قال ماثيو داس رئيس مؤسسة الشرق الأوسط في واشنطن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انضم إلى صفوف خصوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مزاحما في ذلك كلا من الجمهوريين في الكونجرس، وكذلك إيران وروسيا.
ورصد الكاتب، في مقال نشرته مجلة (ذا ويك) الأمريكية، كيف ناوأ نتنياهو مبادرة أوباما الخاصة بعملية السلام في الشرق الأوسط منذ الإعلان عنها لما تطالب به إسرائيل من الالتزام بتعهداتها بشأن تجميد نشاطها الاستيطاني.. وكيف احتشد داعمو نتنياهو في أمريكا لإحباط أجندة أوباما، لا سيما فيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية وكذلك الاتفاق النووي الإيراني.
ونوّه ماثيو داس عن أن عناد نتنياهو يرجع في جزء منه إلى بعض الضغوط السياسية المحيطة به؛ فهو يرأس ائتلافا حاكما يضم أحزابا تعارض صراحة قيام دولة فلسطينية.
ورأى أن البيانات المصرح بها مؤخرا من جانب نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته تشير إلى أن موافقته الحذرة عام 2009 على حل الدولتين لم تكن جادة تماما... وأعاد الكاتب إلى الأذهان تصريحا أطلقه نتنياهو أثناء الأيام الأولى من حرب غزة الأخيرة عندما قال «لن نقبل تحت أي وضع بموجب أي اتفاقية، التخلي عن السيطرة الأمنية على المنطقة غرب نهر الأردن».. وهو تصريح اعتبره المحللون نسفا لفكرة قبول نتياهو لإقامة دولة فلسطينية.
وقال ماثيو داس إن معنى ذلك بالنسبة لإدارة أوباما أن حكومة إسرائيل الراهنة ليست شريكا في عملية السلام، وهو ما يستدعي من الإدارة الأمريكية عدم مواصلة جهودها الحثيثة في توفير غطاء دبلوماسي لإسرائيل في مختلف المحافل الدولية، لا سيما في ظل تبني الفلسطينيين استراتيجية جديدة للضغط على إسرائيل في منظمات دولية كالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
وأضاف أن أمريكا كانت في الماضي تعمل جادة لإحباط المساعي الفلسطينية بحجة أنها تقوض الجهود الرامية لحل الدولتين.. ولكن في ظل إصرار حكومة نتنياهو على سياساتها وتجاهلها لجهود أمريكا، لم تعد الحجة الأمريكية القديمة قابلة للاستدامة.
واختتم ماثيو داس بالقول إنه في ظل زيادة عدد الأزمات الإقليمية التي تتطلب اهتمام إدارة أوباما وتستنفد طاقاتها، قد لا ترغب هذه الإدارة في مواصلة تبديد طاقاتها الدبلوماسية في توفير حماية لإسرائيل من تبعات اختيارات حكومتها السيئة.