قلل مصعب حسن يوسف، نجل أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية، «حماس»، الذي كان يعمل جاسوسا لإسرائيل من أهمية بناء الدولة الفلسطينية، قائلاً «إنها مجرد خيال ووهم».
وقال مصعب يوسف الإبن الأكبر للشيخ حسن يوسف، أحد قادة «حماس» وفق ما نشرته صحيفة «تليجراف» البريطانية، إن «الحكومات التي تسعى لقيام دولة فلسطينية تلعب بالنار».
وأوضحت الصحيفة أن مصعب، 36 عامًا، واسمه الحركي «الأمير الأخضر»، بعد أن تم تجنيده وهو عمره 17 عاما لصالح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت»، وكان واحدا من المصادر الإسرائيلية الثمينة التي تعمل داخل قيادة «حماس»، وظل تجنيده سرا حتى داخل الشاباك، ولكن بعد هجرته إلى الولايات المتحدة، في 2007، وطلب اللجوء السياسي، قرر أن ينشر مذكراته التي كشفت عن عمله مع الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما نقل موقع «فلسطين برس» الإخباري.
وقال مصعب للصحيفة: «أعرف أنه من الصعب على الشخص العادي أن يرى بوضوح، ولكني جئت من قلب قيادة (حماس) ومن قلب عملية صنع القرار الفلسطيني، وجلست مع ياسر عرفات وكل كبار قادة الفصائل الفلسطينية وعملت مع المخابرات الإسرائيلية ورأيت الجانب الآخر، وأيضا رأيت نضالهم».
وأوضحت الصحيفة، أن مصعب كان في لندن هذا الأسبوع لجمع تبرعات لمؤسسة خيرية تدعم ضحايا الإرهاب، وأدان فعل القادة العرب لموجة العنف الأخيرة في إسرائيل، وعلق على الهجوم الذي وقع مؤخرا في الكنيس اليهودي قائلا: «كان لدينا 4 من الصالحين، ذاهبين لدار العبادة وقتلوا، ونرى البرلمان الأردني يشيد بالقتلة ويشجع الناس على اتباع خطاهم، هذه هي الثقافة العربية، إنهم يكرهون إسرائيل لأسباب دينية وهذا يحتاج للتوقف ويجب أن يستيقظوا من وهمهم». وقال «عندما كنت طفلا كنت أنظر لإسرائيل على أنها العدو»،
وأضافت الصحيفة أن مصعب نشأ في رام الله في الضفة الغربية، وقضى معظم طفولته ووالده في السجون الإسرائيلية، وسجن والده لمدة عام ونصف العام في السجون الإسرائيلية، وبعد 6 ساعات من إطلاق سراحه ألقي القبض عليه وسجن بعيدا، وكان لديه الأسباب لكره إسرائيل والانتقام منها، وكان هناك دافع أيضا لموافقته على العمل معهم، ولكن بعد رؤيته تعذيب «حماس» للفلسطينيين الذين يشتبه في أنهم متعاونون مع إسرائيل بدأ يسأل نفسه من هو العدو.
ولفتت الصحيفة، إلى أن مصعب عمل مع «شين بيت» في الفترة من 1997 إلى 2007، وساعدت تقاريره في إحباط هجمات، وأكد مصعب أن قيام دولة فلسطين «خيال» و«وهم» يعيشون فيه، ومن المستحيل أن تعطي إسرائيل أرضا وحدودا للفلسطينيين، والإسرائيليون لن يوافقوا على محرقة أخرى لهم.
وتساءل مصعب مستنكرا: «لماذا الضغط من أجل أشياء تشجع على الإرهاب والعنف، فكيف يمكن بناء اقتصاد فلسطيني وبنية تحتية؟، دعونا نرى إسرائيل تنهي على (حماس) وتترك الشعب الفلسطيني ليخرج من هذه المشكلة، فالضغط من أجل قيام دولة فلسطينية في الوقت الراهن لعب بالنار.
ونوهت الصحيفة إلى أن مصعب اعترف بأنه لا يمكن أن يوافق أن يعمل مع إسرائيل الآن، لأنه بذلك سيكون أكبر «غبي» في العالم، وأنه عندما طلب اللجوء للولايات المتحدة، تم رفض طلبه في البداية على أساس تورطه في أعمال إرهابية، وأصر على أنه تسلل داخل قيادة «حماس» لكي يكون جاسوسا لإسرائيل ومنع الهجمات الإرهابية، ورفض «الشاباك» تأكيد تصريحاته بينما تجاهلته الحكومة الإسرائيلية، وكان يواجه الترحيل وتعامل مع وجه البيروقراطية، إلا أن مدربه في المخابرات، جونين بن إسحاق، كسر قانون «الشاباك» الصارم، ورفع السرية عنه وكشف هويته الخاصة، وشهد في صالحه في جلسة الهجرة وقبلوا بإعطائه حق اللجوء، ولفتت الصحيفة، إلى أنه تم عرض فيلم يروي قصة حياة مصعب في دور السينما البريطانية.