالة ثم (المفوضية) العربية السعودية بمصركما عُيّن مندوباً عن السعودية في مداولات إنشاء جامعة الدول العربية، ثم كان من الموقعين على ميثاقها مثّل الأمير فيصل آل سعود في عدة مؤتمرات دولية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والاجتماعية.

وفي 1946عين وزيراً للخارجية في الحكومة السعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدول العربية، واختير في نفس العام عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر وفي 1951 عين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية وهناك باشر بطبع مؤلفه وموسوعته الأشهر (الأعلام) وفي الفترة من 1957 وحتى 1963، عين سفيراً ومندوباً ممتازاً(حسب التعبير الرسمي) للحكومة السعودية في المغرب كما أنتخب في المجمع العلمي العراقي في 1960 وقد منحته الحكومة السعودية بسبب مرض ألمّ به إجازة للراحة والتداوي غير محدودة، فأقام في بيروت ودمشق يزورها بين الحين والاخر وعكف على إنجاز كتاب في سيرة عاهل الجزيرة الأول الملك عبدالعزيز آل سعود وأخذ يقوم من حين لآخر برحلات إضافة لدمشق إلى موطنه الثاني السعودية والقاهرة وتركيا وإيطاليا وسويسرا قام برحلات إلى الخارج يذكر أنها أفادته كثيراًكان الزركلي شاعراً مجيداً، ومؤرخاً ثقة، ويكفيه أنه صاحب الأعلام قام في مصر بدور مميز في تنفيذ المهمات القومية السياسية والإعلامية، وذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات وكتابة المقالات ونشر الأشعار القومية والوطنية. وتناول الزركلي المستعمرين وأذنابهم بنبرة حادة خشيها الفرنسيون في سوريا كثيراً، فحكموا عليه غيابياً بالإعدام وبحجز أملاكه،وعندما انطلقت الثورة السورية عام 1925م، انطلقت ثورة الزركلي الشعرية بكل لهيبها وروحيتها العربية، فأخذ ينظم القصائد ويرسلها إلى دمشق إماّ منشورةعلى صفحات الجرائد السورية والمصرية، وإماّ بوسائل النقل الأخرى، فأصبحت أبيات قصائده الوطنية على ألسنة الناس يتغنون بها في شوارع المدن السورية كانت ردود الفعل الفرنسية أقوى من ردود فعلها عام 1920م فأذاعت حكماً عليه ثانياً غيابياً بالإعدام، وطالبت الحكومة المصرية بإسكاته أو طرده من مصر غير أن الزركلي لم يكترث وظل يرسل قصائده الوطنية من القاهرة سراً، شاحذاً همم العرب حتى لا يسكتوا على الاستعمار ولا يتوانى أحدهم عن النضال وقد أقام علاقات حميمة مع الكتاب والشعراء والمفكرين في مصر، ومن هؤلاء الشاعر أحمد شوقي ومن مؤلفاته الأخري وما رأيت وما سمعت وعامان في عمّان وماجدولين والشاعروهو قصة شعرية قصيرة وصفحةمجهولة من تاريخ سورياإلي أن توفي «زي النهاردة» في 25 نوفمبر 1976.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية