توّجت النجمة يسرا خلال الدورة الـ36 لمهرجان القاهرة السينمائى، والذى انطلق، أمس، بأن تكون أول امرأة في تاريخ المهرجان تحصل على لقب رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، لتضيف إليها لقبا جديدا تستحقه بالفعل، بأن قدمت تاريخا كبيرا من الإبداع السينمائى والتليفزيونى. وننجح أيضا بهذا اللقب في أن نكسر عقدة الخواجة ونؤكد أن نجومنا يستحقون هذه المكانة. وقد عبرت يسرا عن سعادتها بعودة المهرجان، ومشاركتها فيه حتى قبل أن تحصل على هذا اللقب، وقالت في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: لم أكن أفكر في هذا اللقب رغم أنه شرف كبير لى، وكنت مستعدة لتقديم أي خدمات للمهرجان دون أي شكل رسمى لأنه مهرجان يمثل بلدى أولا وأخيرا، ويمثل جزءا أصيلا من مهنتى كفنانة، ويمثل بدوره الثقافى والفنى والتنويرى بقعة نور في ظلام كبير.
وعبرت يسرا عن سعادتها برئاسة لجنة المسابقة الدولية، مؤكدة أنها المرة الثانية التي تترأس فيها لجنة تحكيم مهرجان كبير بعد تجربتها في مهرجان قرطاج خلال التسعينيات، وقالت: أرى أن اختيارى في هذا المنصب تحديدا كأول امرأة في تاريخ المهرجان هو انتصار للمرأة في حد ذاته، وأن اللجنة تضم سيدات مثل مريم ناعوم ونانسى عبدالفتاح أيضا فهو تكريم للمرأة، وبصراحة أرى أن اختيارنا في هذا التوقيت كان قرارا ذكيا من إدارة المهرجان لأن المرأة خلال العام الماضى واجهت أزمة كبيرة واستهدافا واضحا في عصر الإخوان لأنهم حاولوا تحجيمها وتقزيم دورها بشكل مقصود، والآن مع اختيارى رئيسا للجنة التحكيم وأيضا اختيار فايزة أبوالنجا كمستشار لرئيس الجمهورية للأمن القومى، وأيضا الدكتورة ميرفت التلاوى، فهذا يمثل انتصارا كبيرا للمرأة في المجتمع الذي يحاول أن يعيدها إلى المكانة التي تستحقها.
وقالت يسرا: أتمنى من الفنانين المصريين المشاركة والمساهمة الفعالة في إنجاح هذا المهرجان لأنه كما قلت يمثلنا جميعا، وعلينا أن نفتخر به وندعمه بكل ما نستطيع حتى يخرج بالصورة المشرفة التي يجب أن تكون عليها بلدنا مصر، لأنه الآن يمثل مصر في الخارج، وهو مرآة حقيقية أمام العالم للصورة التي وصلت إليها مصر بعد ثورتين عظيمتين.
وأضافت: الفن هو مهنتنا ونحن نمثل القوة الناعمة لأى مجتمع، وهو من وجهة نظرى سلاح لا يقل أهمية عن أي أسلحة أخرى لأن المجتمعات لا تبنى بالسلاح والأموال فقط، ولكن بالثقافة والفن، وقد نجحت أمريكا طوال السنوات الماضية أن تجتاز العالم كله من خلال الفن كسلاح، ونحن لدينا الآن قوة ناعمة كبرى نستطيع من خلالها أيضا أن نجتاز مرحلة مهمة تمر بها البلاد، لأنه ليست كل الأسلحة دبابات وصواريخ لأن الحرب القادمة لن تعتمد على هذه الأسلحة، ولكنها حرب تكنولوجية وثقافية ويجب أن نكون مؤهلين لها. واستطردت أرجو من الفنانين المصريين أن يتواجدوا من أجل البلد، وأن يكونوا واجهة مشرفة لمصر أمام الضيوف الأجانب وأمام العالم، ولا يقول أحد «أروح أعمل إيه»، يجب أن تذهب وتشارك وتمنح للمهرجان جزءا من وقتك حتى لو نصف ساعة تسير فيه بين الحضور، وتؤكد دعمك ومساندتك لمهرجان بلدك.
وعن أسباب رفضها رئاسة المهرجان خلال الفترة الماضية قالت: لقد عرض علىّ أن أتولى رئاسة المهرجان خلال العام الماضى، وحاول بعض العاملين في المهرجان دفعى لقبول المنصب، ولكنى بصراحة رفضت لأننى لا أفهم في الإداريات ولا الأوراق، ولا أريد أن أزج بنفسى فيما لا يعنينى أو لا أفهم فيه، ولذلك كان رفضى قاطعا، وفضلت أن أشارك فيما أفهم فيه سواء في رئاسة لجنة التحكيم أو حتى العضوية. وأضافت يسرا: أكثر ما أسعدنى في هذه الدورة وجود فنانة عظيمة بحجم نادية لطفى ضمن المكرمين، وبصراحة أرى أن تكريمها تأخر كثيرا لأنها تاريخ وقيمة، واستطاعت طوال السنوات الماضية أن تسعدنا بأعمالها التي أشاهدها وتجعلنى أفتخر بأننى فنانة، ولا أنكر أن تكريمها ووجودها أفضل شىء بالنسبة لى في هذه الدورة لأنها تاج على رأس الفن، أيضا إهداء الدورة لمريم فخرالدين قرار ذكى من إدارة المهرجان لأنها قيمة كبيرة، ولا أنسى أن أول مشهد في حياتى أمام الكاميرا كان أمامها في فيلم «قصر في الهواء» وكانت تجسد دور أمى، وقد زرتها خلال الفترة الماضية أثناء زيارة الجنود المصابين في مستشفى القوات المسلحة، ولكنها كانت في غيبوبة، أيضا اهتمام المهرجان بمئوية هنرى بركات وكل من رحلوا عنا هذا العام يمثل إضافة كبيرة ومهمة للمهرجان لأننى تشرفت أيضا بالعمل مع بركات من خلال فيلم «عشاق تحت العشرين» في أول تجربة تجمعنى بمحمود عبدالعزيز.
وقالت يسرا: أتمنى من الجميع أن يتكاتف لإنجاح المهرجان، وأن نترك الخلافات ونضعها خلف ظهورنا الآن لأنه بصراحة «مش وقتها»، ونستطيع أن نعبر بهذه الدورة إلى بر الأمان، ووقتها نستطيع أن ننقد ونحاسب لأن ذلك سيساهم في التطوير والبناء، ولكن يجب ألا نهدم قبل أن نبدأ.