أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن اجتماعه مع نظيره القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس، السبت، جاء لتعزيز العلاقات التاريخية.
وفيما يلي نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك:
«بسم الله الرحمن الرحيم.. يطيب لي في البداية أن أرحب بالسيد رئيس جمهورية قبرص والسيد رئيس وزراء اليونان، اللذين اجتمعت معهما اليوم سعيًا لتعزيز العلاقات التاريخية والفريدة بين حضارتين أنارتا بالأمس طريق العلم والتسامح والتعايش المشترك للإنسانية، وتتصديان اليوم لحملة شرسة تتخذ من التطرف والإرهاب عنوانًا لها.
فقد استضافت مصر اليوم أول قمة ثلاثية تجمع بين قادة كل من مصر واليونان وقبرص، تدشينًا لمرحلة جديدة من التعاون الثلاثي كان قد بدأ منذ أكثر من عام، وتعزيزًا لهذا التعاون المتنوع البنّاء مع دولتين من أكثر الدول دعمًا لجهود مصر الموجّهة نحو استكمال خارطة المستقبل، وفهمًا لحقيقة ما تمر به من ظرف استثنائي، وتعاونًا في مجالي الاستثمار والتجارة.
وشهدت المشاورات بيننا تقاربًا بل تطابقًا في وجهات النظر إزاء كل الموضوعات التي تم تناولها، وهو ما يعود إلى التنسيق الدائم بين الدول الثلاث واللقاءات الرسمية التي يتم عقدها على كل المستويات لتبادل وجهات النظر، وقد بدا جليًا أثناء المشاورات أن الدول الثلاث عازمة على تعزيز العلاقات فيما بينها في كل المجالات، انطلاقًا من وجود قاعدة عريضة من المصالح المشتركة التي تهدف في النهاية إلى تحقيق الاستفادة القصوى من جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يمثل نموذجًا إقليميًا لعلاقات التعاون وحسن الجوار والعمل على تفعيل الاستفادة الكاملة من الاتفاقات الموقعة مع الدولتين الصديقتين في كل المجالات، هو ما ينبع من احترامنًا لقواعد القانون الدولي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، خاصة سيادة الدول وعدم انتهاك حدودها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتم أيضًا خلال المشاورات تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية وجهود السلام وتطورات الأوضاع في كل من سوريا والعراق وجهود مكافحة الجماعات الإرهابية والقوى الداعمة لها، وسبل تعزيز هذه الجهود، فضلًا عن الوضع في ليبيا وكيفية دعم شرعية المؤسسات المنتخبة، كما تم استعراض الجهود التي تقوم بها كل من اليونان وقبرص لدعم وتكثيف التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس رؤيتنا السياسية العميقة وبُعد نظرهما وإدراكهما الكامل للواقع المصري.
كما اتفقنا على استمرار تكثيف الاتصالات والتنسيق في جميع المحافل الإقليمية والدولية، لحماية مصالحنا المشتركة وتعزيز الاستفادة من تنوع عضويتنا في مختلف التجمعات، كما أكدنا عزمنا على مواجهة خطر الإرهاب والتطرف بمنتهى الحزم، من خلال تكثيف التعاون بيننا في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الأمني، بهدف دحر هذه المجموعات وكشف داعميها.
إن مصر تولي أهمية كبيرة لإطار التعاون الثلاثي بوصفه خطوة جديدة على طريق ترسيخ التعاون العميق، الذي عقدت دولنا العزم على إعطائه دفعة جديدة، وهو تعاون يحمي مصالحها ويدعم الاستقرار في الشرق المتوسط ويهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار والرفاهية لشعوبنا، وستستمر مصر في المضي قدمًا بالدفع نحو تعزيز العلاقات سواء على المستوى الثنائي أو الثلاثي مع دولتي قبرص واليونان الصديقتين في كل المجالات».