x

انتقادات واسعة لقرار حظر سير النقل الثقيل على «الطريق الصحراوى».. وأعضاء مجالس محلية يحذرون من الخسائر

الأحد 05-07-2009 00:00 |

أثار قرار حظر مرور سيارات النقل الثقيل، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، يومى الخميس والسبت، استياء المستثمرين والسائقين والمواطنين، الذين وصفوه بـ«الخاطئ»، واعتبروه مجاملة لأصحاب النفوذ والمصيفين، على حساب الفقراء، الذين يستخدمون الطريق لنقل منتجاتهم الزراعية، فيما شدد المهندس محمد منصور، وزير النقل، على أن حياة 80 ألف أسرة تستخدم الطريق أهم من كل أموال رسوم سيارات النقل.

وقال أحمد محمد خليفة، رئيس لجنة النقل بمجلس محلى البحيرة: «إن الطريق الزراعى لا يتحمل مرور سيارات النقل عليه، وكان المفروض أن يتم العكس بمنعها على الزراعى والسماح بمرورها على الصحراوى»، وأكد نبيل الشابورى، عضو مجلس محلى المحافظة،أن القرار غير صائب، لأن الطريق الزراعى ضيق والمفروض أن تحدث به توسعات، ويوميًا تحدث اختناقات بالطريق وقال: «إن هذا القرار لمصلحة المصيفين وأصحاب النفوذ على حساب الغلابة الذين يستخدمون الطريق الزراعى، وسيرفع نولون نقل المنتجات الزراعية بما يؤثر فى النهاية على المواطن البسيط».

واعتبر حسين غانم، عضو مجلس محلى المحافظة، أن هذا القرار سيؤدى إلى تدمير الطرق الداخلية لمحافظة البحيرة التى هى فى الأساس متهالكة، بسبب الزحام الشديد على الطريق ومحاولة قائدى سيارات النقل الهروب من الزحام. أما الدكتور أحمد عرجاوى، عضو مجلس محلى المحافظة فقال: إن هذا القرار نتيجته المباشرة رفع معدلات الحوادث وتعطل الطريق بصورة مستمرة.

وقال الدكتور بشارة عبدالملك، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالبحيرة: هذا القرار غريب، وغير صائب تمامًا، وله آثاره الاقتصادية السلبية، فمحافظة البحيرة تصدر 76٪ من إنتاج مصر من الحاصلات الزراعية، وأغلب المزارع التى تصدر موجودة بالأراضى الصحراوية الجديدة، وأغلبها موجود بالطريق الصحراوى، وهذا القرار سيؤدى إلى فساد الحاصلات الزراعية لعدم وجود رافد مباشر يصلح للوصول من تلك المناطق إلى الزراعى، وسيؤدى لإعاقة وصول منتجات الشركات بالنوبارية ومنطقتى وادى النطرون الصناعية بالبحيرة والسادات الصناعية بالمنوفية لأنها تقع بالأساس على الطريق الصحراوى.

وفى القليوبية رفض المواطنون القرار وقالوا إنه سيتسبب فى كوارث عديدة، وقال الحاج عزوز سلامة، عضو لجنة النقل بمجلس محلى المحافظة: هذا القرار فيه ظلم كبير للقرى والعزب الواقعة على الطريق الزراعى، وكأن هؤلاء المواطنين درجة ثانية لا تهتم بهم الحكومة، فالطريق بحالته الحالية لا يصلح حتى لسير الملاكى، فكيف يستوعب الأعداد الكبيرة من سيارات النقل الثقيل المحملة بالطوب والزلط.

وقال أحمد نصار، عضو مجلس محلى المحافظة: إن طريق مصر - الإسكندرية الزراعى به كوارث كثيرة بسبب عيوب فنية مثل الفتحات الموجودة والدورانات للخلف وهو ما يؤدى لوقوع كوارث ومصادمات كثيرة نظرًا للسرعة الجنونية لقائدى النقل الثقيل ورعونتهم فى القيادة.

ورفض محمد راشد، رئيس لجنة النقل، القرار ووصفه بـ«الظالم» لمحاباة بعض المواطنين أصحاب السيارات الملاكى، الذين يتجهون للصحراوى خاصة أيام المصيف، وقال: كيف نؤمن حياة ناس ونلقى بآخرين فى التهلكة.. أليس هؤلاء بشرًا أيضًا. مؤكدًا أن الطريق الصحراوى كثافة مرور السيارات عليه أقل كثيرًا من الزراعى.

وأوضح العميد نصر همام، عضو المجلس المحلى أن طريق مصر - الإسكندرية يقع عليه مباشرة أكثر من 20 قرية، وكل قرية تقع لها أراض زراعية فى الجهة المقابلة للطريق، أى أنهم يعبرون هذا الطريق يوميًا مرتين على الأقل بالمواشى، موضحًا أن الطريق بوضعه الحالى لا توجد عليه كثافة مرورية كافية للحفاظ على أرواحهم فكيف سنقوم بتحويل مسار هذه السيارات وكلنا يعلم أن سائقيها يسيرون بسرعة جنونية؟

من جانبه، أكد المهندس محمد منصور، وزير النقل، أن حياة 80 ألف أسرة تستخدم طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى يومى الخميس والسبت فى موسم الصيف، أهم من الأموال التى يدفعها النقل الثقيل كرسوم عبور وموازين على البوابات، وأن وزارة النقل غير آسفة على خسارة آلاف الجنيهات فى هذين اليومين، لأن حياة المواطنين لها الأولوية.

وقال منصور فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: إن قرار منع سير النقل الثقيل على الطريق 12 ساعة فقط يوم الخميس للمتجه من القاهرة إلى الإسكندرية والساحل الشمالى ومرسى مطروح، ومثلها يوم السبت للمتجه إلى القاهرة تبدأ من الساعة 12 ظهرًا حتى منتصف الليل، جاء بالتنسيق مع وزارة الداخلية».

 وأضاف أن إجمالى عدد السيارات التى تستخدم الطريق يبلغ حوالى 80 ألف سيارة يوم الخميس مع بدء موسم الصيف، وعدد مماثل فى أيام العودة يوم السبت، والإحصائيات كشفت أن النقل الثقيل يتسبب فى حوادث كثيرة ومريعة خلال هذه الفترة، لأنهم يسيرون بطريقة جنونية تصل إلى 140 كيلو فى بعض الأحيان ولا يلتزمون بالحارة اليمنى من الطريق.

وكشف المهندس طارق العطار، رئيس هيئة الطرق والكبارى والنقل البرى عن أن إحصاءات وزارتى الداخلية والنقل أكدت أن النقل بجميع أنواعه يتسبب فى 60٪ من الحوادث التى تقع على طريق الإسكندرية الصحراوى فى أشهر الصيف، بسبب السرعات الجنونية، التى تصل إلى 140 كيلومترًا فى الساعة بسبب اتساع الطريق، وأنها لا تلتزم بالحارات المرورية اليمنى من الطريق، وهذا يتسبب فى وقوع الحوادث.

 وأشار فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» إلى أنه ليس معقولاً أن تؤثر 2500 سيارة نقل ثقيل على طريق يستوعب يوميًا 70 ألف سيارة، موضحًا أن الإدارة العامة للمرور استخدمت جميع الأساليب مع النقل الثقيل لردعهم، سواء بسحب الرخص أو منع بعضهم من السير، بسبب عدم الالتزام بالسرعات والحارات، ولكنهم لم يرتدعوا واستمر معدل حوادث الطرق، والمسؤولية فى نهاية الأمر لا يتحملها سوى الضحية.

وقال اللواء محمد منصور، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة للمرور لـ«المصرى اليوم» إن القرار الصادر بمنع سير السيارات النقل بجميع أنواعها على الطريق الصحراوى أيام الخميس والجمعة والسبت ونقل خطوط السير إلى الطريق الزراعى لتأمين حياة المواطنين والحد من الحوادث، خصوصًا أن التقارير التى أجريت عن أسباب الحوادث فى هذه الطرق، أكدت أن فترة الصيف ترتفع فيها نسبة حوادث السيارات والسبب الأساسى فى هذه الحوادث السيارات النقل، وأنه تبين من التقرير أنها تزيد أيام الخميس والجمعة والسبت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية