x

ياسر أيوب فيليبس ومتعب وحسام حسن ياسر أيوب الأحد 02-11-2014 21:16


من المؤكد أن وندل فيليبس كان يقصد أى شىء آخر غير هذا الذى أصبحنا نمارسه كل يوم.. فأستاذ التاريخ والآثار الأمريكى الذى كتب تاريخ سلطنة عمان وتعددت اكتشافاته المهمة فى اليمن.. كانت له فلسفة ورؤية خاصة يمكن تلخيصها فى عبارة شهيرة له كان يرددها دائما وهى أنه سيعلن ما يؤمن به اليوم حتى لو خالف كل ما جاء على لسانه بالأمس.. وكان الأستاذ والعالم الأمريكى يقصد أن الإنسان طيلة حياته يمكن أن تتغير آراؤه وتتبدل مواقفه واختياراته.. وأنه لا يوجد هذا الإنسان الذى تبقى أفكاره وقناعاته كما هى منذ يومه الأول وحتى يومه الأخير.. إلا أننا هنا فى مصر قررنا استخدام عبارة وندل فيليبس بشكل خاطئ ويختلف تماما عما كان يقصده الرجل ويدعو إليه..

وإنما يجرى التغيير الكثير حسب الأهواء والمصالح وبدون أى تفكير أصلا وبدون أى خجل أيضا.. فهناك الذين دافعوا عن ثورة يناير وقفزوا داخل قطارها الذى يجرى وأشادوا وتغنوا وفرحوا بالثورة وثوارها والميادين وشبابها.. وفجأة بات هؤلاء أشد أعداء لنفس الثورة ونفس الناس.. وكنت سأحترم ذلك جدا لو أن أى أحد من هؤلاء وقف أولا ليعتذر للناس لأنه كان مخطئا فى البداية حين أشاد بالثورة، وأنه الآن مضطر لتغيير أحكامه ومواقفه.. وفى الرياضة أيضا تتبدل الأحكام والآراء بصورة مخيفة ومذهلة.. فعلى سبيل المثال.. وخلال أربع وعشرين ساعة فقط.. تبدلت أحكام كثيرين من الانتقاد العنيف لعماد متعب والهجوم الحاد عليه لدرجة المطالبة بإبعاده واعتزاله.. إلى الإعجاب المغالى فيه والتقدير والإشادة الهائلة لدرجة معاتبة شوقى غريب الذى يفتش عن مهاجمين للمنتخب، بينما لديه عماد الذى هو المهاجم الأول والأفضل فى مصر..

هكذا مرة واحدة من النقيض إلى النقيض.. فقط لأن عماد أحرز ثلاثة أهداف فى مباراة الأهلى ودمنهور أمس الأول.. لا يتوقف أحد ليتمسك برأيه مثلا وأن عماد لم يعد بنفس مستواه حتى رغم هذه الأهداف الثلاثة.. أو أنه لاعب موهوب ورائع حتى لو لم يسجل أى هدف.. ولا يدرى هؤلاء المتقلبون سياسيا ورياضيا أن الحياة بالفعل تسمح، كما قال ويندل فيليبس، بتغيير الآراء، لكن ليس بهذا الشكل وليس بهذه السرعة وليس لهذه الأهداف والمصالح..

وربما كان حسام حسن من الأمثلة القليلة التى يحتفظ فيها كثيرون منا بنفس أحكامهم وآرائهم القديمة.. فالذين لا يحبون حسام، أو لا يقبلونه، يبقون على نفس مواقفهم مهما تغير حسام وتبدل سلوكه وتناقصت انفعالاته وأخطاؤه.. وبالتالى لم ينتبه هؤلاء لحسام الجديد كما ظهر فى لقاء الاتحاد والزمالك هادئاً ومحترماً وراقياً أيضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية