بين المدح والذم والتأييد والعداء، وبالدرجة نفسها من الحماس والقوة، تكونت آراء ومواقف رئيس نادي الزمالك الحالي تجاه السلطة ورجالها. وتمامًا كمن يركب «مرجيحة»، يميل الرجل بسهولة بآرائه السياسية في اتجاهين متناقضين، حتى ولو كانت هذه الآراء حول الشىء نفسه، فهو من يمدح الرئيسين مبارك ومرسي، ثم يهاجم «المتنحي» و«المعزول» بمنتهى البساطة.
سياسيًا، هو الرجل الذي وصف مبارك بالبطل ورفض «سبّه»، كما رأى في نجله جمال الأصلح لرئاسة مصر من بعده وذلك قبل 2010، وهو نفسه من اتهم مبارك بـ«التزوير» وجمال بـ«تخريب مصر»، وذلك بعد ثورة 25 يناير، التي أعلن مشاركته فيها من أول أيامها، وهو ما لم يمنعه بعد 30 يونيو من وصفها بـ«الكُخ».
الآراء المتناقضة فيما يخص الرؤساء طالت أغلب من حكموا مصر، فهو من أعرب عن حزنه «لأننا شعب قهر رئيسًا، وقتل آخر»، في إشارة لعبدالناصر والسادات، إلا أنه اعتبر قرارات الأخير هي سبب اغتياله، وهذا مجرد رأي واحد في سلسلة آراء أطلقها المستشار بحق رجال السلطة على اختلافهم.
مبارك «بطل وطني، ومزور»
كان رئيس الزمالك في منتصف التسعينيات يرى في الرئيس حسني مبارك رمزًا للوطنية، وهو ما أكده خلال لقاء له مع مفيد فوزي في حديث المدينة، في أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق في أديس أبابا، بقوله «حسني مبارك، وهو يمكن ميعرفش ده، إن له رصيدًا كبيرًا جدًا عند شعب مصر، وده مظهرش غير لما حسوا إنه في خطر، لأن ده معناه إن مصر في خطر، فهو رمز لمصر كلها، واللي فجر ينبوع الحب ده رصيد حسني مبارك عند الناس، والناس خرجت بتقول لحسني مبارك ده لأنه عمل ديمقراطية وصحف معارضة».
وفي أواخر حكم مبارك، زكّى نجل الرئيس الأسبق جمال ليستمر النظام نفسه، ويخلف الابن أباه على كرسي الرئاسة، حيث اختاره من بين 6 شخصيات عرضها عليه الإعلامي عمرو الليثي في برنامج «واحد من الناس» عام 2009، وقال حول إمكانية ترشحه للرئاسة «أنا مش من حقي أرشح نفسي للرئاسة، لأن مؤهلي وشخصيتي لا تحتمل إني أكون رئيس جمهورية، ومن بين كل الخبرات والشخصيات أختار جمال مبارك».
ظل رئيس الزمالك عام 2011، في أيام الثورة، على ولائه للرئيس الأسبق، وقال في حوار مع الإعلاميين سيد على وهناء سمري، على قناة المحور، «اللي يحب مصر، لازم يعرف إن حسني مبارك راجل حمى سماء مصر. كان عندنا ملك سميناه ورئيس قهرناه، عبدالناصر، ورئيس قتلناه، ورئيس بنهينه، ده مش شعب مصر، قول غير الدستور لكن متقولش ارحل».
وأضاف «مبارك في فترة رئاسته، كان من الممكن نتورط في حرب العراق، أو مشكلات السودان أو ليبيا، حمى شباب مصر، وحسني مبارك قاطع أمريكا 5 سنين بسبب القواعد العسكرية، مفيش بلد بتشتم رئيسها، أنا شفت حسني مبارك وهو بيقع سنة 2000 في مجلس الشعب وسافر ألمانيا، أسهل حاجة كان يقول شكرًا يا شعب، لكن المصانع والمدارس والمستشفيات، والبنية التحتية دي كلها، ده راجل بيصحى من 6 الصبح».
وأكد أنه لا يدافع عن الرئيس مبارك لغرض شخصي، بقوله «أنا اتحبست 3 مرات في عهد مبارك، لكن بدافع عن شرعية ودستور، وعن راجل وطني».
لكنه عاد بعد الثورة، تحديدًا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال عنه للإعلامي أحمد موسى «هو حسني مبارك إيه اللي دمر نظامه؟ انتخابات 2010 لما زوروها من الجلدة للجلدة».
مرسي «قائد السفينة، أو مبارك بدقن»
وفي وقت حكم مرسي، أعرب عن رفضه لأوامر الضبط والإحضار التي صدرت في عهده بحق نشطاء سياسيين، وهاجم مرسي بسببها، قائلاً «أنا ضد أوامر الضبط والإحضار اللي طلعت لبعض النشطاء السياسيين، عايز تحل المشكلة مش هتحلها بالضبط والإحضار يا دكتور مرسي ولا بالعنف»، وخاطبه بالقول «أنا دايمًا بقول يا دكتور مرسي أنت قائد المركب، عايزين نكمل 4 سنين، مفيش رئيس جمهورية يجي 6 شهور».
ورفض في الوقت نفسه، انتقادات الإعلاميين وعلى رأسهم باسم يوسف لمرسي، ووقف حينها في صف القنوات الإسلامية التي كانت تدافع عن الرئيس المعزول، وقال في اتصال هاتفي مع الشيخ خالد عبدالله، «باسم يوسف بيهين الدكتور محمد مرسي، وإحنا مجتمع إسلامي وفيه مسيحيين بيحافظوا على دينهم، البلد دي محترمة».
وعلى الرغم من موقفه السابق، سرعان ما شبه الرئيس المعزول محمد مرسي، خلال فترة تصاعد الغضب الشعبي ضده مطلع 2013، بسلفه مبارك، بقوله ردًا على سؤال من المذيع أحمد موسى، في حوار أجراه معه بقناة «التحرير»، «مفيش فرق بين الاتنين، الفرق الدقن، مرسي بدقن ومبارك لأ. الاتنين لامؤاخذة زي بعض، وحسني مبارك لو كان قعد 15 يوم في البيت وربى دقنه كان بقى السيد الرئيس محمد حسني مرسي مبارك».
«إيه اللي قلب السادات؟»
انتقاد رئيس الزمالك للرؤساء السابقين لم يقتصر على مبارك، فعلى الرغم من انتقاده لتصرفات البعض خلال ثورة 25 يناير بقوله «كان عندنا ملك سميناه ورئيس قهرناه، عبدالناصر، ورئيس قتلناه، السادات»، إلا أنه حمّل السادات جزءًا من مسؤولية اغتياله على يد الجماعات المتطرفة، بقوله للإعلامي أحمد موسى، في اللقاء السابق نفسه، «هو إيه اللي قلب أنور السادات؟ إيه اللي خلّص عليه؟ قرارات سبتمبر. إحنا كنا قاعدين بما يرضي الله وفجأة طلع قرار باعتقال كل الرموز الوطنية، وفي النهاية السادات مكملش شهر، ودي كانت القشة اللي قصمت ظهر البعير».
«المجلس العسكري حصّن نفسه»
انتقادات رئيس الزمالك طالت رجال المجلس العسكري، الحاكم لمصر بعد 25 يناير، فقال في حوار مع الإعلامي معتز الدمرداش، عقب ثورة 30 يونيو «المجلس العسكري، أو القيادة اللي كانت بتحكم هما اتنين أو تلاتة كانت عينهم على نفسهم، والدليل إنهم حصنوا نفسهم في الإعلان الدستوري 17 يونيو، اللي لغاه مرسي، وقتها محدش من الإخوان نطق، لأنهم كانوا بيتمسكنوا لما يتمكنوا، واتمسكنوا عند ممدوح شاهين وسامي عنان والمشير طنطاوي، وفي 12 أغسطس قالوا شكرًا بالسلامة».
السيسي «الناصري»
وفي اللقاء نفسه، أشاد بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وقال عنه «السيسي ناصري قومي بيعشق جمال عبدالناصر، وعارف يعني إيه العزة والكرامة المصرية، ده الفريق السيسي اللي قالوا عليه إخوان مسلمين».
إشادة رئيس الزمالك بالسيسي، لم تمنعه في لقاء آخر من إعلانه تحديه للترشح على منصب الرئيس، حيث أكد خلال لقاء أجراه معه الإعلامي عمرو أديب، قدرته على هزيمة السيسي في الانتخابات بقوله «كل صوت نزل في استفتاء الدستور نازل للراجل اللي اسمه السيسي، وهو هياخد أصوات العشرين مليون وأنا هاخد أصوات 30 مليون».
«متظاهر في ثورة خربت البلد»
في سياق هجوم رئيس الزمالك على نظام الرئيس الأسبق ونجله جمال، بعد ثورة 25 يناير، قوله في مناسبات عدة، «أنا من ترافع لحل الحزب الوطني الفاسد، ويوم حرق الحزب الوطني كنت موجود في ميدان التحرير وقلت يا جمال أنت وأمك خربتوا مصر، وهذا الحزب كان لازم يتحرق من زمان، لأنه رمز للفساد. أنا من يوم 25 يناير وأنا في ميدان التحرير أنا وابني».
وعلي الرغم من تأكيده لمشاركته في ثورة 25 يناير، إلا أن رئيس الزمالك عاد في أعقاب ثورة 30 يونيو، ليهاجم الأولى، ويصفها في حوار مع الإعلامي عمرو أديب بأنها «كُخ من الأول، وهي اللي خربت البلد».
«data-mce-href=»