x

نجاد البرعي آسفين يا «ديفيد كاميرون» نجاد البرعي الخميس 06-11-2014 21:03


محمد سلماوى ليس كاتبا مسرحيا ولا هو فقط متحدثا باسم لجنة الدستور ورئيسا لاتحاد الكتاب. سلماوى لمن لا يعرف كان عضوا فى مجلس أمناء «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» فى ثمانينيات القرن المنصرم. فى مقال الاثنين الماضى اختار أن يتكلم عن «حقوق الإنسان». ختم الرجل مقالته بكلمه زعم أنها لديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا «حين يتعلق الأمر بالأمن القومى فلا يحدثنى أحد عن حقوق الإنسان». أى دارس للأوضاع فى العالم الحر عموما يدرك أنه لو قال أى رئيس وزراء ذلك فإن أقل ما يحصل عليه هو الطرد من منصبه.

هناك حيث للإنسان قيمة تعتبر «حقوق الإنسان» أمرا لا يمكن المساومة عليه أو التفريط فيه مهما كانت الظروف. هناك يعرفون أن الدفاع عن «حقوق الإنسان» هو دفاع عن الأمن القومى وحاجز ضد الفوضى وعدم الاستقرار. هناك يدركون أنه لا يمكن أن يعتبر المدافعون عن حقوق الإنسان «خونه وعملاء»، بينما من يشجعون على انتهاكها «وطنيون». كان يستطيع الأستاذ سلماوى أن يسأل السفارة الإنجليزية فى القاهرة، لم يفعل، أنا فعلت. طلبت من سفاره بريطانيا أن ترسل لى النص الكامل لكلمة ديفيد كاميرون، أرسلوا النص الأصلى مع ترجمه بالعربية. لم يرد على لسان «كاميرون» أبدا تلك العبارة ولا قريب منها. قالوا إنهم سبق أن نفوا رسميا أن «ديفيد كاميرون» قال «إن تعرض الأمن القومى للخطر فلا يحدثنى أحد عن حقوق الإنسان»، أرسلوا النفى إلى كل وسائل الإعلام، لم ينشره أحد، وظلت تلك العبارة يجرى تداولها. أحتفظ بالنص المرسل منهم لمن يريده. فى ظنى أن سلماوى نفسه قد وقع ضحية خداع إعلامى كاسح تشجعه أجهزة معينة. آخرون يرددون العبارة عمدا وهم يعرفون أن الرجل لم يقل تلك العبارة الشائنة. المعركة الآن فى مصر هى إقناع الرأى العام بأن احترام حقوق الإنسان لم يجلب له إلا عدم الاستقرار والفوضى. يجب أن يوافق «الناس» على أن بعض «الناس» لا يُساس إلا «بالعصا»، وأن عليهم أن يشعروا بالامتنان تجاه «منتهكى حقوق الإنسان»، الذين يفعلون ما يفعلون من أجل حماية «الأمن القومى».

يشكل «ديفيد كاميرون» مثالا مغريا لاستخدامه، رئيس وزراء أعرق دولة ديمقراطية، على استعداد للتضحية بحقوق الإنسان من أجل الأمن القومى!. انتهاك حقوق الإنسان واحتكار السلطة وتجاهل الدستور هو الذى يشكل أكبر خطر على الأمن القومى. إعلان سبع منظمات حقوقية كبرى أنها لم تشارك فى الاستعراض الدورى لملف مصر الحقوقى فى جنيف لأنها «تلقت تهديدات»، هو ما قد يؤدى بمصر إلى أن تصبح «زى سوريا والعراق». إحنا آسفين يا «ديفيد كاميرون».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية