أكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، أن الحكومة وضعت خطة ترفع بموجبها الدعم تماما عن الكهرباء فى غضون 5 سنوات، بإعادة هيكلة أسعارها.
واعتبر الوزير «إننا بذلك نكون صادقين ونتخلص من مشكلة كبيرة كانت تؤرق الدولة»، مشيرا إلى أن دعم محدودى الدخل من الكهرباء ستتحمله ميزانية الدولة، بما قيمته 9 مليارات جنيه سنويا.
جاء تأكيد «شاكر»، فى بداية الصالون الدورى الذى رأسته الدكتورة ناهد عشرى، وزيرة القوى العاملة والهجرة، أمس، مع علماء وخبراء الجاليات المصرية بالخارج، فى كل من الولايات المتحدة وكندا، وذلك للتواصل معهم، عبر الفيديو كونفرانس، بحضور عدد من المسؤولين.
وأردف وزير الكهرباء والطاقة: إن الوزارة قامت بمبادرة لتوفير استهلاك الكهرباء، بطرح مناقصة لتوريد 10 ملايين لمبة موفرة للطاقة كدفعة أولى سيتم توزيعها على المواطنين، وتقسيط قيمتها على فواتير الكهرباء على 20 شهرا.
وأشار إلى أن مصر تعتمد بشكل أساسى فى طاقاتها الكهربائية على الغاز الطبيعى بنسبة 90%، بالإضافة إلى بعض المشتقات البترولية الأخرى، لافتا إلى أنه لا توجد وسائل أخرى لتوليد الطاقة إلا بكميات محدودة.
كما كشف «شاكر» أن الحكومة تعيد النظر لتخطيط الطاقة وإدخال وسائل جديدة، وقال: «ندرس حاليا إدخال محطات الفحم النظيف لتوليد الكهرباء»، مشيرا إلى أن 40% من إنتاج الفحم فى العالم يعتمد على الفحم فى إنتاج الطاقة.
وأضاف: «إننا نسير فى جميع الاتجاهات لتحسين أداء محطات الكهرباء، وتقدم لنا 39 مستثمرا لتنفيذ مشروعات للطاقة»، منوها بأن الوزارة خططت لإنتاج 2000 ميجا من الطاقة النووية، للحد من استخدام الغاز الطبيعى، بجانب الطاقة الجديدة والمتجددة منها «2300 ميجا من الطاقة الشمسية، و2000 ميجا من طاقة الرياح» التى سنحصل منها على 20% من إنتاج الطاقة لتصل جميعها إلى 90% خلال عام 2020، معربا عن اعتقاده أن هذا الأمر يؤدى إلى نتائج جيدة للقضاء على أزمة الكهرباء فى البلاد.
من جانبه قال أحمد أبوالسعود، رئيس جهاز حماية البيئة، إن تجربة الشركات الأجنبية فى جمع القمامة فى مصر لم تنجح بسبب عدم وجود تخطيط، مشيرا إلى أن الدولة تقوم حاليا بإعادة تقييم لهذه التجربة وصياغة عقود تضمن حق الدولة والشركات، بالإضافة للقيام بواجباتها.
وأضاف أن المصانع كثيفة الطاقة بدأت البحث عن مصادر بديلة ناتجة عن إعادة تدوير المخلفات الزراعية، موضحا أن وزارة البيئة تدرس تخصيص تعريفة مميزة للطاقة المستخدمة من المخلفات.
وتابع: «إن الحكومة رصدت مليار جنيه من خلال صندوق حماية البيئة لترشيد الطاقة بقطاع السياحة لتنفيذ مشروعات للطاقة الشمسية بالمنشآت الفندقية، كما أن هناك مبادرة تتم مع مركز معلومات مجلس الوزراء لتركيب وحدات شمسية على المبانى الحكومية»، مؤكدا أنها بدأت بالفعل فى بعض الهيئات الحكومية، وأن الحكومة رصدت بعض المبالغ لتنفيذ هذه المبادرة.
وأكد السفير صلاح الدين عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن المجال الوحيد المتاح للسوق المصرية فى الخارج هو أفريقيا، مطالبا بضرورة الاهتمام بالدول الأفريقية، خاصة أن الفرصة متاحة لمصر الآن. وقال إن مصر مطالبة بالاهتمام بالتعليم الفنى مثلما فعلت الدول الأجنبية.
وأوضحت وزيرة القوى العاملة أن هذا اللقاء يأتى من خلال سلسلة اللقاءات التى تتضمنها الأجندة السنوية للقاءات المصريين فى الخارج لتبادل الآراء والخبرات فى مجالات الكهرباء والطاقة والبيئة والصحة مع علماء الجاليات المصرية، فضلا عن التعرف على الصعوبات التى يواجهونها، والعمل على تذليلها بالتعاون مع الجهات المعنية.
كان عدد من العلماء والخبراء المصريين قد تحدثوا مع الوزراء والمسؤولين عبر الفيديو كونفرانس كل فى مجاله، فتناول الدكتور طارق سعداوى، خبير تكنولوجيا الاتصالات بالولايات المتحدة الأمريكية، موضوع أمن الفضاء المصرى الخارجى، مطالبا بضرورة وجود سياسة على مستوى الدولة للحفاظ على أمنها الفضائى، وإنشاء مجلس دفاع وطنى لذلك.
وشدد المهندس أمير شلبى، خبير تخطيط هيئة نظام الطاقة بمدينة أونتاوريو بكندا، على ضرورة تنظيم وترشيد استهلاك الطاقة فى المنازل وخاصة أجهزة التكييف، وتحسين أدائها، ووضع تسعيرة لها والتخطيط لنظامها وإدارة الطلب عليها فى مصر.
وتناول الدكتور عثمان الرفاعى، مؤسس ورئيس قسم هندسة الإنتاج والإدارة الهندسية، بجامعة لويزفيل بأمريكا، الطرق الحديثة فى صيانة محطات الكهرباء والاستفادة من الإمكانيات الصناعية وتشغيل المصانع المعطلة، مطالبا برفع نوعية العامل المصرى لإتقان صيانة المحطات الكهربائية، للحفاظ عليها باعتبارها ثروة قومية لا يمكن تعويضها إلا كل 20 عاما، مشيدا بالعامل المصرى فى مختلف المجالات.
وعرضت الدكتورة بسمة شلبى، مهندس رفيع المستوى فى الصناعة النووية بكندا، خبرتها فى مجال البيئة وكيفية تحويل النفايات على الأراضى الخضراء فى جميع مدن الزراعة فى مصر.
أما الدكتور ياقوت منصور، الرئيس التنفيذى لأزمة الطاقة فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة، فوضع تصوره فى كيفية الخروج من أزمة الكهرباء فى مصر، مشيرا إلى أن اللمبات الجديدة الموفرة توفر 90% من استهلاك الطاقة، ما يؤدى إلى إفادة مصر اقتصاديا من تعميم هذه التجربة.