«في ذلك الوقت، كانت مباراة أرسنال تعني لنا ولهم الكثير، كان الأمر متتلئًا بالتنافس والعاطفة، كنت أكرههم وتلك الكراهية جعلت مني لاعبًا أفضل»..
روي كين في كتاب سيرته الذاتية عن الفترة من 1997 إلى 2005.
بالأرقام، والمراكز، ومتنافسي البطولة، وحملة اللقب.. لن يكون هذا هو «كلاسيكو إنجلترا» بكل تأكيد، ولكن بالتاريخ القريب الذي عايشه الأغلبية.. فتلك المباراة تحمل خصوصية شديدة بين الكلاسيكيات التي يقدمها الدوري الإنجليزي كل موسم.
فحتى 10 سنوات مضت.. كان الفريقان الأكثر تنافساً على بطولة الدوري كل موسم هما مانشستر يونايتد وأرسنال، لم يكن هناك وجود لمانشستر سيتي إلا في النصف الثاني من الجدول، تشيلسي ينافس بالكاد على المراكز من الخامس إلى العاشر، وفي كل موسم تتبدل أسماء المراكز الأعلى بين ليفربول، ليدز يونايتد، نيوكاسل، أستون فيلا، وعلى الأغلب كان هناك دائماً مانشستر يونايتد وأرسنال في المركزين الأول والثاني.
ولم تكن المنافسة فقط هي الفيصل، ولكن أيضاً طبيعتها ورونقها وتعددها، في كل مركز هناك سباق خاص: بين أليكس فيرجسون وأرسن فينجر، بين روي كين وباتريك فييرا، بين تيري هنري ورود فان نيلستروي، هناك دائماً ذلك الشكل الخاص للتنافس، ما يربطه «كين» بالـ«عاطفة»، ومع تكرار نفس الأسماء ونفس الروح على مدار السنين صار الأمر كلاسيكيًا فعلاً.
وبعد أن رحلت الأسماء كلها –باستناء «ڤينجر» فقط- وتغير الوضع وصارت هناك فرق أخرى في المنافسة أقوى حتى من الفريقين، لم يعد الأمر بنفس الحسم والحدة، ولكنه مازال الأقرب –بحكم التاريخ القديم- لأن يكون «كلاسيكو إنجلترا الأهم»، ومازال يملك طبيعة مميزة لجماهير الفريقين، بغض النظر عن مركزهم في الدوري.
تفوق يونايتد في السنوات الأخيرة:
حتى عام 2009 كان هناك توازن كبير في لقاءات الفريقين، لدرجة أن عدد مرات فوز «ڤيرجسون وڤينجر» على بعضهما كانت متساوية، ولكن في السنوات الأخيرة تغير الوضع تماماً، لعب الفريقان 14 مباراة.. فاز مانشستر في 10 وتعادلا في 3 ولم يفز أرسنال إلا مباراة واحدة في الإمارات بهدف آرون رامسي عام 2011.
نتائج كارثية بدأت في التحول لعقدة في العام الأخير تحديدًا، حيث كان وضع أرسنال أفضل كثيرًا من مانشستر الذي رحل عنه «ڤيرجسون» وظل يعاني من البداية حتى النهاية مع ديفيد مويس، وخسر أمام كل فرق الدوري الكبرى –سيتي، تشيلسي، ليفربول وحتى إيڤرتون- ولكنه لم يخسر من أرسنال، بل إنه فاز عليه بهدف روبين ڤان بيرسي في أولدترافورد، ليبدأ الأمر فعلاً في التحول لعقدة من قبيل أن «أرسنال لن يفوز على مانشستر مهما كان الوضع».
هل يكسر أرسنال العقدة؟
في هذا الموسم، لا يبدو مستوى الفريقين متباعدًا على الإطلاق، حتى رقمياً يحتل أرسنال المركز السادس بـ17 نقطة ووراءه اليونايتد في المركز السابع بـ16 نقطة.
يعاني الفريقان من مشاكل دفاعية عديدة، في مقابل أداء هجومي مقبول وقابل للتحسن.
وبهذا الشكل الرقمي، فإن مباراة السبت ليست المباراة المناسبة لفك عقدة أرسنال مع اليونايتد، ولكن أرسين ڤينجر يمكنه فقط الرهان على الكم الكبير من الإصابات الذي ضرب خصمه مؤخراً، تحديداً في فترة توقف الفيفا الأخيرة، والتي أخرجت داني بليند ولوك شو من الحسابات، بالإضافة إلى شكوك حول مشاركة دي خيا ودي ماريا –أهم لاعبي يونايتد هذا الموسم-، إلى جانب غيابات أخرى معروفة مثل فالكاو أو سمولينج أو روخو.
ورغم أن أرسنال أيضاً يعاني من الإصابات، وبعضها دون وجود بديل –مثل إصابة كوسيلني-، ولكنه يبدو الأكثر جاهزية في تلك المباراة، خصوصاً بعد أن استعاد مؤخراً جهود ثيو والكوت وبعدها أوليفيه جيرو الذي قد يكون مهماً في بعض فترات المباراة.
وفوق كل هذا هناك رهان ڤينجر الأهم في اللاعب أليكسيس سانشيز، الذي يؤدي موسماً مذهلاً، حيث سجَّل 8 أهداف في الدوري حتى الآن، ويمر بتوهج لا يوقفه أي فريق، ما يجعل الكفة تميل قليلاً لصالح الفريق اللندني في المباراة.
ڤان جال يحاول التوازن
في المُقابل، فإن لويس ڤان جال، الذي يمر بترنح منذ مطلع الموسم، يعلم أن الفوز في مباراة أرسنال يمكن أن تصبح نقطة تحول في موسمه، فهو من ناحية سيهزم منافسًا مباشرًا على مراكز دوري الأبطال، وسينتصر في كلاسيكو شديد القيمة بالنسبة لجماهير فريقه، وأيضاً سيحقق الفوز الأول خارج ملعبه.
ورهان ڤان جال سيكون كالعادة على لاعبي الخط الأمامي، تحديداً أنخيل دي ماريا –حتى لو عائد من إصابة- مع خوان ماتا وواين روني وبالطبع روبين ڤان بيرسي.. الذي سجل في 3 مباريات لعبها بقميص مانشستر يونايتد أمام أرسنال منذ رحيله قبل عامين.
ولكن مشكلته الكبرى هي خط دفاع ووسط مصاب تقريباً بالكامل، والحل الوحيد قد يكمن في صرامة تكتيكية يمتاز بها، تمنع أليكس سانشيز أو داني ويلباك أو ثيو والكوت من الاقتراب، أو يترك كل شيء على «دي خيا» الذي أنقذه كثيراً هذا الموسم.
من يفوز؟
الفوز قد يضع صاحبه داخل المربع الذهبي المؤهل لدوري الأبطال، عوضاً عن قيمته الخاصة كفوز في مباراة «كلاسيكو».
ولكن الاحتمال الأغلب أن تنتهي المباراة بالتعادل، كما حدث في مباراتي الموسمين الأخيرين على ملعب الإمارات.