x

صبري غنيم وزارة الإسكان تلعب بعقول الغلابة صبري غنيم الأربعاء 19-11-2014 21:38


- لا يعيب رئيس الحكومة عندما يعلن عن فشل وزارة الإسكان فى التصدى لمشكلة الإسكان، وأن المشاريع الإسكانية التى تعلن عنها مشاريع استفزازية تلعب بها على عقول الغلابة وتستغل معاناتهم فى الحصول على شقة.

- ليس مطلوبا من رئيس الحكومة أن يدافع عن وزارة الإسكان وهى تسعى لتجميل صورتها بطرح مشاريع لا تتناسب مع دخول أبنائنا الشبان وهو أدرى الناس بحال شبابنا، يعرف أن الشاب الذى يبحث عن وظيفة لا يملك قسطا شهريا 500 جنيه أو 1000 جنيه حتى يتعاقد مع الحكومة.. ويعرف أن الأراضى التى تقيم عليها الوزارة مشاريعها السكانية مملوكة للدولة، يعنى تكلفة المبانى لا تصنع هذه الأرقام.

- رئيس الحكومة ليس غريبا عن سوق المقاولات على اعتبار أنه كان يعمل فيه قبل رئاسة الحكومة، ويعرف أن المشترى لأى شقة لا يفهم فى التشطيب وليس لديه خبرة المقاول فى تشطيب شقة.. فما بالك عندما تبيع الحكومة الشقق للشباب بدون تشطيب وترمى بهم فى أنياب الحيتان مقاولى التشطيب لكى يدفعوا دم قلبهم..

- المصيبة أن رئيس الحكومة يعرف دور هيئة المجتمعات العمرانية، وأنها هيئة خدمية لا تحقق أرباحا مغالى فيها.. لكنها للأسف تفوقت على شركات المقاولات فى القطاع الخاص فى الاستغلال.. وأخذت تبيع بأسعار خيالية تعجيزية.. هل من المعقول أن تبيع المتر فى القاهرة الجديدة بخمسة آلاف جنيه وفى مدينة أكتوبر بأربعة آلاف.. وطبعا التشطيب أى كلام لو كان السعر يشمل التشطيب.. فى حين أن سعر المتر فى العجوزة والدقى لا يزيد على أربعة آلاف وتشطيب لوكس اللوكس.

- إذن الحكومة تضحك على الشعب بمشاريع استفزازية.. لو تابعنا المهزلة التى أعلنت عنها من أيام عندما طرحت 15 ألف كراسة شروط فى بنك التعمير لبيع شقق لمتوسطى الدخل وطبعا الغلابة اندفعوا فى كتل بشرية، وفى غمضة عين جمعت الحكومة منهم 3 ملايين جنيه ثمن طباعة كراسات الشروط.. هل هذا معقول..

- فيها إيه لو وزعنا على راغبى الحجز من متوسطى الدخل كراسات الشروط «ببلاش».. الحكومة تعلم أن قيمة الكراسة لن تزيد تكلفتها على ثلاثة جنيهات طباعة.. ولأنها اعتادت على أن «تقش» وتحش فى وسط الغلابة المطحونين أجبرتهم على دفع المائتى جنيه فى كل كراسة بخلاف ما دفعه المسكين فى المواصلات من بيته للبنك.. مع أن الحكومة زمان قد تنازلت عن طابع التمغة فى تقديم الطلبات حتى لا يتحمل المواطن قيمة الطابع، وكانت تتعامل مع طلبات المواطنين على ورق أبيض من غير طابع التمغة.. وقد طبقت هذا النظام فى طلبات التوظيف التى تعلن عنها وزارة القوى العاملة، فأصبحت الطلبات تقدم مجانا وبلا رسوم.. فلماذا لا تطبق هيئة المجتمعات العمرانية هذا النظام وتستثنى طلبات الإسكان من أى مبالغ تحت اسم كراسة الشروط طالما أن هذه الكراسة لا تضمن لصاحبها شقة، وطالما أن الجميع يدخلون القرعة.

- بقى شىء أهم.. وهو اختيار الموقع.. فليس من المعقول أن تختار الحكومة مواقع فى الطرق الصحراوية مثل طريق الواحات أو دهشور أو الفيوم.. المفروض أن تكون المواقع فى قلب كردون المدن تتمتع بالمواصلات.. لكن شابا لا يملك سيارة أو مواصلة وأعطيه شقة فى الواحات وعمله فى قلب القاهرة، والوصول لهذه الشقة قد يكلفه عشرين جنيها فى اليوم لأنها فى منطقة نائية لا مترو ولا أتوبيس.. هل هذا معقول؟.

- يا عالم.. ارحموا الغلابة ولا داعى أن نضحك عليهم أو نستغل معاناتهم.. فإذا كانت الحكومة فعلا جادة أو أن وزير الإسكان يحس بإحساس الغلابة عليه أن يعيد النظر فى تكلفة الشقة، وهو يعلم أن جميع الأراضى «ببلاش» لأنها مملوكة للدولة.. ثم لماذا يوافق على قيام بنك التعمير بتحصيل فوائد من الشباب فى حالة التأخر عن سداد أقساط لشقق لم يتم تسليمها ولم تدخلها المياه ولا الكهرباء؟.. مع أن المفروض أن نكون حضاريين والوزير أساس الخبرة فى التخطيط.. أنا شخصيا كنت أتوقع منه أن تتولى وزارة الإسكان التخطيط والرصف والانتهاء من الصرف الصحى والإنارة قبل المبانى، حتى إذا تم البناء تم معه العمار.. هذا الكلام تعرفه الحكومة.. لكن الذى يؤلم أنها فى حالة استعباط.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية