عقدت وزارة الداخلية، أمس، احتفالية فى سجن النساء بمدينة القناطر الخيرية، بمناسبة أعياد الطفولة ومرور 25 عاما على اتفاقية حقوق الطفل، بالتنسيق مع المجلس القومى للطفولة والأمومة.
وقال بيان للوزارة، ظهر اليوم ، إن الاحتفالية تأتى فى إطار تفعيل بروتوكول التعاون بين الوزارة والمجلس، وتطبيقا لمعايير حقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى فى دعم حقوق الطفل، خاصة أطفال السجينات.
شارك فى الاحتفالية 75 طفلاً من أطفال الأمهات السجينات، والمودعين فى مؤسسات رعاية خارجية لرؤية أمهاتهم بالسجن، بالإضافة إلى الأطفال المودعين بصحبة أمهاتهم بالسجن.
وتعهد اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، لممثلى المجلس القومى للأمومة والطفولة، بزيادة عدد مرات الزيارة المحددة من الأطفال للأمهات بالسجن لتكون مرتين شهريا بدلاً من مرة واحدة، بناء على طلب الأمهات، وشارك الأطفال فى عروض «الأراجوز»، وتمنى عدد منهم خلال كلمتهم بالاحتفال أن يكونوا ضباط جيش وشرطة فى المستقبل.
وقال اللواء محمد راتب، مساعد الوزير لقطاع السجون، فى كلمة ألقاها نيابة عنه اللواء جمال شعير، مدير الإدارة العامة للتأهيل بقطاع السجون، إن قرار الوزير بالموافقة على هذا الاحتفال يأتى انطلاقًا من الاهتمام المتنامى بالطفولة والأمومة، وحماية حقوقهم ورعايتهم إنسانيًا واجتماعيًا، تجسيدًا لاستراتيجية وزارة الداخلية فى مجال إعلاء قيم حقوق الإنسان.
ووجه «شعير» كلمة إلى الأمهات السجينات، قال فيها: «نزيلات السجون: أبناؤكن أمانة لدينا، وعلينا رعايتهم وعليكن تربيتهم ليكونوا صالحين قادرين على بناء أنفسهم والارتقاء بمجتمعهم».
وأضاف: «أنتهز تلك الفرصة لدعوة منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام إلى التكاتف للعمل على تغيير الصورة الذهنية لدى فئات المجتمع بجميع طوائفه عن المفرج عنهن، فهن جزء لا يتجزأ من نسيجه المتلاحم».
وتابع: «واجب علينا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا رعايتهن واحتواؤهن وتأهيلهن بتوفير مصدر رزق كريم لهن يحول دون عودتهن إلى بؤر الجريمة»، مشيرا إلى ضرورة العمل على إيجاد آليات فعالة للقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، لما لها من مردود سلبى على المجتمع.
من جانبها، أكدت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، أن «عيد الطفولة مناسبة مهمة يمكن استثمارها فى دق ناقوس الخطر حول قضايا محددة، وجعلها مناسبة لتوعية المجتمع والأطفال بمظاهر ومخاطر العنف والإساءة والتحرش، لذا حرص المجلس على مشاركة أطفال الأمهات السجينات للاحتفال بعيد الطفولة هذا العام، لأن ذلك يعد حقًا من حقوقهن، وبهدف رفع روحهن المعنوية وإدخال البهجة فى نفوسهن، وهذه الفئة تعد من الفئات المهمشة التى لم ينسها المجلس القومى للطفولة والأمومة، وجعلها فى صدر أولوياته، لذا كانت اختياره الأول للاحتفال بعيد الطفولة».
وتابعت أن «هذه الاحتفالية التى نظمها المجلس القومى للطفولة والأمومة وقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية تأتى فى إطار الحملة التى أطلقها المجلس بمناسبة الاحتفال بأعياد الطفولة، ومرور 25 عاما على اتفاقية حقوق الطفل تحت شعار: (احمى نفسك)، وتستهدف توعية الأطفال بكيفية حماية أنفسهم من التحرش والاستغلال الجنسى، كما تتضمن الحملة عقد لقاءات مع 500 طفل وأسرهم من مختلف المحافظات، ونهتم بالمهمشين، لأن المجلس لم يسقطهم من حساباته».
وأشارت الأمين العام للمجلس إلى أهم ملاحظات اللجان التى قامت بزيارة أطفال الأمهات السجينات المودعين بمؤسسات الرعاية الخارجية، وقالت إنها تمثلت فى بعض الاضطرابات النفسية لدى الأطفال، خاصة عند طرق موضوعات تمس أمهاتهم داخل السجون، وكان هناك بعض التحفظات على النظافة الشخصية للأطفال، وفى إحدى المؤسسات بدا المظهر العام للأطفال غير مناسب، من خلال ارتدائهم ملابس قديمة. وأوضحت أنه تمت ملاحظة عدم اندماج عدد من الأطفال داخل أنشطة المؤسسة.
ونقلت، عن مسؤول المؤسسة، قوله إن أحدى الأطفال كانت تتعامل مع أقرانها بسلوك عدائى ظاهر، ومن خلال إدراجها فى الأنشطة تم تعديل هذا السلوك، كما أفادت إحدى دور الرعاية بوجود نقص فى الاحتياجات الأساسية التى تحتاج مساعدات وتبرعات لتوفيرها.
وأوصت بـ«المتابعة الشهرية للأطفال للتأكد من شمولهم بالرعاية والحماية ومتابعة حالاتهم التعليمية والصحية والاجتماعية والنفسية بصورة أكثر دقة».
وقالت إن الأطفال فى حاجة إلى زيادة الاهتمام بالكشف الطبى (جلدية- عيون- أسنان- باطنة)، موضحة أن هناك زيارات طبية تتم أسبوعيا على جميع الأطفال، إلا أن ذلك ليس كافيا، على حد تقديره.