الموت «12»
■ تعتبر مصر أولى دول العالم بما تحتويه من آثار عبر التاريخ، خصوصاً ما يتعلق بالحضارة الفرعونية، وأعجب للأجيال الحالية فمعظمهم لم يزوروا ما لدينا ليشاهدوه رأى العين!.. يا عزيزى القارئ لدينا 110 متاحف.. كم متحفاً زرته؟! معظم المدارس- حتى الخاصة- لا تعتنى بإقامة رحلات إليها كما كان يحدث معنا فى صبانا!!
■ يضم وادى الملوك «المقابر الملكية الفرعونية» التى لا مثيل لها فى العالم.. هل تعلمون أننا ندمرها تدريجياً!.. نحن نسمح للسياح بدخولها والتكدس داخلها، فيمتلئ المكان بالرطوبة وبالتالى بهتت الألوان على الأسقف والجدران!.. ناهيك عن قيام السياح بالتصوير بالتليفونات المحمولة، ولمس النقوش بأيديهم!! والغريب أن قيمة الدخول لثلاث مقابر مبلغ هزيل!.. لقد تلقيت رسالة من فارس البريد نبيل عاشور الذى يعمل مرشداً سياحياً فى شركة ألمانية منذ 25 عاماً نشرناها فى يونيو 2010 تحت عنوان (كارثة فى وادى الملوك) طرح فيها تفاصيل المهزلة، واقترح إنشاء نماذج طبق الأصل من تلك المقابر فى المنطقة أو بجوارها بحيث نجعل قيمة دخولها مبلغاً كبيراً، ودخول النماذج بالقيمة الحالية، وذكر أنهم فى متحف «هلدس هاين» بشمال ألمانيا صنعوا نموذجاً «طبق الأصل» من مقبرة (سن نفر) وهى أشهر مقابر وادى العمال بدير المدينة بغرب الأقصر!!
■ مرت السنوات وتلقيت هذا العام اتصالاً من فارس البريد المرشد السياحى، محمد همام، من الأقصر وتناول نفس الموضوع وحذر من قدوم الكارثة!! وللعلم حول تصرفات بعض خفراء تلك المقابر حدث ولا حرج!!
■ صدقونى لا أعرف هل المسؤولون عندنا لا يقرأون، أم لا يدركون، أم أنهم «محنطون» على كراسيّهم، ولا سبيل لتغيير الأوضاع إلا «بموتهم»!! وللحديث بقية.
حاتم فودة