x

توتنهام بعد «بيل» وليفربول بعد «سواريز».. هي أشياء لا تُشترى!

الجمعة 21-11-2014 11:27 | كتب: بوابة الاخبار |
سواريز وجاريث بيل سواريز وجاريث بيل تصوير : آخرون

من بعيد، تبدو النظرية منطقية: تبيع نجم الفريق الأهم ذا المستوى الخارق، وتشتري بدلًا منه حفنة مميزة من اللاعبين، لتراهن على «الجماعية» بدلاً من أن تكون فريق «النجم الأوحد». عمليًا.. الأمور لا تسير أبدًا بهذا النحو.

النموذج الأول: انهيار في شمال لندن:

كان من الصعب ألا يبيع توتنهام جاريث بيل، أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لموسم 2012/2013، أولًا بسبب الإغراءات المالية الكبيرة التي جعلته اللاعب الأغلى في التاريخ، وثانيًا لرغبة اللاعب نفسه في الرحيل عن «خامس الدوري الإنجليزي»، الذي يلعب في الدوري الأوروبي، إلى النادي الأغنى والأكثر نفوذًا في العالم.

الاختيار كان صعبًا، ولكن الحقيقة أنه في كرة القدم عليك الاختيار، هل تريد أن تحقق طموحات مُعينة وتتقدم بفريقك للأمام فعلاً، أم تظل ثابتًا في نفس المكان؟

توتنهام كان لديه طموح أن يكون من الأربعة الكبار في إنجلترا، وكان قريبًا للغاية في الموسم الأخير لجاريث بيل، وأنهى الدوري في المركز الخامس، متخلفًا بنقطة واحدة عن أرسنال، صاحب المركز الرابع. استمراره في الموسم اللاحق كان يستدعي الحفاظ فعلاً على «بيل»، مهما كلف الأمر.

ولكن مع الأيام الأخيرة لموسم انتقالات 2013/2014، رحل جاريث بيل بـ85 مليون استرليني. وبمنطق «الكم».. جلب الفريق باولينيو بـ17 مليوناً، وروبرتو سولدادو بـ26 مليوناً، وكريستيان إريكسن بـ11، وناصر الشاذلي بـ7، وإريك لاميلا بـ26 مليونًا.

أسماء جيدة، يمكن أن تفيد الفريق، ولكن لا يوجد من يحمله، ومع رحيل «بيل» انهار تقريبًا كل شيء.

دخول 5 أو 6 أسماء جديدة على التشكيلة الأساسية لفريق هو أمر بالغ «الحمق»، والضغط النفسي الذي يتعرض له كل لاعب من الصفقات الجديدة ينتظر له أن «يحل محل جاريث بيل» يجعل الجمهور لا يتقبل منهم أي هفوة أو تذبذب في المستوى.

النتيجة كانت سيئة للغاية، توتنهام خسر ذهابًا وإيابًا من كل من مانشستر سيتي (6-0 ثم 1-5) ليفربول (0-5 ثم 4-0) أرسنال (0-1 ثم 1-0)، كما خسر من تشيلسي 4-0 في الإياب، عوضًا عن أربع خسائر أخرى، لينهي الفريق موسمه بخسارة أكثر من ربع مباريات الموسم. وبنتائج فادحة في الكثير من الأحيان.

رحيل جاريث بيل ضرب هوية الفريق وتماسكه، وربما الطموح الذي يلعب أصلاً من أجله.

والصفقات العديدة التي أبرمها.. لم تنجح حتى الآن في الظهور بشكل جيد –باستثناء «إريكسن» ربما- بسبب الضغط الذي تعرض له اللاعبون منذ ظهورهم الأول، وضياعهم تحت وطأة وضخامة ظل «بيل» الذي رحل.

والنتيجة هي انخفاض طموح الفريق بشدة في الموسمين التاليين لرحيل نجمه الأول، ليصبح فقط التأهل للدوري الأوروبي، بعد أن كان أقل طموح هو أن يكون من الأربعة الكبار.


النموذج الثاني.. «ديچاڤو» في ليفربول:

في نفس موسم رحيل جاريث بيل، كان لويس سواريز يرغب أيضًا في الرحيل عن مدينة ليفربول. ولم تفرق الواجهة عنده، هو فقط يريد اللعب بدوري الأبطال، أراد أرسنال وتحمس لريـال مدريد وطلب بشكل رسمي أن ينهي تعاقده مع «الريدز».

ولكن بريندان رودجرز تمسك به حتى اليوم الأخير، وفضل إبقاءه رغم كل الحديث عن انخفاض مستواه، بسبب عدم رغبته في الاستمرار وسوء علاقته بالجمهور، صرح الرجل أنه يبني مشروعًا ولا يمكنه الاستغناء عن أهم لاعبيه في نقطة مهمة من هذا المشروع.

النتيجة أن ليفربول أتى من بعيد جدًا، ليصبح الفريق صاحب أجمل كرة شاهدها الدوري الإنجليزي في موسم 2013/2014، وكان قريبًا للغاية من تحقيق لقب الدوري الغائب منذ عقدين لولا انزلاقة قدم ستيڤن جيرارد المأساوية أمام تشيلسي.

وكان «سواريز» هو النجم الأول في كل هذا. صحيح كان هناك هداف آخر كدانيال ستوريدج، القائد «جيرارد» في واحد من أفضل مواسمه، موهبة شابة عملاقة كرحيم سترلينج، ولكن «سواريز» كان الأهم والأكثر تأثيرًا بدرجة مهولة، يكفي أنه حصد، في نهاية الموسم، لقب هداف الدوري، وأكثر صانع أهداف كذلك.

وصل الفريق إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب، وبدا حتميًا أن يستمر بنفس قوام،ه كي يكون منافساً على الدوري ويؤدي جيدًا في عودته لدوري الأبطال، ولكن ما حدث كان بيع لويس سواريز لصالح برشلونة في وقت مبكر جدًا من موسم الانتقالات.

صحيح أن تسبب «سواريز» في خروج إنجلترا من كأس العالم بسبب هدفيه، واحتفاله المستفز لهم، قبل أن يقوم بـ«عض» كيليني مدافع إيطاليا ويتعرض للإيقاف 4 أشهر، كل هذا ساهم في هجوم حاد جدًا من الصحافة الإنجليزية عليه، بالتالي تدعيم عملية رحيله، ولكن التمسك بلاعب بهذه القيمة كان مهمًا لـ«مشروع الفريق» الذي تحدث عنه «رودجرز» قبلها بعام واحد.

ليفربول أخذ نفس رهان توتنهام دون أي حذر من النتائج: بيع نجم الفريق في مقابل شراء حفنة من اللاعبين الجيدين. باع «سواريز» وجلب ديان لوفرين وإيمري كان وآدم لالانا ولازار ماركوفيتش وماريو بالوتيلي، ودفع 116 مليون دولار في موسم انتقالات، يفترض أن يكون تاريخيًا.

ولكن من جديد تتكرر نفس النتيجة التي عرفها شمال لندن، وربما أسوأ، بداية موسم كارثية للفريق، يحتل بها المركز الـ11 في الدوري، وخسر في 3 من أصل 4 مباريات في دوري الأبطال، وبدت كل الرهانات خاطئة.. بدءً من احتمالية قيادة «لوفرين» لخط الدفاع ووصولًا لرهان «كوميدي»، بأن يستطيع «بالوتيلي» تعويض «سواريز».

والمشكلة من جديد لم تكن في نوعية اللاعبين نفسهم، بقدر ما في الضغط المفروض عليهم، وحاجة كل منهم لوقتٍ في التأقلم. خصوصًا مع ضياع ديناميكية الفريق بعد رحيل أهم لاعبيه.

عاد ليفربول حاليًا لمحاولة احتلال مركز يؤهله لدوري الأبطال في الموسم المقبل، وذلك بعد أن وصل في الموسم الماضي لقمة الطموح، حين ظل منافسًا على الدوري حتى الأسبوع الأخير.

والدرس المستفاد من كل هذا؟ أبدًا، لا تبيع نجم فريقك الأول بقناعة أنك ستسطيع تعويضه بحفنة لاعبين جيدين. لا تبيعه أبدًا إن أردت الاستمرار ضمن كبار إنجلترا. لا تبيعه إن لم يَكُن مديرك الفني هو أليكس فيرجسون.. فمانشستر يونايتد هو استثناء وحيد بعد رحيل كريستيانو رونالدو إلى ريـال مدريد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية