على عكس التيار الذي يرسخ الصورة السيئة عن الفتاة البدينة، تسير الفنانة التشكيلية بسنت قاسم، صاحبة مبادرة «حبي جسمك.. أنت جميلة»، والتي تمثل تياراً مضاداً لحملات السخرية من البدينات، لا تهدف أن تحارب هذه النظرة المتدنية فقط، ولكن أيضا تحاول أن تغير مفهوم المجتمع بأكمله عن الجمال.
وقالت بسنت في حديث خاص لـ«إم بي سي»: «أنا وزني زائد قليلا، ولكنه يعجبني، ولا يمثل لي أي أزمة نفسية، بالعكس، أنا أتقبله وأحبه، ولكن ما جعلني أقوم بهذه المبادرة، وأنشئ لها صفحة على فيس بوك، هو ما أراه في الشارع والجامعة والمواصلات، الكثيرون يسخرون من البنات البدينات بطريقة موجعة، لذلك قررت أن أوجه موهبتي في الرسم لإظهار مدى جمال الأنثى البدينة».
رسومات بسنت ليست عبثية، ولكنها تظهر مدى ثقة الفتيات بملابس مثيرة، فهي ترى أن الفتاة البدينة غالبا تخجل من ارتداء هذه النوعية من الملابس أمام نفسها في المرآة، لذلك أحاول أن أظهر جمالها وهي واثقة من نفسها مرتدية تلك الملابس.
ولكن يبدو أن بسنت تحارب على أكثر من جبهة، خاصة أطباء التخسيس والداعين إلى القضاء على البدانة، والذين ينتقدون عادة مبادرتها، ولكنها تقول إنها لا تشجع على البدانة، وإنما تساعد من لا تستطيع التخلص من بدانتها، حتى لا تتدهور حالتها أكثر بسبب الساخرين.
وأضافت: «كثيرون هاجموني وانتقدوني، وليس الأطباء فقط، ولكنهم تقبلوا كلامي واقتنعوا به في النهاية، لأن دعوتي ليست للتكاسل بالطبع أو الاستسلام، ولكنها لمساندة من يعجزن عن الوصول إلى الجسد المثالي، والجمال بالتأكيد ليس بالجسد فقط، كما يعتقد الرجال، هم يفهمون الأمور بشكل خاطئ».
وتابعت: «دعوتي ستسير على أكثر من مرحلة، البداية ستكون دعوة للرضا بالشكل والجسد، كما هو، وبعد ذلك سنرسم المواقف حتى يحس الناس بالمشكلة الذين يتسببون فيها للبدينات بالسخرية منهن، ثم نحاول بعد ذلك تنظيم فعاليات رياضية للتشجيع على التخلص من الوزن الزائد، والاستعانة بالإرشادات الطبية، فمن الطبيعي أن الجميع يتمنى الحصول على هذا الجسد المثالي».
وعلى الرغم من ذلك، أكدت بسنت أن الجمال الداخلي هو ما سيدوم، وقالت: «الجسد سيأتي عليه يوم ويحدث له شيء، حتى لو حافظت عليه، لابد أن يأتي يوم ويتعب ويشيخ، ولا أحد يستطيع أن يحافظ على جسده بالشكل المطلوب طوال حياته، وما سيبقى هو الجمال الداخلي، وإذا كان مطلوبا أن تحسن شكل جسدك، فيستحسن أن تحسنه من أجلك أنت، وليس من أجل أحد».
