x

زاهي حواس محلب يقابل الملك زاهي حواس الإثنين 24-11-2014 21:34


الملك الذى قابله المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، هو الملك «زوسر»، أول ملوك الأسرة الثالثة، والذى بنى لأول مرة هرماً من الحجر وهو الهرم المدرج بسقارة. أما عن المفاجأة فى هذه الزيارة فهى أن أى مسؤول زار الهرم المدرج كان يقف أمام الهرم ويستمع لشرح من القائمين على الترميم ثم يغادر المكان.. ولكن إبراهيم محلب قرر أن يدخل الهرم من المدخل الجنوبى، ثم يقوم بالنزول إلى أسفل حجرة الدفن بمسافة 29م، ويقف إلى جوار التابوت الملكى الفريد المكون من 32 كتلة جرانيتية، والذى يوجد أسفل الحجرة. هذا التابوت كان مدفوناً قبل أعمال الترميم أسفل 60 طناً من الرديم!

استمع محلب وهو داخل الهرم- فى ضيافة الملك زوسر- إلى شرح من الدكتور حسن فهمى، الذى صمم المشروع الخاص بالترميم، وأشرف على تنفيذه مع الشركة المنفذة. بعدها أعلن رئيس الوزراء أن الهرم بخير، وهو خبير فى أعمال الترميم، ويعنى أن ما يقوله بناءً على خبرة ميدانية، حيث أشرف عندما كان رئيساً لشركة المقاولون العرب على أعمال ترميم مدافن العجل أبيس المعروفة بالسرابيوم فى سقارة على مقربة من الهرم المدرج، وفى مدافن أبيس يصل وزن التابوت الواحد إلى 60 طناً أو أكثر.

كان لزيارة رئيس الوزراء معنيان لابد من توضيحهما. أولا: أن ما حدث هو درس للمسؤول السابق عن الآثار، والذى استمر فى المنصب حوالى ثلاث سنوات لم يدخل فيها الهرم، ولم يضع طوبة واحدة فى ترميم الهرم، ولم يكلف نفسه عناء الاطمئنان على حالة أقدم وأهم هرم فى التاريخ، وكان يمكن لأى جهة علمية أن تمول ترميم الهرم بدلاً من وقف أعمال الترميم، ولكن للأسف لم يحدث هذا!

أما المعنى الآخر فهو ضرورة أن تكون الصحافة واعية لما يحدث، وواعية لدورها وتأثيرها غير المحدود.. وفى بلادنا لا يكفى أن يكون الصحفى صحفياً يسعى وراء الخبر وإنما يجب أن يكون أيضاً باحثاً يبحث عن الحقيقة من مصادرها الأصيلة. للأسف رأينا فى معضلة الهرم المدرج وما أشيع حوله من شائعات أن مصدرها شخص اتهم بالسرقة وتم وقفه عن العمل ثلاثة أشهر لضياع عهدة أثرية، ومع ذلك أُضيف إلى اسمه لقب دكتور! أما الثانى فلا يحمل أى مؤهل يخص الآثار من قريب أو بعيد، كانت مهنته الجرى وراء الخيول والجمال واستغل الثورة ضمن من استغلوها وأصبح بين ليلة وضحاها حامى آثار مصر... بإطلاق الشائعات والأكاذيب.

إن ما يحدث فى الهرم المدرج يجعلنا نستدعى نظرية المؤامرة على آثار مصر، ونؤكد أن هناك طابورا خامسا يطلق الشائعات لكى ينال من تراثنا وإحباط الناس. ولا أعرف ما سوف يفعله من انتقدوا الهرم بعد أن زارته لجنة أخرى من اليونسكو ومعها الدكتور محمد سامح عمرو، سفير مصر باليونسكو، وأشادوا بأعمال الترميم، وأن ما تم من أعمال أنقذ الهرم من التدمير.

كنت أتمنى من المهندس إبراهيم محلب أن يعطى تعليمات مباشرة نحو ضرورة استكمال أعمال الترميم؛ لأن الهرم المدرج لم يوضع فيه حجر واحد منذ عام 2011؛ هذا هو الخطر الذى يهدد الهرم. آثارنا هى أعز ما نملك، وستبقى طالما بقى فى مصر أثرى ومرمم يعتزان بعملهما، ويقدران قيمة ما يحرسانه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية