x

نظرية أعواد الثقاب

الثلاثاء 04-11-2014 23:11 | كتب: اخبار |
خدمة شكاوى المواطنين خدمة شكاوى المواطنين تصوير : بوابة الاخبار

فى عام 1826، كان الصيدلى جون واكر يجرى إحدى التجارب فى المعمل عندما خلط نسبة من كلوريد البوتاسيوم وكبريتيد الأنتيمون وقام بتقليبهما باستخدام عود من الخشب، وبعد فترة قليلة التصق الخليط بالعود الخشبى المستخدم فى التقليب، وحاول واكر أن يفصل الخليط عن العود بحكه فى حجر صخرى فوجد أن هناك شرارات تصدر نتيجة الاحتكاك فخرج للدنيا باختراع جديد اسمه «أعواد الثقاب»، لكن إذا كان اختراع الثقاب قد تم بالصدفة.. فإن من استخدموه فيما بعد لم يكن من قبيل الصدفة، بل بوعى وإدراك تام !!.. لقد أشعل بعضنا خلال حياته الآلاف من تلك الأعواد، وقبل اختراع القداحات «الولاعات».. خاصة من يدخنون السجاير، علما بأن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بأن التدخين حرام شرعاً، وقد غزت الصين بلادنا بأشكال غريبة وعجيبة من تلك القداحات ذات الأحجام والألوان المختلفة!!.. بعود ثقاب واحد يمكنك أن تحرق منزلاً أو شركة أو مصنعاً بل وطناً بأكمله، عمليا الحرق يحدث بسبب النار التى يولدها الثقاب، لكن فى الواقع أن البغض والحقد والكراهية والعنف الذى يحمله من يشعل عود الثقاب هو ما يسبب الحريق الأكبر والأشمل!!

إن أسوأ ما قد يحدث فى أى وطن أن تجد بعضاً ممن يصفون أنفسهم بالنخبة، وقد أصابهم الخرس على ما يحدث من حرق أو تخريب لمقدرات الأوطان، وصمتهم حفاظاً على شعبية صنعتها الصدفة أو الظروف لن يمنع النيران أن تلتهمهم لاحقاً، خلال الحرب العالمية الثانية عندما تعين على الحلفاء قتال اليابانيين فى مناطق تتميز بالأمطار الموسمية الشديدة، اقتضت الضرورة صناعة عود ثقاب مقاوم للماء. وفى عام 1943م، تمكّن ريموند دى كادى من اختراع تركيبة كيميائية تحمى عود الثقاب الخشبى إلى حد أنه أمكن إشعاله بعد بقائه 8 ساعات تحت الماء، فعود الثقاب هذا يطلى بمادة مقاومة للماء والحرارة، ولكن هذه المادة لا تمنع توليد احتكاك كافٍ لإشعال الثقاب، لكن الثقاب الذى يحرق وإن طالت مدة بقائه مشتعلاً.. فلابد له من نهاية.. يموت بعدها منطفئة ناره!!

أحمد مصطفى الغـر

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية