الشهرة هي أن تسير على طريق معبدبالزجاج محاط بالأشواك من كل جانب وأنت حافى القدمين.. وأن تتألم كثيرا وتسيل منك الوديان من الدماء، وتكد وتتعب ويطول بك المسير، وتشقى وتؤذى قبل أن تبلغ المصير.. وتصل إلى هدفك وغايتك المنشودة!!
ستعترضك في رحلتك المؤلمة هذه الآلاف من الوجوه فتتفحصها جميعا وتنظر إليها وتحملق فيها بملء عينيك وكأنك تبحث في عيونها عن شىء أضعته منذ زمن بعيد، وتكون لك مع كل وجه محطة وحكاية!.. وتنتابك نوبات أشبه ما تكون بالجنون، وتظل تسأل نفسك: ترى هل هؤلاء الناس يعلمون بى أم لا يعلمون؟ أم تراهم يخافون منى ويهابون؟ وعندما تصل إلى غايتك المنشودة وتدرك ما تريد، وقد لا تصل، وربما تلقى حتفك وأنت في منتصف الطريق، لأن هناك الكثير ممن ساروا على هذا الدرب وتخطوا نفس خطاك ولكنهم وقعوا وفشلوا قبل بلوغ الهدف!!.. عندما تصل ستحمل إليك كل يوم الكثير من الهدايا، وتتلقى الدعوات والرسائل ممن تعرف ومن لا تعرف من المعجبين والمعجبات، وتتلقى المئات من باقات الورد، الزكية الروائح والنادرة الألوان، ويشار إليك باللسان والبنان، وتتصدر صورك صفحات الجرائد، لتتحول من شخص منبوذ كان يبحث عن قيمة له في وسط المجتمع إلى شخصية يسمع ويتحدث عنها الجميع، كبارا وصغارا!.. ولكن تذكر دائما أنك أصبحت الآن سجينا داخل قصر من زجاج، كل حركة سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يراها الجميع، وأن حريتك وشخصيتك ليست ملكا لك وحدك وإنما يتقاسمها معك الجميع.. عليك أن تدرك أنه إذا كنت قد وصلت إلى غايتك فعليك بالمحافظة على ما بنيت، لأنه لابد لكل صرح أن يتهاوى، ولابد لكل نجم أن يكون له أفول، وتذكر دائما أنها لو دامت لغيرك لما وصلت إليك!!.
الطيب دخان- خنشلة- الجزائر
