x

رئيس وزراء تونس بأول حوار لصحيفة مصرية: مستعدون للانتخابات الرئاسية.. وسنحاسب «النهضة» إذا أخطأ

الأربعاء 19-11-2014 23:12 | كتب: أحمد يوسف |
المصري اليوم تحاور « المهندس مهدى جمعة » ،رئيس وزراء تونس المصري اليوم تحاور « المهندس مهدى جمعة » ،رئيس وزراء تونس تصوير : اخبار

قال رئيس وزراء تونس، المهندس مهدى جمعة، فى أول حوار لصحيفة مصرية إن المشهد السياسى المصرى يؤثر على تونس والعكس، مؤكداً أن مصر دولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، و«نحن نحترم خياراتها».

وشدد «جمعة»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، على أن بلاده تنسق مع مصر فى قضايا الإرهاب، موضحاً أن الإرهابيين يستهدفون أى دولة مستقرة لأن مشروعهم يتمثل فى «فسخ الدول والحدود»- حسب تعبيره.

ونوَّه بأن تونس نجحت فى تنظيم الانتخابات التشريعية، وأن الحكومة على نفس درجة «الأهبة واليقظة» لإجراء الانتخابات الرئاسية المقرر لها الأحد المقبل. وأكد أن حزب «النهضة»، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين فى تونس، مثل الأحزاب الأخرى يُحاسَب إذا أخطأ، مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربى، سيقيّمها المؤرخون. واعتبر أن هذه الثورات «فى مرحلة المخاض، ولا نعرف هل سيكون المولود سليماً أم لا؟».

ووصف رئيس وزراء تونس المشهد الليبى بـ«المعقد». وقال إن بلاده تتعامل مع الأحداث فى جارتها الشرقية بـ«ثوابت لا تتغير».

وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى العلاقات بين مصر وتونس؟

- العلاقات بين البلدين تاريخية وطيبة، وهناك تعاون كبير فيما بينهما، وعندما حدثت مشكلة للجالية المصرية فى ليبيا وضعنا كل إمكانات الدولة لمساعدتهم حتى العودة إلى مصر، وكنا على تواصل دائم مع المسؤولين فى القاهرة بهذا الشأن.

■ وماذا عن تلك العلاقات أثناء حكومة حركة النهضة؟

- العلاقات مع الدول تمر بفترات، وكانت المنطقة تمر بظروف خاصة دون الدخول فى التفاصيل، لكن العلاقات من الدولة إلى الدولة والشعب إلى الشعب طيبة، لأن علاقتنا تمضى على ثوابت لا تتغير بتغير الأشخاص، ومبنية على الود والصداقة.

■ فترة حكم الإخوان فى مصر وسقوطهم، هل أثَّرت على علاقات البلدين؟

- الثوابت فى علاقتنا الخارجية، خاصة مع البلدان الصديقة والشقيقة، تقوم على عدم التدخل فى شؤون الغير. والشعب المصرى له خياراته. وبطبيعة الحال ما حدث فى تونس أثّر فى مصر، وما حدث فى مصر أثر فى تونس. هذا فى التاريخ والحاضر والمستقبل. ونحن ننسق مع دول الجوار ومع مصر فى قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.

■ هل أثرت ثورة 30 يونيو على الوضع فى تونس وتشكيل حكومة تكنوقراط؟

- فى المشهد التونسى المسار كان واضحاً. كانت هناك ثورة أنشأت فراغاً فى الحكم تمكّنا من شغله ببعض المجهودات من الأطراف الفاعلة. فقد كانت هناك بعض المؤسسات غائبة مثل البرلمان، وحدث تسلسل منطقى وأجريت الانتخابات البرلمانية، وأتت بشرعية، ورأينا نتائج تجربة السنتين الأولى والثانية من الشرعية، فلم تكن كافية. وحلاً للمشاكل توصل التونسيون إلى ضرورة أن تكون هناك توافقية بجانب الشرعية، والتأثير الأكثر كان فى الداخل التونسى، حيث ضغط المجتمع المدنى لإنتاج المسار الذى سرنا فيه، والذى أثبت اليوم أنه مسار سليم.

■ كيف استطاعت الحكومة التكنوقراط الوقوف على مسافة واحدة من الجميع؟

- كان هذا أمراً مهماً لأنها كانت فترة تجاذبات كبرى، فبعد فترة حكم «بن على» والمشهد السياسى والاجتماعى الذى أعقبها كنا حريصين على تجاوز تلك المرحلة، وكان أهم شىء أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وكان أمراً صعب المنال، لكن الحمد لله استطعنا فى 7 أشهر فعل ذلك حتى نطمئن الكل، ونهيئ المناخ لانتخابات شفافة وسليمة، فكان لابد أن نثبت الحياد والثقة فى الحكومة.

■ الحكومة التكنوقراط لم تتأثر بتوجهات حركة النهضة، بدليل مشاركة حكومتكم فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- نحن لا نسمح لأنفسنا بتقييم الشعب المصرى، فهذا شأن داخلى مصرى، ونتعامل مع الشقيقة مصر كدولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، ونحترم خياراتها، ولها رئيس وحكومة وممثلون دبلوماسيون نتعامل معهم. كيف اختارهم الشعب المصرى؟ هذا شأن مصرى نحترمه كما يحترم المصريون اختياراتنا، وفيما عدا ذلك هو شأن داخلى مصرى ولا نسمح لأنفسنا بالتدخل فيه.

■ كيف ترى ظاهرة الإرهاب؟

- الأمور أصبحت متقلبة، فترى جارتنا ليبيا تتنامى بها ظاهرة الإرهاب، وفى تونس لم يكن لدينا تاريخ مع الإرهاب، لكنه تمركز فى الفترة التى كانت فيها الدولة هشة. موقفنا واضح بأنه لا مكان للإرهاب فى تونس، ونحن متضامنون مع كل الشعوب فى محاربة الإرهاب، فالإرهاب عدو مشترك، ومقاومته تكون بالتنسيق مع كل الدول. ونحن نتعامل مع مصر على هذا الأساس.

■ ما موقفكم مما يحدث فى ليبيا؟

- بطبيعة الحال عدم الاستقرارفى ليبيا يقلقنا، ونحن مع عدم التدخل الأجنبى فى هذا البلد، ومع الحوار ومناهضة الإرهاب، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى الليبى، ودائما مع تشجيع الليبيين على الحوار، ومناهضة الإرهاب.

■ هل هناك تنسيق مع مصر بالنسبة لليبيا؟

- ننسق مع دول الجوار ومع مصر فى قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.

■ كيف ترى عملية الكرامة هناك؟

المشهد الليبى معقد ونتعامل معه بثوابت. فنحن لا نتدخل فى الشأن الليبى، وندفعهم للحوار، وكل ما يهمنا درء خطر الإرهاب، ونتمنى أن تسكت لغة السلاح، وأن يرجع كل الأطراف للحوار، وفى التجربة التونسية عندما كانت هناك تصادمات لم ننجح، وعندما جلسنا على الطاولة نجحنا ووجدنا حلولاً، ونحن سنوفر الدعم لكل ما يساعد الإخوة الليبيين على الحوار وما يساعد على إسكات لغة السلاح.

■ حركة النهضة عضو فى التنظيم الدولى للإخوان، هل طلبتم منها تحديد هذه العلاقة؟

- نتعامل مع المشهد السياسى ككل على نفس المسافة من الجميع، وأرضية التعامل واضحة، فلا نحاسب على الخلفية الأيديولوجية، ونحكم على أى أحد بكيفية احترامه القانون، وليس لدينا «نهضة» أو غير «نهضة»، أى مجموعة تخرج عن القانون نحاسبها بدون أى اعتبار للون أو خلفية، و«النهضة» حزب مثل الأحزاب الأخرى ساهم فى وضع الدستور.

■ «داعش» خطر يهدد المنطقة.. هل هناك جماعات إرهابية تونسية أعلنت دعمها لهذا التنظيم الإرهابى؟

- داعش فكر تكفيرى إرهابى، يستعمل الإرهاب كوسيلة. وهذه المجموعات إرهابية بوجوه مختلفة. اليوم يسمى نفسه «القاعدة الإسلامية»، وغداً يعطى البيعة لآخر. كلها سواسية، وإرهاب بنفس المسميات ونفس الأشخاص. عندنا «أنصار الشريعة» تبايع «القاعدة»، وغداً «داعش»، وبعده «المدعوش»، أى بواجهات مختلفة، ومهما اختلفت الواجهات نحن نحارب الأصل.

■ ما الإجراءات التى اتخذتها تونس لمواجهة الإرهاب؟

- حكومتنا جعلت من الأمن أولوية، خاصة مقاومة الإرهاب، فقمنا بحملة كبيرة كان أولها تأهيل المنظومة الأمنية التى تضررت من الثورة، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية وجعلها منظومة واحدة متناسقة، وفعّلنا جهاز الاستخبارات، ونواجه الإرهاب بجميع الطرق الأمنية، ونرصد جميع الخلايا والخلايا النائمة التى تكونت بعد الثورة، ولدينا بعض المشاكل فى المرتفعات والجبال، ولكننا نتابعهم. واليوم صارت هناك عقيدة وتصالح بين الأجهزة الأمنية والشعب الذى كان ينظر إليها باعتبارها أداة قمع، لكنها اليوم جزء من الشعب. وكثفنا التعاون مع بلدان الخارج كون الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود، وننسق مع الإخوة الليبيين والجزائريين لضبط الحدود، وهناك جهود كثيرة لتفكيك هذه المنظمات فى الداخل، ومنع سفرها إلى ليبيا، والمواجهة مازالت مفتوحة مع الإرهاب الذى يستهدف أى دولة يكون فيها استقرار لأن مشروعهم فسخ الدول والحدود، ونحن مشروعنا تثبيت دولة قوية بمؤسساتها وقوة قانونها، ليس بجبروتها، فهم مشروعهم مضاد ويستهدف هذه التجربة، وقد يزيدون فى استهدافهم، ومهما يكلفنا فهناك إصرار من الحكومة والأجهزة الأمنية والشعب للقضاء على الإرهاب.

■ مصر أعلنت جماعة الإخوان إرهابية.. كيف ترى هذا القرار؟

- هذا قرار مصرى.

■ ولكنّ هناك دولاً عربية أعلنتها أيضاً؟

- نحن ليست لدينا دراية بخلفيات القرار المصرى.

■ كيف ترى «خارطة الطريق» المصرية واقتراب الانتهاء من تنفيذها؟

- كل شعب اختار خارطة طريق نتمنى له التوفيق والنجاح فيها.

■ ما المجالات التى يمكن أن تتعاون فيها مصر وتونس؟

- هناك مجالات عديدة يمكن التعاون فيها مثل التعاون الأمنى والسياسى والاقتصادى، فمصر سوق كبيرة، وفيها كثير من الفرص، وتونس أيضاً، وعندما التقيت إخواننا المصريين قلت لهم إنه لا يلزمنا العمل كثيراً فى السياسة، يلزمنا أن نعمل فى الاقتصاد، لأنه مهما كانت الخيارات السياسية فى بلادنا فلن تتوفر إلا بالعيش الكريم لمواطنينا من عمل وصحة وتعليم وغيرها، ونتمنى الاستقرار السياسى بين البلدين، ومقاومة المخاطر المشتركة، والشعبان متقاربان ثقافياً وحضارياً، ويبقى لنا العمل على الاقتصاد، والتركيز عليه عند الاستقرار فى البلدين.

■ هل سيكون تعاون بين البلدين فى مجال السياحة؟

- السياحة فى مصر فيها مشاكلها، وتونس كذلك، ومن الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، فمصر لديها خبرة كثيرة، وتونس أيضاً. وفى تقديرى من الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، خاصة أن نتوحد فى غزو الأسواق.

■ ماذا عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل الثورتين فيهما؟

- نحن نريد إحياء كثير من الأمور عند استقرار الأوضاع، واستكمال المسار الانتخابى، وبعدها سنقوم بعمل لجنة مشتركة بأسلوب ومنهجية يختلفان عن اللجان السابقة التى نجحت فى توثيق العلاقات السياسية، لكنها لم تنجح فى توثيق العلاقات الاقتصادية، وأول لجنة ستعقد ستكون حجر أساس لعلاقات تبادل مكثف.

■ بالعودة للمشهد السياسى الداخلى التونسى.. كيف تقيّمه؟

- اجتزنا المرحلة الأولى؛ الانتخابات التشريعية، بغض النظر عمن فاز أو من حصل على المركز الأول أو الثانى، فمن وجهة نظر الحكومة استطعنا إجراء الانتخابات فى موعدها، وتوصلنا لتنقية المناخ الأمنى، وتحييد الإدارة والمساجد، ومقاومة الإرهاب. أجرينا انتخابات بنسبة مشاركة طيبة ومقبولة من كل من شارك فيها، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً فى هذه المرحلة، ونحن مستعدون على نفس درجة الأهبة واليقظة لإجراء الانتخابات الرئاسية، ونتمنى أن تكون موفقة، وبطبيعة الحال المراقبون الدوليون يكون لهم ملاحظات، وهذا شىء طبيعى.

■ هل أثر المال السياسى على العملية الديقراطية؟

- نحن جنّدنا إمكانيات الدولة وعملنا مع دائرة المحاسبات وأعطيناها الأولوية لمراقبة هذا الجانب بجانب وزارة المالية والقضاء. يقال إن هناك كثيراً من المال السياسى، وهذا ليس فى تونس فقط، وعند ملاحظة أى تجاوز نتخذ الإجراءات القانونية.

■ وهل تم رصد أى تدفق أموال؟

- لم نرصد، ولو رصدنا سنطبق القانون، وهناك بعض التجاوزات، لكنها ليست بالحجم الذى تتحدث عنه، مثل تجاوز المبلغ المسموح أو عدم وجود فاتورة، لكن لم نرصد أى تدفق مالى، ولو حدث مع أى مرشح سنحاسبه، وهذا بيد القضاء.

■ إلى أين وصلت الحكومة فى ملف الاغتيالات السياسية؟

- هناك ملفان أحدهما أنهاه القضاء، والثانى مازال به بحث قضائى، وتعرفنا على كل الجناة وأكثرهم فى السجون حالياً، وآخرون قتلوا فى مواجهات خلال عمليات مقاومة الإرهاب، ويبقى أربعة فى الخارج فى ليبيا وسوريا، وهم من مجموعات أنصار الشريعة، ولدينا صورة مكتملة عن هذه الاغتيالات، وقمنا بكل الإجراءات، وهناك رسالة واضحة: لن يفلت أحد من العقاب حتى لو كان فى الخارج.

■ هل أنت راضٍ عن أداء حكومتكم فى الفترة التى توليتها؟

- الآخرون هم من يقيّموننى، وهناك طريقتان للتقييم، عندما ترى المشاكل التى لم تحل تكون غير راض، وعندما تشاهد المشاكل التى تم حلها تكون راضياً، وبكل موضوعية عندما نشاهد حجم التحديات والمشاكل التى دخلنا لحلها فستجد هناك مجالات للرضا، فقد هيّأنا مناخاً سياسياً أقل تشنجاً، وهناك تقدم كبير فى العملية الأمنية، وفى الميدان الاقتصادى نسير فى الطريق الصحيح. والتقييم يكون موضوعياً عند نهاية المهمة، فنحن مثل كرة القدم، اللعب حتى الدقيقة 90، ومن الممكن أن يتلقى مرماك هدفاً فى أى وقت.

■ هل المؤتمر الاقتصادى الذى عقدته تونس آتى ثماره؟

- هذا المؤتمر بشهادة كل من شارك فيه أعطى صورة طيبة لتونس كوجهة استثمار، وابتعدنا فيه عن الشكل التقليدى، وهدفه عودة تونس لمكانتها العالمية وتسليط الضوء عليها كوجهة استثمار، ليس كوجهة مشاكل أو اضطرابات، هذا ما نتمناه للشقيقة مصر، ومن هذا كان المؤتمر ناجحاً، وقدمنا رؤية استراتيجية للعشرين عاماً القادمة، وعرضنا بعض المشرعات.

■ المعهد الجمهورى الدولى قال إن هناك رضاء شعبياً عن أداء حكومتكم.. هل فكرت فى تشكيل حزب سياسى أو خوض الانتخابات؟

- أنا جئت لمهمة محددة فى أهدافها ووقتها، وحتى لو حققت شعبية فذلك لا يغير من موقفنا، لكن كان عندى تعهد واضح بعدم خوض الانتخابات حتى أبقى على الحياد، وأتمكن من المساهمة البسيطة فى هذه الفترة التاريخية فى نجاح الانتقال من فترة صعبة إلى فترة استقرار بطريقة سلسة، فهذا أهم هدف عندى. وأنا باقٍ فى مهمتى التى جئت من أجلها، وقلت لن أترشح ولن أشكل حزباً سياسياً، ولن أبقى فى الحكومة القادمة.

■ وماذا لو كُلفت بتشكيل الحكومة من جديد؟

- أنا مستقل وأعمل ببرنامجى، ولن أعمل ببرنامج مختلف وأحب أن أحترم قواعد اللعبة، ومن الأسس الجديدة التى نحب بناءها أن الإنسان عندما يدخل على كرسى يجب أن يعرف أنه سيخرج منه، والهدف ليس الاستمرا ر بل إنجاح المنظومة السياسية الجديدة.

■ متى تعود تونس للحضن العربى بعد ارتباطها أكثر فى ناحية أوروبا؟

- أوروبا شريك مهم، 80% من معاملاتنا معها، وهذا شىء لابد أن نحافظ عليه وأن تتطور علاقاتنا معها، ولكن فى تقييمنا أن ننوع فى علاقاتنا، وعندنا جانب كبير وهو بُعدنا العربى، وأولى زيارات قمنا بها كانت للبلاد العربية، المغرب والجزائر ثم الخليج العربى قبل زيارة الولايات المتحدة، والبُعد العربى حاضنتنا الثقافية والتاريخية ومستقبلنا.

■ تحدثت عن زياراتك لعدة دول عربية ولم تزر مصر حتى الآن؟

- سأزور مصر قبل خروجى من الحكومة، وأنا تحدثت مرتين هاتفياً مع رئيس الحكومة المصرية، ووزير الخارجية زار مصر عدة مرات.

■ هل هناك توافق بينكم وبين قطر وتركيا؟

- لدينا توافق مع الجزائر ومصر وقطر والسعودية، فعندما توجهت للخليج توجهت لكل الدول، وعندما زرت المغرب العربى توجهت لكل دوله باستثناء ليبيا بسبب الظروف الأمنية، أما تركيا فهى بلد صديق ولنا معها تعاملات تجارية اقتصادية، والإخوة فى قطر لنا معهم علاقات طيبة كونهم مهتمين بالاستثمار فى تونس، والإخوة فى الإمارات لنا علاقات جيدة معهم أيضاً، وإن شاء الله نراهم يستثمرن بقوة فى مصر، وكل الإخوة الذين التقيت بهم فى الدول العربية وجدت لديهم الاستعداد للتعامل مع تونس لنجاح الاستقرار والتجربة التونسية.

■ كيف ترى الوضع فى العراق؟

- الوضع صعب فى العراق وكل عام مشاكل جديدة، ولابد من معاونتهم فى مواجهة الإرهاب. العراق كان منارة تعليمية وحضارية وثقافية، ونحن نأسف لما يحدث هناك، وكل ما نستطيع أن نقوم به لإعانة الإخوة العراقيين فلن نبخل به.

■ وماذا عن تقييمك للوضع فى سوريا؟

- وضع معقد، وهناك اعتبارات دولية ومنطقة صراعات، ونتمنى للشعب السورى السلم والأمان، وقد قمنا بافتتاح مكتب إدارى فى سوريا لوجود جالية تونسية هناك.

■ هل سيكون هناك تقسيم لسوريا؟

- نحن حريصون على الوحدة الترابية لسوريا، فهى دولة عريقة وقريبة لنا.

■ وكيف ترى دور الجامعة العربية؟

- نتمنى أن يعود دور الجامعة العربية للتنسيق المشترك، لكن الواقع لا يساعد الجامعة على لعب دور محورى.

■ هل من الممكن عودة وإحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك وتكوين جيش عربى موحد؟

- نحن نحلم أولاً بتسهيل الحركة بين الشعوب، وبعدها نحلم بالجيش المشترك، وبالوحدة، وخطؤنا أننا نقفز على الواقع ونمشى فى الأحلام، ففى الدول المعاصرة البناء يقوم على أسس منهجية.. لا يصح بناء سقف قبل الأساس.

■ وماذا عن القضية الفلسطينية؟

- فلسطين فى قلوبنا. هذا جرح فى الذات العربى، نحن متضامنون معه ومساندون له، ونتألم لما يُفعل فى الإخوة فى فلسطين.

■ ما الرسالة التى تحب أن توجهها؟

- أوجِّه رسالة للإخوة فى مصر، ونتمنى لهم السلام والأمان، فمصر دولة قوية وعظيمة بتاريخها، عندها حضور كبير لدينا، وكلما تحسنت الأمور فى مصر كان لها تأثير على المنطقة ككل، سواء فى أمنها أو اقتصادها.

■ أخيراً.. فى النهاية هل كتب لثورات الربيع العربى النجاح؟

- هذا أمر يقيّمه المؤرخون، فالثورات التى مر عليها 100 عام مازالت تقيّم، ونحن فى مرحلة المخاض ولا نعرف هل المولود سيكون سليماً أم لا؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية