x

حمدي رزق الإخوان يركبون مترو الأنفاق أيضاً حمدي رزق الجمعة 14-11-2014 21:48


صديقنا المتعاطف إخوانيًا، كاد يجن، زوجته فى طريقها إلى شغلها فى الحلمية، تركب المترو يوميًا، صباحًا ومساءً، يحدث الانفجار إذ فجأة، بين طائفة من التقارير التليفزيونية المصورة يطالع صورة سيدة جريحة على محفة، تتألم وتدعو على من ظلمها، يتذكر زوجته فى المترو، يتصل على الموبايل، لا ترد، يعتريه القلق، يكرر الاتصال، يلح إلحاحًا، لا ترد، ويشب فى قلبه حريق، يقع قلبه فى قدميه، إحساس ما ينبت داخله فجأة أنها من بين الضحايا.. يحسبن، يدعو عليهم، منكم لله يا بُعدا.

بالمناسبة هى واقعة حقيقية، والحقيقى أيضا أن الإخوان والتابعين والمتعاطفين مثل العاديين يركبون مترو الأنفاق الذى يفجره إخوانهم بتعليمات من مكتب إرشادهم، وأن زوجاتهم وبناتهم وشبابهم وفتيانهم وفتياتهم وزهراتهم يركبون مترو الأنفاق، الذى يستهدفه إخوانهم بفتاوى من شيوخهم.. مرشد الإخوان الذى ألقى بشباب رابعة فى التهلكة، قتلهم، لا يحفل كثيرا بمن يهلك من الإخوان والتابعين والمتعاطفين فى تفجيرات القطارات، يحكم فينا وفيهم قاعدة «قتلانا وقتلاهم».. المهم أكبر عدد من الضحايا، ولو من الإخوان، فلتغرق البلاد فى الفوضى والدماء!

ركاب المترو بسطاء، يترجون الله فى وصول المترو سالمًا إلى محطته النهائية، يبكرون للحاق بالقطار سعيًا وراء رزقهم، لا يركبون المترو هواية، أو لا سمح الله مترفين لا يفضلون قيادة السيارات الخاصة فى الصباح، أو بخلاء يبخلون ببنديرة التاكسى الأبيض، ناس على باب الله، تخرج من بيتها على فيض الكريم.

والحقيقى أن العبوات المتفجرة التى يزرعها هؤلاء فى قطارات ومحطات المترو عمياء، لا تميز إذا انفجرت، غبية، لا تبين فى قلب من تستقر شظاياها، إذا انفجرت- لا قدر الله- تطايرت أشلاء الضحايا، ربما لا يستطيع الطب الشرعى التمييز بين الأشلاء، تحليل الحمض النووى DNA يحدد الشخصية، ولكنه لا يسبر هويتها.. إخوانية أو سلفية أو شيوعية.

يقيناً هناك إخوان فى المترو، لم يحرّم الإخوان بعد على أنصارهم ركوب المترو أو قطارات السكك الحديدية أو أتوبيسات النقل العام، ولم يصل إلى علمنا أن الإخوان طلبوا من التابعين والمتعاطفين مقاطعة المترو، ولاتزال المنتقبات يثرثرن عن رابعة فى عربة السيدات.

ما لا يفهمه الإرهابى الأجير أنه يقتل إخوانه أولًا.. قبل أن يقتلنا، ويغتال أخواته أولًا.. قبل أن يغتالنا، إذا كان يستهدف فهو يستهدف الكل كليلة.. كيف ستتعرف القنبلة الذكية يا غبى على أنصار السيسى لتطولهم؟! المصريون فى الطرقات لا يرتدون أفرولات، ولا يحلقون شعورهم نمرة واحد، ولا يلبسون أحذيتهم جزمة خمسة خرم، مصريون بسطاء مثلك مثلهم، القنبلة موجهة للكل، لأن الكل فى مترو واحد.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية