يتعرض عدد من لاعبى كرة القدم المصرية، لـ«الخيانة المشروعة»، من جانب المستطيل الأخضر، عندما يدور بهم الزمن، ويتحولون من «نجوم ساطعة»، تتهافت عليهم وسائل الإعلام، وتلقى الأندية تحت أقدامهم جميع المغريات، لإقناعهم بالانضمام إليها، إلى لاعبين يعيشون في «كهوف التجاهل»، لا يلتفت إليهم أحد.
ومن اللاعبين الذين تعرضوا لهذه «الخيانة المشروعة»، مصطفي جعفر، المهاجم المخضرم، الذى قادته هذه «الخيانة»، من اللعب في نادي الزمالك، أحد أقطاب الكرة المصرية، إلى اللعب في «المريخ» البورسعيدي.
ورغم افتقاد « البريق» وتخافت الأضواء من حوله، فإنه تحدي الإحباط، ونجح في أن يستعيد مستواه مع «المريخ»، أملاً في العودة للدوري الممتاز، واسترداد «كرامته الكروية».
اخترقت «المصري اليوم» المجال الجوى لأفكار وأحلام «جعفر»، من خلال هذا الحوار.
■ ما أفضل المواسم التي شهدت تفوقك الكروى؟
- أري أن موسم 2004/20005 مع بلدية المحلة، هو الأفضل على مدار تاريخى، وكنت فيه ثانى هدافي الدوري برصيد «15» هدفا، بعد محمد أبوتريكة الذى أحرز «17» هدفا، وهو الأمر الذى دفع مسؤولى الزمالك لضمى.
■ ما سيناريو «الاضطهاد» الذى تعرضت له.. ودفعك للرحيل من الزمالك؟
- شعرت بظلم واقع علىّ، ووصلت الأمور لإحساسى بالاضطهاد، لدرجة خصم قرابة «450» ألف جنيه من مستحقاتي، في الوقت الذى لم أحصل فيه على أى أموال فقررت الرحيل في صمت؛ حفاظا على تاريخى، وعلى علاقتي بجماهير القلعة البيضاء، رغم أننى كنت أغلى لاعب مصري أنضم للزمالك وقتها مقابل «1.5» مليون جنيه، وسددت بعض المبالغ المالية للزمالك للحصول على حريتي، خاصة أننى تعرضت للاضطهاد من جانب عدد من لاعبى الزمالك، الذين كانوا يعزفون عن التعاون معى داخل المستطيل الأخضر، وبصراحة سيناريو «الخيانة المشروعة» من الانتقال لناد كبير إلى أندية القسم الثانى، يتعرض له عدد كبير من اللاعبين، خاصة أن «الكرة ليس لها أمان».
■ كيف تكيفت مع هذا التحول من اللعب للزمالك إلى «المريخ»؟
- أنا بورسعيدي وأعشق تراب هذه المدينة، ثم إن علاقتي بـ«أحمد جوهر»، رئيس نادي المريخ، علاقة صداقة وطيدة، منذ أن لعبنا سوياً بصفوف هذا النادي، ولم تنقطع صداقتنا طوال السنوات الماضية، فقد لعب «جوهر» بجواري في المريخ في عهد المدير الفنى للفريق جمال عبدالحميد.
■ ما الفرق بين الدوري الممتاز والقسم الثانى؟
- الفرق شاسع من حيث جودة الملاعب، والتكثيف الأمنى، والتسليط الإعلامى، فالملاعب حدث ولا حرج والاستقرار غير متوافر، والتسليط الإعلامى يكاد يكون منعدماً مقارنة بالدوري الممتاز، وبصراحة الفرق بين الدوري الممتاز والقسم الثانى، كالفرق بين «مول العرب» و«المقهى البلدي».
■ ألم تخش الانضمام لنادٍ بور سعيدي في ظل حالة التربص بالأندية البورسعيدية، عقب «المجزرة الشهيرة»؟
- بصراحة كنت مرعوباً جداً من هذه المغامرة، ولكن مع توالى المباريات الودية، ثم انطلاق الموسم شعرت بالأمان، وأعتقد أن خيوط المؤامرة وراء مجزرة بورسعيد بدأت تتضح معالمها، وهذا تسبب في تقليل حجم الاحتقان ضد أندية بورسعيد، خاصة أن الهدف منها كان إحداث فتنة بين الشعب المصري، ولكن إرادة الله شاءت أن تظهر الحقيقة أمام الجميع.
■ هل توقف نبض طموحك الكروى بالبقاء في «المريخ»؟
- لن أخفي عليك سراً، أتمنى العودة للدوري الممتاز، والانتقال لفريق وادي دجلة الذى يسير بخطى ثابتة تحت قيادة المهندس ماجد سامى، وهو عقلية متميزة في المجال الرياضى، والعودة لمنتخب مصر.
■ أصبحت لاعباً «ثلاثينياً» فهل عامل السن سيعوق عودتك للدوري الممتاز؟
- لن يعوقنى عامل السن، فما زلت قادراً على العطاء، بدليل أننى هداف القسم الثانى حتي الآن رغم كل الصعوبات، وتعرضى لـ«العنف المضاد» من المدافعين للحد من خطورتي بطرق مشروعة وغير مشروعة، وطموحاتي لا تتوقف عند حد معين ما دمت أملك مفردات إحراز الأهداف، وأتمنى تحقيق حلم الصعود مع «المريخ»، لإعادة البسمة لجماهير بورسعيد، التي تعانى من «إحباط مزمن» منذ أحداث مجزرة بورسعيد، وتعويض الفشل في تحقيق هذا الحلم مع نادي السكة الحديد، عندما كنت لاعباً في صفوفه.