يتخوف المزارع الفلسطيني جبر أبورجيلة، 53 عام، من تأهيل أرضه الزراعية التي لا تبعد سوى أمتار عن الشريط الحدودي بين قطاع غزة واسرائيل، لوجود ما أسماها أجسام الموت، والتي خلفها جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه منها، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وبحذر بالغ، يتحرك المزارع أبورجيلة في جزء من أرضه الزراعية، الذي تمكنت وحدة هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، من فحصه وإتلاف الألغام التي كانت فيه، وكله أمل بأن ينتهي كابوس الأجسام الغريبة التي خلفها الجيش الإسرائيلي فيما تبقى من أرضه ليعود ويزرعها بالكامل.
في ذلك الجزء الصغير من أرضه، الذي نفد من أجسام الموت، يقطف أبورجيلة ثمار الفجل بيديه التي امتلأت بالتجاعيد، ويقول: إن «استصلاح وتأهيل أراض للموسم الشتوي الحالي، من الممكن أن أدفع حياتي ثمناً له؛ بسبب مخلفات الإحتلال الإسرائيلي الذي تركها قبل انسحابه من المناطق التي توغل فيها خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة».
ويضيف، «لا نعرف أين دفن الاحتلال مخلفاته من قنابل، وألغام، وقذائف غير المتفجرة. جميع المزارعين جمعوا من أراضيهم الكثير من القذائف والألغام والقنابل، وتم إتلافها، ولكن تبقى منها ما هو تحت التراب، ولا يمكننا التخلص منه بسهولة».
