أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الأربعاء، أن المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف في مصر ترفض كل أشكال العنف والإرهاب باسم الدين، مشددًا على أن ما يحدث من قبل التنظيم الإرهابي الذي يطلق على نفسه مسمى «الدولة الإسلامية» لا يقره شرع أو دين.
وشدد مفتي الجمهورية، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي «معًا ضد العنف باسم الدين»، الذي ينظمه مركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، الأربعاء، أننا في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمى لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي.
كما عرض المفتي ما تقوم به دار الإفتاء المصرية من جهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة، إلى جانب الرد عليها بشكل علمي لتحصين الشباب من الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف.
وأبدى المفتي استعداد دار الإفتاء للتعاون في توضيح صورة الإسلام، إلى جانب أن تكون الدار «بيت خبرة»، فيما يخص الفتوى وقضاياها.
وشدد المفتي على ضرورة تكاتف جهود المسلمين عامة والعلماء والدعاة خاصة، لاستعادة الصورة الحقيقية للدين الإسلامي من قوى الظلام والإرهاب والتطرف، محذرًا من أن الخطر الحقيقي يتمثل في انتشار أفكار هذه التنظيمات المنحرفة عن تعاليم الإسلام ومبادئه وسط بعض الشباب المسلم الذي يعيش في الغرب، الأمر الذي لاقى اهتمامًا من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي في انضمام مقاتلين أوربيين في صفوف منشقي القاعدة.
وأوضح المفتي أن الانتصار في حربنا الفكرية ضد التشدد، هو انتصار للقيم الإنسانية بشكل عام، وتحقيق للاستقرار العالمي.
وأشار المفتي إلى أن الإسلام نسق عالمي مفتوح لم يسع قط إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم، وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة وبقصد توضيح الحقائق.
وأكد أن العالم أحوج ما يكون إلى منتديات تُعين على حوارٍ حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، مشيرًا إلى أنه «الحوار الذي يظل محترمًا ولا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر»، و«الحوار القائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي»، و«الحوار الذي أبدا لا ينقلب إلى حديث أحادي»، على حد قوله.