عندما قامت ثورة 23 يوليو غيرت الكثير من نسيج المجتمع منها ما جاء بالسلب ومنها ما جاء بالإيجاب. ولكن ما نحن بصدده الآن هو أن الثورة شوهت ومحت الكثير من آثار العهد الملكى، وأول ما شوهت شوهت ديوان الشعراء أحمد شوقى فقامت بحذف 603 أبيات من قصائد الديوان الأصلى، وقامت بعمل طبعة جديدة خالية من هذه الأبيات، وذلك بحجة أنها تمدح فى أسرة محمد على والملك، ولكن للأسف ليست كلها تمدح فى العصر الذى سموه بالبائد، وإنما كلها تمدح وتمجد الحريات والرأى خاصة حرية الصحافة والدستور، مما اعتبر هذه القصائد والأبيات تغرد خارج السرب، وإن كان تنبه لذلك المرحوم الدكتور/ محمد صبرى السربونى فقام بجمع بعض منها فى ديوان سماه الشوقيات المجهولة، ولكن للأسف لم تطبع هذه الأبيات فى الديوان الأصلى بل ظل مشوهاً إلى أن قيد الله لهذا الديوان رجلاً أديباً وطبيباً يعشق الشعر وشوقى، وهو الطبيب- مصطفى الرفاعى، أستاذ طب المسالك البولية بجامعة الإسكندرية فاستقصى الطبعات المختلفة من الشوقيات فى سنوات 1943، 1950، 1954، 1956، 1970.
واستطاع أن يحصر ما تشوه من الديوان ومن الحذف وخرج بجمع كل هذا وطبع ديواناً جديداً سماه (الشوقيات الصحيحة) وأضاف إليها المحذوف والمجهول من شعر شوقى.. يقول المؤلف: أين المعنيون بالأمر فى ذلك الزمان، أين وزارة الثقافة والتعليم وأين المجمع اللغوى؟ وأين وأين... إلخ؟ ولهذا نقول إن من الواجب هنا على كل مثقف معنى بالأمر أن يكتب عن تشويه ديوان شوقى لنجد من هو المتهم الحقيقى فى تشويه الديوان، والواجب علينا أن نتوجه بالشكر للدكتور مصطفى الرفاعى الذى بذل جهداً فائقاً فى استرداد الديوان الى أصله، مع الاعتذار لأدباء ذلك الزمان الذين لم ينتبهوا أو سكتوا عن هذه الجريمة!.
صابر محمد عبدالواحد
عضو اتحاد الكتاب
الأفريقيين والآسيويين