دعا الدكتور أحمد زويل الإدارة الأمريكية لعدم وقف مساعداتها لمصر، قائلاً، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع حشد أغلب المصريين وراءه، كما أنه اتخذ خطوات جادة نحو إصلاح الاقتصاد المتعثر، ومنح البلاد أملاً من خلال البدء في مشاريع وطنية كبرى، وشدد العالم المصري على ضرورة تغذية الولايات المتحدة لهذا الأمل وليس قطع المساعدات.
وقال زويل، في مقال بصحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، البريطانية، الثلاثاء، إنه بعد لقائه بالرئيس، مؤخراً، وحديثه مع قطاع واسع من المصريين، استطاع فهم سبب دعم أغلبية الشعب المصري للرئيس الجديد، مضيفاً «قطع المساعدات الخارجية عن مصر، في هذه المرحلة، من شأنه أن يضر بالعلاقات المصرية-الأمريكية، كما أنه سيكون له عواقب خطيرة على الشرق الأوسط».
وأوضح زويل أن «التاريخ يكشف عن هذا الخطر، ففى عام 1955، في أعقاب ثورة يوليو 1952، وافقت واشنطن على تمويل بناء السد العالي، في أسوان، ولكنها تراجعت بعد أشهر قليلة، والنتيجة كانت تحويل مصر بوصلتها السياسية إلى الاتحاد السوفيتي لملء الفراغ، وهو ما استمر إلى عام 1973 عندما أتى الرئيس السادات للسلطة، ومنذ ذلك الحين باتت العلاقات المصرية-الأمريكية في غاية الأهمية للبلدين».
وتابع: «تحتاج الولايات المتحدة الآن إلى شراكة مصر أكثر من أي وقت مضى، فبجانب معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب، كانت واشنطن وستظل في حاجة إلى تعاون مصر في الحرب على الإرهاب، ويجب على الولايات المتحدة أن تدرك أنها لم تعد المزود الرئيسي للمساعدات الخارجية للبلاد، حيث باتت دول الخليج تقدم لها أكثر من 10 أضعاف ما تقدمه واشنطن».
ومضى يقول: «عندما تم انتخاب محمد مرسي رئيسًا للجمهورية، عام 2012، كان لدى كثير من المصريين آمالاً في أن يصبح رئيساً ديمقراطياً لجميع المصريين، ولكن للأسف، سرعان ما تحول حكمه إلى رئاسة بالوكالة لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وتم دفع البلاد، تحت قيادته، إلى حافة الحرب الأهلية، ومن ثم خرج ملايين المصريين إلى الشوارع في 30 يونيو 2013 للمطالبة بالتغيير والمزيد من الاستقرار».
وأكد زويل أنه «علم من رئيس المحكمة العليا وآخرين أن السيسي لم يكن ينوي حقًا الترشح للرئاسة، ولكن تمّ حثه على ذلك»، وتساءل عما «إذا كانت الانتخابات التي أتت بالسيسي للرئاسة مزورة، كما يزعم بعض الساسة وافتتاحيات الصحف، فلماذا لا يزال المصريون يدعمونه حتى الآن؟».
وأوضح زويل أن «السيسي يتبع نهج النفعية السياسية، فبعد فترة وجيزة من انتخابه، قررت حكومته خفض الدعم على الطاقة وبعض السلع، وهي خطوة هامة لتحقيق الاستقرار الاقتصادى في مصر، ولكن من الناحية السياسية كان هذا مستحيلاً، على مدى أكثر من نصف قرن إلا أن السيسى استطاع إقناع المصريين بضرورة الأمر».
ورأى زويل أنه «على الرغم من أن محاولة مصر لتحقيق الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير 2011 واجهت العديد من العقبات، فإنه لا تزال هناك قضايا بحاجة للعلاج، والتي من بينها وضع قوانين عادلة تنظم عمل المنظمات غير الحكومية، وفرض سيادة القانون على السجناء السياسيين، الذين هم في انتظار المحاكمات، ودمج أعضاء الإخوان في النسيج السياسي المصري».
وأكد زويل ضرورة مواصلة الولايات المتحدة الانخراط مع مصر من خلال الحوار المباشر والشراكة، وعدم التردد في استخدام قوتها الناعمة، من خلال الوصول إلى الأسواق، وبدء الاتفاقات التجارية، وتوفير المساعدات لبناء المؤسسات التعليمية والديمقراطية الجديدة.
وتابع: «أثبت الربيع العربي أن سقوط الأنظمة المماثلة لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لا يعني الصعود الفوري للديمقراطية، وإنما الأمر يستغرق وقتاً ورعاية وتشجيعًا».
وختم زويل مقاله قائلاً، إن «مصر تواجه مشكلات ضخمة، بما في ذلك الاقتصاد المتعثر وارتفاع معدلات البطالة، والمشكلات الأمنية، وعلى الرغم من هذه القضايا، فقد استطاع السيسى أن يحشد أغلب المصريين خلفه ومنح الأمل للبلاد»، مشدداً على «حاجة الولايات المتحدة إلى تغذية ذلك الأمل وليس قطع المساعدات».