x

إميل أمين الأقصى.. والانتفاضة الثالثة إميل أمين الأحد 02-11-2014 21:16


لماذا تمضى إسرائيل قُدما سادرة فى غيها لجهة تهويد القدس عامة والتآمر على المسجد الأقصى خاصة؟!

الجواب ببساطة موجود فى ثنايا الرؤية الثيولوجية المكونة للدولة العبرية، والتى أجملها بن جوريون بقوله: «لا فائدة لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون بناء الهيكل».

- عن أى هيكل يتحدثون؟

حتما عن هيكل سليمان الثالث، الذى يعتبرون موقعه وموضعه مكان المسجد، ولذا لا بد من إزالة المسجد وبناء الهيكل.

هل هناك من نوايا إسرائيلية غادرة فى هذا الإطار؟

إليك ما صرح به فى الأيام القليلة المنصرمة وزير الاقتصاد وشؤون العاصمة الإسرائيلى «نفتالى بينيت»: «الأقصى مقام على أقدس بقعة لنا، ومن حق اليهود وحدهم الصلاة فيه». يعود الحديث مجددا إلى العلن، وإن لم ينقطع فى السر منذ ألفى عام حتى الساعة، بسبب قصة «يهودا غليك»، رئيس حركة «أمناء جبل الهيكل»، تلك الحركة التى تعمل جاهدة على تهيئة الأوضاع لإقامة الهيكل، من خلال وجود مدرسة تعليم لشعائر وطقوس إقامة العبادة وتقديم الذبيحة التى توقفت منذ خراب الهيكل فى حدود عام 70 ميلادية.

هل لقرار إغلاق الأقصى علاقة بما يجرى؟

يبدو من سياق الأحداث أن الأمر لا يعدو ترتيبا مسبقا وتصاعديا للأحداث، يبدأ من عند الحديث عن حق اليهود فى إقامة صلوات داخل الأقصى، ويتصل بتعريض الأقصى للانهيار، من خلال الحفريات التى تجرى من تحته ليل نهار.. هل من تأكيد لما نقول به؟

فى إحدى جلسات الكنيست الأخيرة تحدثت النائبة الليكودية «ميرى ريجيف» قائلة: «إنه يجب وضع الأقصى تحت إشراف وزارة الأديان الإسرائيلية وتقاسم الصلاة فيه بين المسلمين واليهود».

هل يعنى ذلك أن الانتفاضة الثالثة على الأبواب؟

يبدو أن اليأس الفلسطينى قد بلغ ذروته، وأنه بعد انتفاضتين ها هى إسرائيل تمضى قدما، ومن جديد نحو هدف كفيل لا بإشعال الانتفاضة الثالثة داخل الأراضى الفلسطينية من قبل الفلسطينيين فحسب، بل إضرام أُوار العالم برُمّته، فليس أقوى ولا أقسى من صراع الدوجمائيات التى يهون معها كل غال، مهما كان. قد يخيل لإسرائيل اليوم أن حالة الضعف العربى الآنية قد تتيح لها فى غفلة من الزمن إلحاق الضرر بالأقصى، غير أن ما يغيب عن ناظريها أنها بهذا تطعن مليارا ونصف المليار مسلم فى صميم مقدساتهم، وهو ما لن يُقبل فى الحال ولا الاستقبال. إسرائيل، كما قال كبار أنبيائهم: « شعبُ سامعين لا يسمعون، ولا يفهمون، لأن قلب هذا الشعب قد غلُظ، وآذانهم قد ثقُل سمعها».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية