3 أسابيع مضت على بداية مهرجان القراءة للجميع، الذى يستمر 10 أسابيع، هى نفسها تقريبا فترة الإجازة الصيفية. يستهدف المهرجان هذا العام توزيع مليون نسخة من عناوين الكتب المختارة، من خلال معارض الكتب المجانية، والمكتبات المفتوحة داخل الحدائق، وإقامة 323 ندوة ومحاضرة علمية، عن مصر والسلام والصراع العربى - الإسرائيلى ودور مصر والتضحيات التى قدمها الشعب المصرى وقت السلام والحرب.
قال وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن مهرجان 2009 لا يختلف عن المهرجانات السابقة وإن عناوين الكتب الجديدة لم يتم اختيارها حتى الآن، على الرغم من أن حركة طباعة الكتب تستمر طوال العام، وأوضح أن ميزانية اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع والتى تشرف عليها 6 وزارات وأجهزة من أجهزة الدولة لم يتم تخفيضها.
ولفت إلى أن المشروع منذ بدايته عام 2002 طبع 50 مليون نسخة كتاب لـ1400 عنوان تقريبا بمعدل 200 عنوان سنويا.
أمير السحار، مدير مكتبة مصر، قال إن مهرجان القراءة للجميع مشروع جيد يساعد فى زيادة أعداد القراء، ويحرك بيع الكتب لدى دور النشر التى تتعاقد معها الهيئة، لكنه لا يعلم كيف تختار الهيئة الدور التى تتعاقد معها لشراء كتبها، مشيرا إلى أن مكتبته لم تتعاون أو تشارك بالمهرجان إلا مرة واحدة العام الماضى.
وتختلف نورهان محمد رشاد مدير النشر المشترك وأدب الطفل بالدار المصرية اللبنانية فيما يقوله السحار وتؤكد أن الدار تشترك سنويا بالمهرجان، مع اختلاف نسبة المشاركة، إذ تعرض قائمة بإصداراتها السنوية وما ترشحه للمشاركة فى المشروع، ثم تتولى اللجنة المختصة بالمهرجان اختيار ما يناسبها وطبعه طبعة شعبية مدعمة للقراء، ولفتت إلى أن هذه الطبعة لا تضر بالطبعة الأصلية لدى الناشرين، بل تلقى الضوء على الطبعة الأصلية، وتزيد من أعداد القارئين، خاصة فى مجتمعنا الذى نعانى فيه من ضعف أعداد القارئين.
محمد محمود حجاج، نائب مدير مكتبة «زهرة الشرق» ـ الحاصلة على جائزة أحسن ناشر بمعرض الشارقة ـ قال إن المهرجان ساهم فى خلق جيل من الشباب المثقف، لكنه هذا العام لم يحظ بالاهتمام الإعلامى الكافى، حتى إنه لأول مرة منذ نشأة المهرجان لم توجه له دعوة بالمشاركة، لافتا إلى أنه لم يسبق له الاشتراك فى المهرجانات السابقة بسبب تخصصه فى نشر الكتب الأكاديمية، وهى نوع من الكتب غير مرغوب فيها فى المهرجان، لكنه طالب باستمرار المهرجان حتى يساعد على تنمية أعداد القراء.
الدكتور يسرى العزب، سكرتير عام جمعية الأدباء العرب، قال إن مشروع مهرجان القراءة للجميع جيد والاستمرار فيه ضرورى لأن الثقافة لم يعد لها مكان الآن، وأن المهرجان يعيد الإنسان إلى الكتاب ويعرف جمهور القراء بالجديد من الكتب كى يصقلوا شخصياتهم ويتعرفوا على الجديد فى الإبداع وشباب المبدعين.
وأضاف أن المهرجان مشروع عظيم لكنه أصيب بالإهمال نتيجة المشكلات الكثيرة التى يواجهها، ومنها أن الكتب المنسوبة إلى الإبداع ليس بها أى إبداع حقيقى، فأى شخص يلجأ إلى الهيئة العامة للكتاب ويتقدم لمشروع القراءة للجميع يتم نشر مؤلفه دون الخضوع لأى قيم ومعايير، الأمر الذى جعل نسبة كبيرة من الكتب المطروحة فى مشروع المليون كتاب ليست ذات قيمة للقارئ ولا تهم الباحث عن معلومة وفائدة حقيقية، كما أن الأعداد المطروحة من الكتب غير كافية، فإن وجد القارئ كتابا يستحق فإنه لا يجد نسخة يشتريها، كما أن الاهتمام بالمهرجان نفسه أقل من كل عام، فالإعلانات نمطية، ولا تشتمل على أى تجديد، ولا يوجد اهتمام بكتب التراث.
ويتفق مع الرأى السابق الشاعر فتحى عبدالله، مدير تحرير إحدى سلاسل الكتب فى هيئة الكتاب، ويقول إن مهرجان هذا العام لم يقدم أى جديد للشباب، لأنه أقل تنظيما من المهرجانات التى سبقته، بسبب الخلاف بين دور النشر الخاصة والهيئة العامة للكتاب، نتيجة خفض الهيئة الأموال التى تدفعها لدور النشر، الأمر الذى أدى إلى انسحاب أغلب دور النشر من مشروع المهرجان، فخرج المهرجان ضعيفا لا يعبر عن الأصوات الجديدة التى تلجأ إلى دور النشر الخاصة لنشر إبداعهم، وكذلك لا يعبر عن الإنتاج الإبداعى المناسب.
وأضاف أن المهرجان الذى ساهم من قبل فى نشر أكبر سلاسل التراث، لم يهتم بالكتب التراثية هذا العام، واهتم فقط بالثقافة العامة، ولفت إلى أن ذلك القصور جاء نتيجة انفصال اللجنة المسؤولة عن الحركة الثقافية فى مصر، لأنهم مجموعة من الموظفين بوزارة الثقافة ويقومون بأعمالهم من وجهة نظر إدارية لا ثقافية.
وأشار إلى أن الإدارة المسؤولة عن المهرجان لم تنجح فى الإعلان والتسويق له، على الرغم من أن خططها التسويقية على الورق مقبولة، لكن التنفيذ لم يؤد الهدف منه، وهو الأمر الذى أثر على التوزيع، فظهرت الكتب بشكل سيئ، زاد من بؤسها الطباعة السيئة لكتب المشروع، وقلة عدد المطبوعات، والتى لا تزيد على ألف نسخة للكتاب الواحد، وكذلك إلغاء الهيئة استطلاعاتها حيث كان يوضع بكل كتاب من كتب الهيئة ورقة استطلاع عن رأى القارئ بالمشروع وما يريد أن يقرأ من كتب، ورغم عدم دقة الاستطلاعات لكنها كانت مؤشرا لنجاح أو فشل المشروع.