الموت «8»
■ عرف الإنسان منذ خلق أبونا آدم أن هناك موتاً وبعثاً، وأنه سيحاسَب يوم القيامة، فإما إلى الجنة أو إلى النار!.. كان دفن الموتى مع بداية الخلق بحفر لَحْدٍ فى الأرض يوضع فيه الجثمان ثم يُهال عليه التراب، وقد شاهدت ذلك مطبقاً فى السعودية، ولاحظت أنهم لا يضعون شواهد على القبور!!
■ رغم أن معظم أرض مصر صحارى إلا أن أهلها لا يلحدون، فهم حريصون على أن تكون مدافن عائلتهم بجوارهم، وعليها ما يشير لاسم الميت أو عائلته، وهى عادة من غرفتين؛ واحدة للرجال وأخرى للنساء.. بعض العائلات اعتنت بالمدافن فأصبحت ما يلقب بـ«حوش» له سور وغرفة كاستراحة للزائرين، وأصبحت المدافن تجمعات طبقاً للديانة.. أما الشهداء من المدنيين والجنود المجهولين فيتم تجميعهم فى عدة قبور معاً بغض النظر عن دياناتهم!!
■ بعض علية القوم عندنا يصرفون ببذخ على إنشاء المقابر!!.. لقد عملت فى الثمانينيات بإحدى كبريات الشركات الخاصة بمصر، وكان من زملائى اللواء أ. ح محيى الدين بيومى، رئيس التحريات العسكرية الأسبق، وكان عديله رجل الأعمال والسياحة عبدالعزيز النجار، الذى تزوج بالسيدة نبيلة فؤاد حسن، وسَمَّى فندقاً بشارع جامعة الدول العربية باسمها (فندق النبيلة)!.. أحبها حباً جماً، وكانت امرأة خيرة للغاية، وأصيبت بالسرطان رغم صغر سنها، وسافرت للخارج لعل وعسى ولا فائدة! ففارقت الحياة، وانفطر قلب الرجل، فاشترى منزلاً بمنطقة مسجد السيدة عائشة يطل على المقابر، وبنى مكانه ضريحاً لزوجته.. ضريحاً شديد الفخامة استخدم فيه الرخام المميز، وأحجار المرمر والأبنوس الفرنسى.. السور الخارجى نحاس مطلى بالذهب.. فرشت الأرض بالسجاد الإيرانى، وامتلأ المكان بالنباتات النادرة!.. ظل الرجل يتردد على الضريح بصفة مستمرة حتى مات فى 2004 ودفن بجوار زوجته.. وأتساءل هل تغير فخامة المدفن من حساب الميت شيئاً؟.. للحديث بقية.