x

سائق المقاولون العرب يجدد اعترافاته فى معاينة بـ«الصوت والصورة» فى مسرح الحادث

الجمعة 09-07-2010 00:00 |

جدد سائق المقاولون العرب المتهم بقتل 6 وإصابة 6 اعترافاته مساء أمس الأول، اقتادته النيابة إلى مسرح الجريمة بالقرب من مقر فرع الشركة فى أبوالنمرس، واعترف بـ«الصوت والصورة» عن كيفية تخلصه من الضحايا وكيف أحضر السلاح الآلى وأخفاه وكذلك الذخيرة، وأوقفت أجهزة الأمن حركة السير فى طريق مصر - أسيوط الزراعى لمدة 20 دقيقة لإجراء المعاينة التصويرية وتسلم المتهم سلاحاً آلياً دون طلقات ليمثل به جريمته وحقيبة فارغة كان بها طلقات نارية، وأحضر رجال الشرطة للنيابة 9 أشخاص مثلوا دور القتلى والمصابين وجرت المعاينة داخل الأتوبيس الذى شهد الجريمة.

كان المتهم محمود طه سويلم، 54 سنة، هادئا ولا تبدو عليه علامات ذهول أو استغراب وهو يمثل كيفية ارتكابه الحادث.. جلس المتهم على مقعد الأتوبيس وقال إنه أوقفه على جانب الطريق وأخرج السلاح من تحت المقعد الذى كان يجلس عليه وبه كمية كبيرة من الطلقات..

وقال المتهم أمام كاميرتى فوتوغرافيا وفيديو «خاصتين بالنيابة العامة» إنه طلب من القتيل عبدالفتاح عبدالفتاح سالم أن ينزل من الأتوبيس أو يظهر له.. وأن عبدالفتاح هرول إلى مؤخرة الأتوبيس فى محاولة للهرب لكنه أطلق عليه كمية كبيرة من النيران وهو يختبئ أسفل مقعد.. وشرح المتهم بهدوء غريب أنه كان يطلق النار على الضحية تلو الآخر عندما كان يطلب أحدهم منه الهدوء..

وقال المتهم فى المعاينة التى استغرقت 15 دقيقة كاملة إنه لم يشعر بشىء عندما بدأ إطلاق النار على الضحايا، وأن عبدالفتاح كان أكثر الضحايا سخرية واستهزاء به وأنه كان يرتبط بعلاقة مع جيرانه الذين ينقبون عن الآثار قرب منزله - أى منزل المتهم - وشرح المتهم فى المعاينة أنه بعد ارتكاب الجريمة ألقى بالسلاح خلف المقعد وأغلق الأتوبيس وتوجه ناحية مقر الشركة.. جرت المعاينة فى حضور محمود عبود وهيثم أبوالحسن، وكيلى أول نيابة جنوب الجيزة، وبإشراف المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.

وانتشرت قوات الأمن فى الشوارع المحيطة بمقر الشركة أثناء المعاينة ومنعت المرور ودخول وخروج أحد، وانتقلت قيادات الأمن فى مديرية 6 أكتوبر لتأمين المعاينة بإشراف اللواء أحمد عبدالعال وتشكل فريق من المباحث ضم العميدين محمد أبوزيد ومحمود الجمسى والعقيد سعيد عابد والمقدم أحمد مبروك، رئيس مباحث مركز الجيزة.. وعاد المتهم إلى محبسه عقب تمثيل الجريمة وسط حراسة مشددة من أجهزة الأمن خوفا من تسلل أقارب أى ضحية فى محاولة للتخلص من المتهم.

وتلقت النيابة، أمس، التقارير الفنية الخاصة بتشريح جثامين الضحايا الستة وكذلك فحص السلاح والمقذوفات وملابس الضحايا، وكشفت التقارير التى تلقاها المستشار حمادة الصاوى أن إطلاق النار كان من مسافة قريبة، مما يؤكد أن المتهم كان يصوب فوهة البندقية على رؤوس وصدور الضحايا من أقرب مسافة،

وشرحت التقارير أن الضحية الأول عبدالفتاح عبدالفتاح سالم هو أكثر الضحايا الذين تلقوا طلقات نارية، وتبين أن جسده استقبل أكثر من 15 طلقة اخترقت رأسه وصدره وظهره وذراعيه، وأن ما جاء فى التقرير تطابق مع اعترافات المتهم فى تحقيقات النيابة، وتبين أن باقى الضحايا تلقوا طلقات تراوحت بين طلقة و4 طلقات وفى مناطق متفرقة بالجسد، لكن الغالبية تركزت فى منطقتى الرأس والصدر، وأوضحت التقارير أن الوفاة نتجت عن هبوط حاد فى الدورة الدموية نتج عن تهتكات فى الرئة والقلب والطحال وبعض الأجهزة الحيوية فى أجساد الضحايا..

وأثبت التقرير أن المقذوفات المستخرجة من أجساد الضحايا والمصابين خرجت من نفس السلاح المستخدم فى الجريمة، وأن المقذوفات من نوعية الطلقات الحية التى عثر عليها فى مسرح الجريمة.

وظهرت تفاصيل جديدة فى تحقيقات النيابة مع المتهم، وتبين أنه اشترى السلاح الآلى منذ عامين من شخص قال إنه أمين شرطة يدعى حمادة شحاتة، وتبين أن المتهم دفع 7 آلاف جنيه مقابل الشراء، وأنه تحصل على المبلغ المالى من تعويض حصل عليه نتيجة وفاة ابنه فى حادث سيارة وقيمته 30 ألف جنيه.. وشرح المتهم أنه فكر فى شراء السلاح لأنه شىء طبيعى على شخص يقيم فى منطقة بها هوس ولا يتوقف سكانها عن البحث عن الآثار، وأنه اشتراها لحماية نفسه وأبنائه وأنه كان لنشأته فى صعيد مصر، وتحديدا فى القوصية بأسيوط سبب فى ذلك.

وعن كيفية إدخاله السلاح فى الأتوبيس قال إنه الوحيد الذى يملك مفتاحا، وأنه توجه للجراج ولم يمنعه أحد من العاملين، وأنه كان يخفى السلاح فى حقيبة «هاند باج» ولا يمكن الشك فى محتواها، وشرح أنه وضع السلاح فى السابعة من مساء يوم الإثنين أى قبل 12 ساعة من ارتكاب الجريمة، وأنه كان ينوى فقط التخلص من القتيل عبدالفتاح لأنه أكثر زملائه استهزاء به.

وفى السياق نفسه، انتقلت لجنة من الهيئة العامة للآثار إلى منزل المتهم بتكليف من النيابة العامة، وأعدت تقريرا عن المنطقة وهل توجد عمليات تنقيب من عدمه وأفادت اللجنة فى تقريرها بأنها توجهت فى مرات سابقة إلى المكان، وأثبتت أن المنطقة لا يوجد بها آثار، ولكن الأهالى فى المنطقة لا يتوقفون عن عمليات البحث والتنقيب والحفر داخل المنازل، وتبين للنيابة أن ما جاء فى التقرير تطابق تماما مع حديث المتهم فى التحقيقات عن وجود حفر فى منازل جيرانه وربما يصل إلى منزله.

وانتهت النيابة العامة من التحقيقات فى الواقعة، واستمعت إلى 27 شاهدا من بينهم 10 من ركاب الأتوبيس الناجين، و6 مصابين و3 من أفراد أمن الشركة الذين كانوا أمام البوابة وشاهدوا المتهم وهو يدخل بالأتوبيس وبه القتلى والمصابون،

وتلقت النيابة التقارير الطبية الخاصة بالمتهم وملفه الوظيفى، وتبين أنه خال من الأمراض ولم تظهر عليه أى حالات غريبة أو هوس من قبل وأنه فى كامل قواه العقلية، ومن المقرر أن تحيل النيابة المتهم إلى المحاكمة الجنائية صباح غد السبت وأن تعد قائمة بأدلة الثبوت وأقوال الشهود ضد المتهم وترفق التقارير الفنية التى وصلتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية