الموت «15»
■ وقفنا في بداية الدهليز المؤدى إلى عمق مقبرة «رمسيس السادس»، حيث توجد حجرة الدفن على بعد حوالى 93 مترا من المدخل، ويوضع بها تابوت الملك ومتعلقاته، وكما ذكرت بالأمس يعتبر العلماء هذه المقبرة بمثابة مكتبة لاهوتية حقيقية، وتعد مصدرا لدراسة المعتقدات الجنائزية، والعالم الآخر، ورحلة الفرعون الليلية من عالم الظلمات وحتى يولد من جديد مطهرا، بعد أن تتم محاكمته بحضور الآلهة وبحضور 42 ممثلا (محلفا) بعدد «أقاليم» مصر وقتها !.. كانت النقوش والألوان الرائعة تغطى سقف وحوائط ذلك الدهليز، وأخبرنا المرشد السياحى أنها عبارات تمثل اعترافات الفرعون بأفعاله في حياته الدنيا!! تعالوا نذكر بعضها غير مرتب:
■ أنا لم أختلس ما يخص الآلهة – لم أقتل البهائم المخصصة للآلهة – لم ألعن الآلهة – لم أزدر إله مدينتى – لم أنتهك المواسم المقدسة – لم أرتكب خطيئة بحق الطهارة – لم أكن مختالا – لم أسرق – لم أجعل الكيل خفيفا – لم أعتد على إنسان ظلما – لم أشوه سمعة – لم أوقع الخوف في قلب أحد من رعيتى – لم أشتم إنسانا – لم أقتل بغير حق – لم أحض على النزاع – لم أكن رجلا عنيفا غاضبا – لم أكن خبيثا – لم أكن متعجرفا – لم أتصرف بوقاحة – لم أتسرع في الحكم – لم أرتكب الفواحش – لم أوسع ثروتى بما لا يخصنى – لم أسع إلى الامتيازات – لم أصم أذنى عن كلمات الحق والصدق!!
■ سرحت بعمق في معانى تلك العبارات، وما تمثله من سمو روحى، ورقى حضارى لذلك الحاكم، برغم ديانته ومعتقداته، وقارنت مع واقعنا الحالى وما يحتويه من ظلم وقهر ونهب وغش وسرقة وقتل... إلــــخ في بلادنا
«الإسلامية»!! وللحديث بقية.
