حالة من الارتباك والرفض، ممزوجة بـ «القلق»، انتابت مسؤولى أندية القسم الثانى، فى أعقاب قرار اتحاد الكرة، منع مشاركة اللاعبين الأفارقة بدورى الممتاز «ب»، اعتبارا من الموسم المقبل، معتبرين هذا القرار أحد أخطاء مسؤولى «الجبلاية»، على حد وصفهم، بدعوى أنهم تركوا «الانتكاسة»، التى تتعرض لها المنتخبات المصرية.
وبات شغلهم الشاغل اللاعبين الأفارقة، فى القسم الثانى، مؤكدين أن هذا القرار، يكشف «الهزلية» و«السطحية» فى تفكير مسؤولى «الجبلاية»، الذين تركوا ما هو أهم، وانشغلوا بـ «الأقل أهمية».
ووصف مسؤولو أندية القسم الثانى، هذا القرار بـ «غير المجدى»، وتحدوا أن يتخذ مسؤولو اتحاد الكرة قرارا مماثلا بالدورى الممتاز.
وفرض هذا القرار العديد من علامات الاستفهام، أين دور لجنة أندية القسم الثانى، إذا كان اتحاد الكرة يتدخل فى أدق تفاصيل المسابقة إلى هذه الدرجة ويتخذ القرارات بـ «فردية»، دون استطلاع رأى أندية المسابقة أصحاب الشأن؟
ويرى المهندس طارق السيد، رئيس النادى الأوليمبى، أن اللاعبين الأفارقة، يمثلون إضافة لأندية القسم الثانى، فضلا عن أنهم ورقة ضغط على اللاعبين المصريين للتألق والإجادة.
وقال رئيس نادى الأوليمبى: «الأفارقة ليسوا عالة على الكرة المصرية، ويخلقون حالة من الرواج وحركة بيع وشراء للاعبى القسم الثانى، ويكفى أن لاعبا مثل عبدالله ياما يوجو الذى استقطبه نادى سمنود من جامعة الأزهر حيث كان يدرس هناك، وضمه مقابل 3 آلاف جنيه وتم بيعه لغزل المحلة مقابل 160 ألف جنيه، فى أعقاب إحرازه 14 هدفا فى دورى القسم الثانى».
بينما شدد نور رسلان نائب رئيس نادى الحمام، على أن اتحاد الكرة بقراره الأخير، وضع لجنة أندية القسم الثانى فى مآزق، أمام الأندية، التى اختارتها للدفاع عن حقوقها فى «الجبلاية».
وأبدى «رسلان» اندهاشه من قرار استبعاد الأفارقة، دون الحصول على موافقة أندية القسم الثانى، وقال: «إلى هذا المدى، وصلت استهانة الجبلاية بأندية الممتاز «ب»، أعتقد أن الأمر يتطلب وقفة وموقفا، ولسنا من كوكب آخر، حتى نقبل المعاملة بهذه الصورة».
وعزز، عبدالله مهنى، رئيس نادى المراغة، تصريحات طارق السيد، رئيس نادى الأوليمبى، بشأن الأهمية «الاستراتيجية»، للاعبين الأفارقة، فى دورى القسم الثانى، وقال «مهنى»: « هناك العديد من اللاعبين الأفارقة تركوا بصمات واضحة بالقسم الثانى ومنهم (بول أكيان) الذى انتقل للأوليمبى من نادى الرجاء، وتطلب العديد من الأندية ضمه، فى الوقت الراهن».
بينما وصف، أحمد عبدالحميد، نائب رئيس نادى الضبعة، القرار بـ «المخيب للآمال»، و«المتسرع»، و«غير المدروس»، وقال: «مسؤولو الجبلاية بعيدون كل البعد عن أندية الغلابة، ثم إن جميع دول العالم تستعين باللاعبين المحترفين، وبأكثر من (3) لاعبين فى عدد من الدوريات العالمية، ويكفى أن اللاعبين الأفارقة مشاكلهم تكاد تكون معدومة مقارنة باللاعبين المصريين».
فيما يؤكد هانى فاروق، نائب رئيس نادى البلدية، أن دورى القسم الثانى، يضم كوكبة من اللاعبين الأفارقة «المميزين»، على حد قوله، وفى مقدمتهم «فوفاتا» مهاجم المنصورة، وأحد هدافى المسابقة، والسنغالى «عبدالله باه»، لاعب شربين، و«جبريل لوال»، المنتقل من صفوف فريق الحمام، إلى نادى الدخان بالمجموعة الثالثة، ويسعى النادى الأوليمبى، بالمجموعة السادسة إلى ضمه، وهذا مرادف لأهمية هؤلاء اللاعبين «فنيا» و«ماليا»، بخلاف أنهم حافز للاعبين المصريين للتألق، على حد قوله.
وبلغة «عقلانية»، أكد إبراهيم مجاهد، رئيس لجنة أندية القسم الثانى، أنه سيدعم موقف مسؤولى الأندية، الرافض لهذا القرار، وسيسعى لإقناع مسؤولى «الجبلاية»، بالتخلى عن هذا القرار، فى ظل إجماع، قادة أندية الممتاز «ب»، على أهمية استمرار اللاعبين الأفارقة، فى دورى القسم الثانى، فى ظل قناعتهم بـ «إثراء» هؤلاء اللاعبين للمسابقة.