كشفت مصادر وثيقة الصلة بجماعة الإخوان أن السلطات القطرية تشاورت مع قيادات الجماعة المتواجدة في أراضيها، خلال الأيام الأخيرة، حول ضرورة ترحيل عدد كبير من الجماعة والتحالف الوطنى لدعم الشرعية خارج بلادها.
وقالت المصادر إن السلطة القطرية وعدت الجماعة باستمرار الدعم السياسى لها، وأبدت استعدادها للتدخل لإجراء مصالحة وطنية بين الإخوان والسلطة المصرية الحالية، واستغلال التقارب في العلاقات الرسمية بين مصر وقطر، بعد مبادرة عاهل المملكة العربية السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن قطر يمكن أن تعرض على السعودية التدخل لإجراء مصالحة تسمح للجماعة بالمشاركة في الحياة السياسية والانتخابات، من خلال حزب الحرية والعدالة مع إبعاد الجماعة عن أي نشاط سياسى.
وأضافت المصادر أن الاتصالات القطرية لإجراء المصالحة بين الإخوان والسلطة الحالية ستبدأ خلال أسابيع، مشيرة إلى أن السلطة القطرية تشاورت بالفعل مع الشيخ يوسف القرضاوى للتدخل بإقناع أعضاء الجماعة وقياداتها الرافضين للمصالحة بأنه لا يوجد طريق بديل عنها في الوقت الحالى، في ظل مساندة عدد كبير من الدول الأوروبية وأمريكا للسلطة الحالية في مصر.
وأشارت المصادر إلى أن الشيخ القرضاوى قد يضطر للذهاب لتركيا الأسابيع المقبلة للتشاور مع قيادات الجماعة في مبادرة السلطة القطرية وإنهاء الخلافات مع السلطة المصرية.
وقالت المصادر إن قطر لن تتراجع عن الموافقة على مبادرة السعودية وتنفيذ جميع بنودها، وفى مقدمتها عدم مساندة جماعة الإخوان المسلمين ضد السلطة المصرية الحالية، وهو ما يضعف موقف الجماعة خلال المرحلة المقبلة.
وقال عمرو عبدالهادى، المتحدث باسم جبهة الضمير، المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، والمقيم في قطر، إن جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين غادروا قطر في الأسابيع الأخيرة للاستقرار في تركيا.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن السلطات القطرية لم تطلب من قيادات التحالف الوطنى لدعم الشرعية أو الرافضين للسلطة الحالية في مصر مغادرة الدوحة، وأن قرارات الترحيل صدرت لقيادات جماعة الإخوان فقط، لافتاً إلى أن المعارضين للسلطة المصرية من خارج الإخوان لا يزالون مقيمين في الدوحة.
كان العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطلق مبادرة بالمصالحة مع قطر، وإعادتها إلى مجلس التعاون الخليجى، وناشد مصر أن تفتح المجال للتصالح معها لرأب الصدع العربى في ظل حالة التشرذم التي تضرب المنطقة، وهو ما رحبت به القاهرة بهدف السعى نحو صالح جميع الدول العربية، إضافة لتقدير واحترام مصر لمكانة الملك السعودى، لاسيما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يصفه بـ«كبير العرب».
هذا وقد توقع خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن تعود المياه لمجاريها بين مصر وقطر بعد الموافقة على تلك المبادرة، لكن بعد تحقيق مجموعة من المطالب، أهمها إيقاف الحملات الإعلامية التي تشنها قناة الجزيرة ضد مصر، والتوقف عن إيواء قادة جماعة الإخوان، وغيرهم من العناصر المعادية للنظام.